"أنا ماليش أكونت علي الفيس بوك.. اسمع من مكي"، اضطر عدد كبير من نجوم الكرة المصرية إلي ترديد هذا المقطع من الأغنية الشهيرة "الفيسبوكي" للفنان أحمد مكي، بعد أن اكتشفوا أن حياتهم الكروية والشخصية باتت مهددة بكثير من الأخطار بسبب الشائعات التي تروج عبر صفحاتهم الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، قبل أن يفجر عدد كبير منهم مفاجأة بعدم تدشينهم لأي صفحات خاصة بهم، وأن هناك من يقوم بالأمر للقيام بعمليات نصب مستغلا شهرتهم ، وإقبال الآلاف من رواد موقع التواصل علي الانضمام إلي صفحاتهم باعتبارهم من نجوم المجتمع، وهناك شريحة كبيرة من نجوم الكرة المصرية سارعوا بإغلاق صفحاتهم الشخصية الحقيقية بعدما علموا بأمر ما يتعرض لهم زملاؤهم من عمليات نصب، إضافة إلي ملاحقتهم بالشائعات العامة والخاصة . يذكر أن الفنان الشامل أحمد مكي أصدر أخيرا أغنية خاصة بعنوان "الفيسبوكي" بعد أن لاحظ قيام أشخاص بانتحال اسمه وتدشين صفحات باسمه وصورته، وقال في مطلع الأغنية التي لاقت رواجا كبيرا: "أنا ما ليش أكونت على الفيس بوك اسمع من مكى .. خلو بالكو م اللى بيعمل فيس بوكه أنه فيس بوكى .. حاول تحلقلو تنفضله فكك منه أو فكى .. مهما قالك وحلفلك وبعاتلك سكة أو سوكي". وفي نفس الوقت بادر وتعمد عدد كبير من نجوم الكرة المصرية بإعلان أمر إغلاق صفحاتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر من خلال وسائل الإعلام كما فعل أخيرا عددا من نجوم الكرة الكبار في النادي الأهلي في مقدمتهم قائد الفريق الأحمر حسام غالي، وزميله اللاعب الدولي أحمد فتحي، وهو ما سار علي دربه عدد آخر من النجوم في بقية الأندية وفي مقدمتهم النجم الأسمر وفتي الزمالك الذهبي شيكابالا، ومنهم من لجأ إلي تدشين مواقع إلكترونية رسمية خاصة به مثل الحارس الدولي عصام الحضري المحترف في صفوف المريخ السودانى، وأحمد حسام ميدو مهاجم الزمالك، وصقر الكرة المصرية النجم الدولي الكبير أحمد حسن، قبل أن يلحق بهم محمد زيدان مهاجم بروسيا دور تموند الألماني. وبرغم أن زيدان تعمد الاحتفال بتدشين موقعه الرسمي علي الإنترنت، والتأكيد علي إغلاق صفحته الشخصية علي "الفيس بوك" وتحذير الجماهير من الإقبال علي أي صفحة تحمل اسمه، فإنه كان ضحية لأخطر شائعة تعرض لها لاعب كرة مصري بسبب "الفيس بوك"، بعد أن فوجئ أثناء وجوده أخيرا في الدوحة برفقة بعثة منتخب بلاده للقاء البرازيل وديا، وهي المباراة التاريخية التي أقيمت علي ملعب نادي الريان، بوجود خبرين علي صفحتين يحملان اسمه وصورته، الخبر الأول يؤكد مقتله خلال مشاجرة تمت أمام إحدي الحانات بألمانيا، وخبر آخر مشابه يؤكد مصرعه داخل إحدي المولات في الدوحة. وبالطبع لم يكن أي من زيدان ووسائل الإعلام المصرية في حاجة إلي بذل أي جهد لنفي الخبرين أو بمعني أدق الشائعتين، خصوصا أن زيدان كان برفقة بعثة منتخب بلاده في الدوحة، علما بأن وفدا إعلاميا كبيرا قوامه أكثر من 30 فردا كان يرافق بعثة المنتخب المصري . وكان أحد مسئولي الصفحات على "فيس بوك" لم يجد وسيلة لزيادة عدد المعجبين بصفحته الشخصية والتي انتحل فيها شخصية زيدان أفضل من اختلاق قصة مقتل النجم الدولي، حيث نشر صورا غير واضحة على الصفحة لإحدي سيارات الإسعاف الألمانية تقف أمام إحدي الحانات، ويبدو رجال الإسعاف يقومون بنقل شخص إلي داخل السيارة، وبجوار الصور تفاصيل مقتل زيدان بداخل الحانة بعد مشادة مع صديق صديقته. وتابع بطل الشائعة علي صفحته:"تلقي الشارع الكروي في مصر صدمة كبيرة منذ قليل بالعثور علي جثة اللاعب محمد زيدان مهاجم منتخب مصر والمحترف في نادي بروسيا دورتموند مقتولا داخل أحد البارات بعد مشادة مع صديق لصديقته، وحدث تشابك