تحتفل حركة حماس في قطاع غزة اليوم السبت بالذكرى 25 لانطلاقتها بحضور رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي يزور القطاع للمرة الاولى، ووفود عربية وإسلامية. ويتوقع أن يحضر المهرجان الذي يقام بساحة الكتيبة غربي غزة، أكثر من ربع مليون شخص، بينهم وفود من دول عربية وإسلامية حضرت إلى القطاع خصيصا للمناسبة. كما يشارك وفد من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى منذ بدء الانقسام الداخلي منتصف عام 2007. وشوهدت عشرات الحافلات تنقل أنصار حماس من مختلف أنحاء قطاع غزة، وهم يرفعون رايات الحركة الخضراء والأعلام الفلسطينية وصور قدامى قادة الحركة، ويجرى تنظيم المهرجان وسط تعزيزات أمنية مكثفة. ومن المقرر أن يوجه مشعل، الذي وصل الى قطاع غزة أمس عبر معبر رفح البري مع مصر، كلمة حماس الرئيسية في المهرجان ليحدد فيها سياسات الحركة خاصة ما يتعلق بملف المصالحة. ومشعل الذي ينحدر من قرية سلواد قضاء رام الله في الضفة الغربية يعيش في المنفى منذ 45 عاما تنقل خلالها بين الأردن وسورية وحاليا قطر علما أنه يرأس المكتب السياسي لحماس منذ عام 1996. وعملت عناصر من حماس على مدار أسبوع على تزيين الشوارع الرئيسة والميادين بعلم حماس الأخضر والعلم الفلسطيني وصور لقادة الحركة الإسلامية الذين اغتالتهم إسرائيل. وأقيمت منصة ضخمة في مدينة غزة يكملها نموذج ضخم للصاروخ إم 75 الذي أطلق على تل أبيب والقدس في جولة العنف الأخيرة مع إسرائيل. وتقيم حماس مهرجانا حاشدا بعد 15 يوما من إعلان اتفاق وقف لإطلاق النار بين الحركة وإسرائيل برعاية مصرية أثر جولة أخرى حادة من العنف بين الجانبين. وأعلنت مصر في 21 من الشهر الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لإنهاء جولة حادة من العنف المتكرر بين الجانبين استمرت ثمانية أيام وأسفرت عن مقتل 177 فلسطينيا. في المقابل، قتل ستة إسرائيليين جراء إطلاق حماس مئات الصواريخ المحلية وأخرى إيرانية الصنع باتجاه إسرائيل سقط عدد محدود منها في مدينتي تل أبيب والقدس. وأكد مشعل ، لدى بدء زيارته إلى غزة في منزل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل عام 2004، أن قرار حركته هو المصالحة. وقال مشعل وسط أفراد عائلة الشيخ ياسين: "وعد منا ووعد قيادة حماس في الداخل والخارج أن نسير على طريق المصالحة ووأد الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية لنكون صفا واحدا في مواجهة المحتل الصهيوني". وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية. وسبق أن أعلن مشعل عزمه التخلي عن منصب رئاسة المكتب السياسي لحماس الذي يشغله منذ عام 1996 غير أن مصادر تحدثت عن ضغوط داخلية وخارجية عليه للاستمرار في منصبه. وتردد في غزة على نطاق واسع توقعات بتوافق داخل حماس على ضرورة استمرار مشعل في منصبه على اثر اجتماعات داخلية مكثفة ستعقدها الحركة في القطاع.