الف جماعة الإخوان عندما قرر الترشح لرئاسة الجمهورية ولهذا السبب فصل من عضوية مجلس الإرشاد إنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى يملك رصيدا وافرا من الخبرات السياسية، وذلك لانتمائه المبكر لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان طالبا بالجامعة، فهو الطالب الذى تجرأ على توجيه أسئلة شائكة للرئيس الراحل أنور السادات فى لقائه السنوى بطلاب الجامعات، ولا تزال كلمة السادات الشهيرة له:«من يخرج عن طواعية أهله بدعوى الجماعة الإسلامية هافرمه». وقد شارك أبو الفتوح بدور فاعل فى أحداث ثورة 25 يناير وشهد له الجميع بالوجود فى مقدمة الصفوف وإسهامه فى بث روح المثابرة والنضال فى أفئدة الشباب، إلى أن تم إسقاط النظام ومن بعدها كان فى طليعة الشخصيات العامة التى أعلنت عن عزمها الترشح لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، ولم يهتم بموقف جماعة الإخوان المسلمين من قراره الذى اعتبروه خروجا على موقف الجماعة الرسمى بعدم الترشح. وفى حواره معنا، تطرق أبو الفتوح لقضايا شائكة كثيرة فى مقدمتها تفسيره لانسحاب محمد البرادعى من السباق واحتفالات مصر بالثورة وحق المرأة فى التعليم والعمل وإليكم نص الحوار. بداية ما تفسيرك لانسحاب د. محمد البرادعي من الترشح للانتخابات الرئاسية؟ دور د. محمد البرادعى فى مسيرة التغييرلا ينكره منصف، ومشاركته في سباق الرئاسة كان إثراء للمنافسة الشريفة، ويجب علينا الكفاح لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي لن تتم إلا بالانتقال السلمي للسلطة إلي سلطة مدنية منتخبة وإتمام دستور البلاد. قبل يوم 25 يناير ذكرت أنك لن تحتفل بالثورة لكونها لم تكتمل.. متى ستحتفل بها؟ ونحن ثورتنا لم تكتمل بعد، فهناك من يرى أن نحتفل بها وهناك من يرى بأن نقوم بثورة جديدة وأنا مع فكرة التأكيد على مطالب الثورة واستكمالها وهو ما جاء في بيان الأزهر الشريف عقب لقاء شيخ الأزهر مع مختلف القوى الوطنية والسياسية. ومن هنا يصبح لنا حق الاحتفال بالثورة عندما تتحقق جميع المطالب ويحصل كل ذى حق على حقه. ما تفسيرك لما يحدث من انقسامات بين انتماءات واتجاهات الشعب الموجودة حاليا؟ تفسيرى أننا نعيش فى حالة مخاض من مرحلة استبداد إلى الديمقراطية، وهىمتطلبات المرحلة، هناك خلط لا يختلف عليه التحرير والعباسية والشعب المصرى بكل فئاته وتوجهاته مع الجيش، لأن الجيش أكبر وأعظم من أن يتم التأثير عليها والشعب المصرى يعز جيشه فى أى مكان الخلاف حول المجلس العسكرى الجيش له دور فى حماية البلاد التى تتعرض للهجوم من اتجاهات كثيرة .. الجيش والشعب إيد واحدة فنحن لا نقبل أن نقول إن الجيش والشعب ليسا إيد واحدة ولكن بشكل عام هذا الانقسام لن يستمر طويلا. ما هدفك من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ حين تقدمت للترشح لهذا المنصب كان بهدف خدمة الوطن ومشروعنا ليس انتقاصا من أحد وأرى أنه يجب أن يسعى الجميع ويدرك أنها منافسة في خدمة هذا الوطن (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) دون تجريح أو تخوين للآخر، فنحن مستمرون في مشروعنا لكون الثورة قامت لكي تكتمل وتحقق أهدافها، ويجب أن يتم ذلك في وجود نظام مدني منتخب يعبر عن الشعب ويحقق له طموحاته كما حدث فى الانتخابات البرلمانية، كما يجب أن يتحقق فى الانتخابات الرئاسية، لذلك هدفى هو خدمة وطنى. ما تعليقك علي ما أسفرت عنه الانتخابات البرلما نية الأخيرة من نتائج صبت في مصلحة الأحزاب الإسلامية؟ نتائج الانتخابات هى تعبير عن إرادة هذا الشعب، وقد رأينا الملايين يشاركون فيها ونحن لن نفصل ديمقراطية تأتي بمن نريد ونرفضها حين تأتي بتيار آخر، وأرى أن نتائج الانتخابات في عمومها كانت متوقعة وعلى التيارات الإسلامية الآن وإن كنت أتحفظ على هذه التسمية أن تدرك أن دورها هو خدمة هذا الشعب وتقديم حلول عملية لمشاكله والعمل والتعاون مع جميع التيارات الأخرى من أجل مشروع النهضة دون إقصاء للآخر، وهذا ما أرى أنهم يعلنونه في تصريحاتهم وننتظر أن نراه بشكل عملي. هناك تخوف لدى البعض أنه فى حالة توليك للرئاسة، ونظرا لكون أصولك تنتمى للتيار الإسلامى من الممكن أن تقوم بفرض بعض التعاليم الدينية مثل الحجاب مثلا أو منع الاختلاط بين الذكور والإناث.. ما رأيك فى ذلك؟ الحجاب جعله الله فريضة ولكن لابد من أن ترتديه الفتاة عن حب واقتناع ولا يصح أبدا فرضه بقوة القانون وقد نترك للعلماء الفرصة لتعليم وترسيخ بعض المفاهيم سواء الخاصة بالحجاب أم غيره، وكذلك منع الاختلاط فمن يأتى بهذه الأفكار من البرلمان أو غيره، وفى هذه الحالة نقول إن الشعب هو المخطئ لأنه هو الذى قام باختيار مثل هذا البرلمان، لأنه فى الشريعة الإسلامية نفسها وفى القرآن نجد الآية واضحة «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وإذا كان هذا كلام الله فكيف نفرض نحن تعاليم وأفكار لم يوافق عليها الدين، وهذا الأمر لم يكن موجودا فى مصر منذ البداية ولن يعاد تصنيع إسلام فى مصر، مصر مسلمة منذ 15 عشر قرنا ولم يحدث من قبل أنه تم فرض الدين على الشعب المصرى أو أن يكون متدينا، الشعب المصرى يعرف كيف يصل إلى ربه ويأتى بعد ذلك دور الأزهر كمؤسسة وسطية أن تأخذ بيد الشعب ليعرف أسس وقواعد دينه الصحيحة، خصوصا أن الشعب المصرى شعب متدين بطبعه ولا تفرض عليه الحكومة التدين، وما نود إرشاد الجميع إليه أن البرلمان سوف يأتى به الشعب المصرى الذى عاش بهذا الفهم والإدراك والتسامح بين المصريين سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين فهم يعرفون طريق المساجد والكنائس وكيف يرضون ربهم. وما رؤيتك فى تشدد التيارات الإسلامية تجاه حق المرأة فى العمل والتعليم؟ أرى أن المرأة جزء لا يتجزأ من هذا الوطن كما حثنا الإسلام على تكريم المرأة ووضعها جنبا إلى جنب بجانب الرجل فلا يصح لنا أن نتجاهل حقوقها. كيف يمكنك التعامل مع مؤسسات الفساد التى عانى منها الشعب المصرى ولايزال يعانى حتى الآن؟ الفساد سوف ينتهى عندما يكون هناك قضاء مستقل وتعلو دولة القانون فهى أداة لمحاربة دولة الفساد، وهنا الناس تلجأ للقضاء الذى سيهتم بتطبيق القوانين والنظم ويأتى بمبادئه الحياتية بشكل عام، ومن بينها الحرية لأن الحرية نفسها عندما تطبق بشكل سليم ويكون هناك إعلام قوى ومستقر قادر على نقل المعلومات بشكل صحيح بدون كذب أو مغالاة أو تزييف، وهذا لأن الفساد دخيل على الشعب المصرى وربما ساهم كثير من الظروف لخلقه . هل فكرة التضامن فى تحالفات أخرى فى مخططك؟ أفضل فكرة الانتخابات الفردية لأن التحالفات تجعلنا ندخل فى فلسفة القوائم والقائمة لها برامج كيف تتطبق فى ظل الأحزاب المتعددة الموجودة والتيارات المختلفة لذلك فى مصر من الأفضل الانتخابات الفردية. ما توقعاتك للانتخابات الرئاسية القادمة؟ وما فرصتك للفوز بها؟ إن شاء الله سوف تتم الانتخابات بشكل نزيه والجيش لن يقف متفرجا لبعض العناصر التى تمارس العنف والبلطجة ولا يمكن لأحد أن يمس العملية الانتخابية بسوء لأننا جميعا سوف نحمى هذه الانتخابات بكل ما أوتينا من قوة، وسوف يتأكد الجميع أن الجيش والشعب يد واحدة وليس اثنين أما فرصتى للفوز بالانتخابات فتعليقى هو أننى أسعى لخدمة وطنى ايا كانت نتائج الانتخابات فسأستمر فى خدمة هذا الوطن حتى لو أمسكت مقشة وكنست شوارع بلدى فأنا لا أهتم بفكرة المنصب بقدر اهتمامى بخدمة وطنى والبحث عما يفيد الصالح العام، فمصر تستحق أن نقدم جهودنا وطاقاتنا لخدمتها وهذا الشعب العظيم بشبابه الذين جاهدوا لانقاذ البلاد ودفعوا حياتهم فداء لهذا الوطن، يستحق أيضا أن نقدم لهم ما يكفل لهم العيش الكريم وأنا أكثر من يشعر بمشاكل هذا الشعب لأننى أنتمى للطبقات الشعبية فانا ابن مصر القديمة لذلك أدعو المصريين الشرفاء بكل تياراتهم واتجهاتهم للانضمام معى لتطبيق خطتى وهى خدمة شعب مصر. فى رأيك متى سيتم تطبيق النظام الديمقراطى فى مصر؟ بعد تحقيق الاستقرار والانتهاء من الانتخابات الرئاسية ومرورها بسلام وقتها يتم الإعلان عن وجود نظام ديمقراطى سليم يحقق العدالة الاجتماعية ويضمن للشعب العيش الكريم والمساواة فى الحقوق والواجبات لكل طبقات الشعب، وكل ذلك سوف يتحقق بالديمقراطية.