اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما يحدد فيه السابع من ايار/مايو القادم موعدا للانتخابات التشريعية فيما قتل 37 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد غداة الكشف عن مجزرة في حمص. ويأتي ذلك فيما اعلن الموفد الخاص الى دمشق كوفي انان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا سوريا "اليوم" الثلاثاء على المقترحات "الملموسة" التي قدمها للرئيس السوري. وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد "اصدر مرسوما بتحديد انتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار/مايو القادم". وسيتم عبر هذه الانتخابات انتخاب اعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الاول لعام 2012 والتي حددت مهامه بموجب الدستور الجديد للبلاد. وتم الاستفتاء على الدستور الجديد 26 شباط/فبراير واصبح نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من 27 شباط/فبراير. وبالتزامن قتل 37 شخصا في سوريا الثلاثاء بينهم 14 مدنيا خلال حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي درعا (جنوب)، قتل 12 عنصر امن كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات، في كمين نصبه منشقون. وفي ريف ادلب (شمال غرب) حيث تتركز عمليات القوات السورية والاشتباكات مع المنشقين، قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان. كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ صباح اليوم. وقال المرصد ان "مجموعة منشقة مسلحة استهدفت اليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون عند مفرق بلدة التماتعة ما ادى الى اعطاب اليتين والاستيلاء على اخرى". وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع فرانس برس ان الجيش النظامي اقتحم اجزاء من مدينة ادلب حيث فرض حظرا للتجول" مشيرا الى تعرض مناطق من محافظة ادلب للقصف لاسيما معرة النعمان. واضاف "الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول انه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الاحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى". وقال ناشطون في ادلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان "القوات النظامية عملت على افراغ خزانات المياه في مناطق ادلب وانها تفرض حظرا للتجول على السكان تحت طائلة اطلاق الرصاص". وذكرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة من جهتها، "أن وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت من خلالها قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في ادلب" واضافت "بينت هذه المصادر أن العملية الأمنية في المدينة انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها". وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة "بنيران القوات النظامية والشبيحة في احياء كرم الزيتون وباب الدريب" في مدينة حمص. وافاد مسؤول في الجيش السوري الحر في القصير (ريف حمص) "يقوم الجيش النظامي بالتوغل نهارا بحثا عن منشقين وينسحب قبل حلول الظلام" مشيرا الى ان العناصر المنشقين يضطرون الى "الانسحاب ومعاودة الهجوم لانهم غير مزودين بالاسلحة المضادة للدروع التي يمكنها ان توقف دبابات تي 72 الحديثة التي تستخدمها بعض وحدات الجيش النظامي". وفي ريف حلب (شمال)، استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء شاب (...) في مدينة اعزاز خال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي تبعد حوالى 65 كيلومترا عن مدينة حلب "تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو عشرين يوما ادت الى حركة نزوح كبيرة جدا لسكانها" مشيرا الى ان المناطق التي تتعرض للقصف لا تبعد اكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية". وتعد اعزاز من اكبر مدن ريف حلب، ويبلغ عدد سكانها حوالى 75 الف نسمة. كما يتركز القصف على مدينة الاتارب التي تشهد عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية واشتباكات مع الجيش السوري الحر، بحسب الحلبي. وفي ريف دمشق، قتل شاب "اثر اصابته برصاص الامن اثناء قيامها بمداهمات في مدينة دوما"، وقتل ثلاثة اشخاص في قرية بخعة في القلمون جراء اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. واضاف المرصد ان انفجاران شديدان هزا حي المساكن في مدينة دوما تبعهما اطلاق رصاص كثيف حيث دخلت قوات حفظ الحي ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدات حملة مداهمات في المنطقة. وفي محافظة دير الزور (شرق)، نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في القورية بحثا عن مطلوبين ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف ما اسفرت عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح احدهم في حالة حرجة واعتقال 28 مواطنا". سياسيا، قال المبعوث الاممي كوفي انان للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض "انتظر ردا من السلطات السورية اليوم على مقترحات ملموسة" قدمها السبت للرئيس السوري. وكان انان اعلن الاحد انه قدم الى الاسد في دمشق "سلسلة من المقترحات الملموسة" للخروج من الازمة في سوريا واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة "الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار". وتابع انان في انقرة "سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم"، مشددا على ضرورة وقف "القتل والعنف" في سوريا. واضاف "الشعب السوري يستحق معاملة افضل من ذلك". من جهة اخرى، اعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للصحافيين ان "دولا عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين" لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للازمة. واضاف "لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة". واشار وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في نيويورك الاثنين الى انه بعد الحصول على الجواب السوري المعروف، سوف تواصل الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي "مشاوراتها لاستخلاص النتائج من الجواب السوري" في مشروع قرار حول سوريا يتم الاعداد له منذ عدة اسابيع. وفي العاصمة الاردنية، اتهمت جماعة الاخوان المسلمين الثلاثاء في بيان النظام السوري بارتكاب "حرب ابادة" بحق شعبه، داعية جامعة الدول العربية الى التحرك دون ابطاء والعمل على "وقف المجزرة". وتفيد آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في سوريا اوقعت نحو 8500 قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاعها قبل سنة. ودعت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس الاثنين الحكومة السورية الى مزيد من "الشفافية"، معربة عن الامل بان تتمكن الاممالمتحدة من اطلاق عملها الانساني في سوريا الخميس. وكانت آموس اتفقت الاسبوع الماضي مع السلطات السورية خلال زيارتها الى دمشق على ارسال بعثة تقصي الى مناطق النزاع على ان تشارك فيها وكالات الاممالمتحدة والسلطات السورية. وياتي ذلك غداة الكشف على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص في وسط سوريا مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب "المجزرة" داعية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بالجريمة.