مع الجدل الكبير الذى ثار ويثور حول الاستفتاء على الدستور، وما حدث من تربص كل فصيل بالآخر، نسينا فى خضم ذلك أننا مصريون «والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية»، وبدأنا نتناحر وكأننا من أجناس شتى ولسنا مصريين تربينا على طين هذه الأرض وشربنا من مائها، أفلا يجدر بنا نحن المصريين أن نجتمع على كلمة سواء، ونتذكر قول الهضيبى - رحمه الله - «دعونا فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه». أدعو كل المصريين الحقيقيين إلى نبذ خلافاتهم فى الرأى والعمل من أجل هذا البلد الذى ينهار تدريجيا، وأصبح على شفا الإفلاس، ليحترم كل منا الآخر واختلافه معه، فلكل إنسان عقله الذى ميزه الله به وجعله مختلفا عن غيره، فمن قال نعم فله ذلك، ومن قال لا فشأنه ذاك، ولا نعاد بعضنا ولا نعلق المشانق للمخالفين لنا، أيا كانت توجهاتهم، فلا أظن أن أى مصرى أصيل يبغى من ذلك كل سوى مصلحة هذا البلد حتى نستعيد مكانتنا التى تخلفنا عنها، فمصر للمصريين والدين لله والوطن أيضا لله، وليس حكرا على فصيل دون الآخر، فلا يحجر أحد على رأى مخالف له، «إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين».