مصر لم تكن مسيحية بالكامل فى يوم من الأيام، والأقباط لم يحكموا مصر من قبل، وبعض المسيحيين يعتقدون ذلك، ويطالبون بإعادتها مسيحية كما كانت، وهذا أمر غير صحيح تاريخياً وخطر على المستقبل، وبصراحة الأقباط فئة محكومة تاريخياً، وهم يقبلون بذلك، هذا كان بعض ما قاله الأنبا روفائيل، المرشح السابق لمقعد بابا الأرثوذكس الأقباط مع "الأهرام العربي" الذي تنشره في عددها الجديد السبت. وأكد الأنبا روفائيل أن الأقباط المصريين يجب أن يحتفظوا بهويتهم وألا يذوبوا فى الطوائف المسيحية الأخرى كالإنجيليين والروم الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت، معتبرا أن الوحدة التامة مع هذه الطوائف "مستحيلة"، ولكن "يجب التفاهم مع من نعيش، خاصة المسلمين حتى مع حزب النور الذى يرفضنا، ونحن نعول على الأحزاب الليبرالية، وإن كانت متناحرة فيما بينها". ويرى الأنبا روفائيل، "أنه يجب تحويل الكنيسة إلى عمل مؤسسى مع وجود البابا تواضروس"، مطالباً "باتصال رسمى مع كل القوى السياسية فى مصر من الإخوان المسلمين إلى التيارات الليبرالية، فمن حق الأقباط أن يساندوا من يساعدهم فى حل مشكلاتهم التى يرى أنها بدأت مع عصر عبدالناصر واستفحلت مع عصر السادات، وصعدت إلى الذروة مع عصر مبارك"، وإن كان يعترف أنهم يعانون أكثر بعد ثورة 25 يناير. من جانب آخر يحذر الأنبا روفائيل من ظن البعض فى التيار الإسلامى بأن وصوله للحكم يعنى أنه أصبح يملك البلد بالكامل، مشيراً فى نفس الوقت إلى أن سياسات الحظر على جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية حولتهما إلى "وحوش مفترسة"، وهو يرفض سياسة الملاحقات والسجون والمعتقلات ويطالب بإحداث التوازن، قائلا "مصر لن تترك لتيار واحد".. ويبقى أن الأنبا روفائيل يشعر بالمرارة بسبب الانتخابات والهجوم على الأساقفة المترشحين لمنصب البابا، ويقول إن التشكيك فيهم طال 40 عاماً من عصر البابا شنودة. وحول ما تردد عن أنه لن يكون البابا الجديد قال الأنبا روفائيل "قلتها فى أكثر من مكان ولأكثر من شخص وفى اجتماعات عامة أننى لن أكون البطريرك، وهذا ليس نوعاً من التنبؤ، ولكنه نوع من التوقع، وهو بناء على أنى أعلم جيدا أننى قد أكون الأول فى الانتخابات بسبب محبة الناس، ولكن إرادة ربنا قد تكون مختلفة بعد ذلك، وبالفعل هى التى اختارت الأنبا تواضروس بسبب جماله وإمكاناته التى لا يعرفها الناس، ولكن يعرفها الله، فالناس تنظر إلى العين والله ينظر إلى القلب، العين ظهرت فى الانتخابات والقلب ظهر فى القرعة الهيكلية". وحول ما رآه في الأنبا تواضروس قال "رأيت فيه أنه شخصية قيادية ومدبر جيد وإدارى، كما أنه مخلص للكنيسة وقلبه ملىء بالقداسة والروحانية، علاوة على أنه أسقف عام وغير مرتبط بإيبراشية، وبصراحة، هذه الرؤية كنت أراها مبكرا حتى قبل نياحة البابا شنودة، وقد ذكرنى بها أحد أصدقائى فى أمريكا بأننى قلت منذ 10 سنوات بأن الأنبا تواضروس يصلح بطريركا، وبعد تنيح البابا شنودة والاتفاق على الالتزام بلائحة 57، استخدمت حقى كعضو فى المجمع المقدس وزكيت اثنين: الأنبا موسى والأنبا تواضروس.