تنشر "بوابة الأهرام العربي" نص كلمة جورج صبرة، رئيس المجلس الوطني السوري، بمناسبة العام الجديد، والتي حيا فيها الشهداء وشن هجوما شديدا على نظام الأسد. وفيما يلي نص كلمة صبرة: أيها الثوار، أيها الأحرار، في حمص وحماة وإدلب ودير الزور، في درعا وحلب وطرطوس واللاذقية، في الحسكة والرقة والقنيطرة والسويداء، في دمشق وريفها، أيها السوريون في مخيمات اللجوء وفي المهاجر البعيدة تحيةً لكم. يا أبناء شعب بطل اسمه الشعب السوري وبلاد عظيمة لم تعد بحاجة إلى تعريف، المجد لكم، عام جديد وثورة متجددة، وكل عام وأنتم أحرار، كل عام وأنتم سوريون، قبل أكثر من عشرين شهراً عندما خرجتم تصفقون بأيديكم وتطلبون الحرية والكرامة، قالوا عنكم مندسين. وعندما هتفتم لوحدة الأرض والشعب اتهمتم بالتخريب والعدوان. وما أن صممتم على اسقاط النظام وبناء نظام جديد حتى رموكم بالتآمر والضلوع بالعمالة للخارج. حيّت حماة صمود حمص، وثارت حلب وفاءً لدير الزور، وهتفت إدلب تحية لدوما وداريا فقالوا: عصابات مسلحة تعبث بأمن البلاد. صحتم الله وأكبر فرشقوكم بتهم التطرف والإرهاب الجاهزة . أنشدتم (يالله مالنا غيرك يالله ) فقالوا هي الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي. لايرضيهم إلا صمتكم.. لكنكم لن تفعلوا، ولا تستطيعون، فلا شيء يمكنه أن يحجب صوت الحق. عذاب الشعب طال، وكثرت الجراح والآلام، غير أن صبركم على المحنة لا حدود له، لاشيء يجاري تضحياتكم إلا الآمال الكبيرة بالانتصار والأحلام الجميلة بوطن حر تتفتح فيه كل الأزهار، يفخر بكم وتفخرون به . وها أنتم تصعدون إليه على طريق الكرامة الصعب . يريدون أن يلطخوا وجه الثورة بجرنا إلى الانتقام لكننا لن نفعل.. ارتكبوا المجازر البشعة لتردوا عليها ببشاعة مماثلة، لكن صبركم وتساميكم فوّت عليهم الفرصة. استغلوا أخطاءنا - وكل ابن آدم خطّاء - ونفخوا بها وروجوها في الداخل والخارج، غير أن وجه حمزة الخطيب وبراءته، وتضحية ليلى صهيوني واستشهادها، وابتسامة باسل شحادة وعطاءاته، كانت أعظم من تقولاتهم وتزويرهم وادعاءاتهم. يتهموننا بالتطرف والعنف، وكأن قنابل دباباتهم وبراميل طائراتهم ومجازر حقدهم التي لامثيل لها، تسقط برداً وسلاماً على المدن والقرى السورية. شوّهوا الدولة ومؤسساتها بالتسلط والفساد، وهاهم يدمرونها بالتخريب والنهب والسلوك الفئوي البغيض.. وهذا المجتمع الدولي ومنظماته السياسية والإنسانية يهتم بكل شي إلا بكم. يتحدثون كثيراً عن ضرورة الجهد الإغاثي للسوريين ، دون أن يصل إلى المستحقين في الداخل والخارج ما يلزم . يعترفون بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ، دون أن يوفروا لنا ما يمكِّننا من استخدام هذا الحق ، ويؤمِّن الحماية لأطفالنا . يؤلمنا أن يبدو العالم حريصاً على مصير النظام ورموزه من القتلة والمجرمين ، أكثر من حرصه على الحق والعدل وحقوق الإنسان ، وعلى سورية الوطن والشعب ومصيرهما . لكن رغم ذلك سيكون عام 2013 عام الانتصار. أيها الثوار، أيها الأحرار، أيها المستفردون بين الأصدقاء والأعداء: تعالوا نعلمهم كيف نحرر المدن من التسلط والقمع، وكيف تدار بحكمة وعدل، وكيف نقيم دولة دستورية يعيش الناس فيها بمساواة تامة وبظل سيادة القانون على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات ، لتعود سورية وطناً حراً لكل أبنائها. تعالوا نعلمهم كيف نقيم الوحدة الوطنية الحقيقية في صفوف الشعب، ونحقق التعاضد الإجتماعي كشعب واحد على غير ما يتكاذبون به مع أعوانهم ووسائل إعلامهم. تعالوا نخبر العالم أجمع أن سورية ستكون بخير في ظل الثورة، ونطمئن كل سوري أن بلاده ستصبح أجمل . فالبلاد التي تصبح فيها الشهادة ثقافة عامة والحرية مطلباً جماعياً - لا محيد عنه مثل الخبز اليومي - لاخوف منها ولاخوف عليها . سيكون للقتلة والمرتكبين جزاء عادل عبر قضاء مستقل ونزيه، ويكون للضحايا إنصاف وإحقاق حق ، وللمظلومين رد المظالم . وسيكون لدينا عدالة انتقالية وهيئة للتسامح والمصالحة الوطنية، لنبلسم جراح الوطن.. هذا نحن وهذا أنتم وهذه سوريا التي نريد.