بالأيدي بينهما ، قبل أن يقوم مرتكب جريمة القتل بإخراج مسدسه وإطلاق النار علي اللاعب المصري وأرداه قتيلا". يذكر أن زيدان أعلن منذ أكثر من عام وبعد فك خطبته علي الفنانة المصرية مي عز الدين من زواجه من صديقته الدانماركية شيتنيا وأنجب منها مولوده الأول "آدم". واللافت للنظر أن هذه الصفحة ظلت موجودة لأكثر من أسبوع، ولم يتحدث بشأنها أو يلتفت إليها أحد، حتى إن أحد رواد الفيس بوك تندر بالقول إن "الطلقة" انطلقت فى ألمانيا ولم تصل إلى مصر، ولكن شائعة أخري مماثلة لفتت كل الأنظار بعد أن انتشر خبر علي صفحة أخري يؤكد مقتل زيدان داخل أحد المولات بالدوحة قبل ساعات من مباراة مصر والبرازيل، وبالطبع نفي زيدان الخبر لوسائل الإعلام بالصوت والصورة بطريقة ساخرة. في الوقت الذي فوجئ فيه النجم الأول للكرة المصرية محمد أبوتريكة بصديق شخصي يقدم إليه مبلغا من المال، مؤكدا دعمه له في الأعمال الخيرية التي يقوم بها، وهو الأمر الذي أدهش أبوتريكة الذي نفي قيامه بأي حملة لجمع المال من اجل أعمال خيرية، قبل أن يؤكد له الصديق أنه علم بأمر الحملة من الصفحة الشخصية الخاصة به أي أبوتريكة الذي بادر بالتأكيد لصديقه أنه ليس لديه أي "أكونت علي الفيس بوك"، وبعد التحري اكتشف أبوتريكة وجود أكثر من 100 صفحة علي الفيس بوك، ومثلها علي موقع التواصل الاجتماعي الآخر "تويتر" تحمل اسمه وصورته، وأن هناك نصابا انتحل اسمه وصورته ودشن حسابا باسم أبوتريكة دعا من خلاله الجماهير بالتبرع بالمال من أجل أعمال ومشاريع خيرية، علما بأن أبوتريكة اكتشف أيضا بمحض المصادفة وجود أكثر من 14 موقعا إلكترونيا يحمل اسمه. ونتوقف أمام أطرف المواقف التي تعرض لها نجم كروي مصري كبير وشهير طالب بعدم ذكر اسمه حيث قال ل"الاهرام العربي":"بعد أن علمت بأمر حالات النصب التي يتعرض لها عدد من زملائي في النادي الذي ألعب له وفي المنتخب الوطني ، قمت بالدخول علي موقع الفيس بوك وفوجئت بوجود أكثر من 8 صفحات تحمل اسمي وصورتي، وضحك وهو يتابع:"فوجئت بصورة لي ببدلة الزفاف في 4 صور مع 4 سيدات مختلفات"، وتحت كل صورة قصة وهمية لزواجي من كل واحدة منهن، وعلق ضاحكا:"الحمد لله أنهن 4 سيدات فقط إلا واتهمت أيضا بمخالفة الشريعة الإسلامية". فيما اعترف نجم كبير آخر طالب هو أيضا باحتفاظ باسمه أنه فوجئ عند دخوله في إحدي المرات علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك بوجود روابط "لايكات"، وبالضغط عليها صدم عندما اكتشف أنها روابط لمواقع جنسية، وصدم أكثر عندما قرأ الآلاف التعليقات الغاضبة منه، وهو ما دفعه لإغلاق الصفحة فورا، وتدشين أخري اعتذر خلالها للجماهير، وأكد أنه الموقع تم اختراقه من قبل قراصنة ونصابين. وبقي أن نؤكد أن ما تم سرد وعرضه من قصص حقيقية تعرض لها عدد من نجوم الكرة المصرية ما هي إلا مجرد عينه صغيرة من قصص كثيرة. ولكن نتوقف أمام جزئية مهمة، وهو السؤال الذي طرحه علينا كل النجوم الذين عرضوا ل"الأهرام العربي" حكايتهم مع الفيس بوك، وهو من يحمي هؤلاء النجم من هذا العبث ؟.. وما الطريقة لإيقاف علميات النصب التي تتم باسم هؤلاء النجوم وغيرهم من الشخصيات العامة ؟ .. قبل أن نفاجأ بعجز خبراء الإنترنت عن الإجابة عن تلك الأسئلة ، وقال محمد صلاح مدير تسويق منتجات ويندوز فى مايكروسوفت مصر:"مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي هي أن أي شخص يمكنه انتحال شخصية أخرى دون الوقوع تحت طائلة القانون، والضابط الوحيد هو أن يتقدم الشخص ببلاغ إلى شرطة المصنفات، حيث تتولى مهمة تتبع الصفحة ومعرفة صاحبها الحقيقي، أو مخاطبة مسئولي الفيس بوك لإيقاف الصفحة لانتحالها شخصيته". وينصح صلاح، في تصريحاته إلى "الأهرام العربي"، متصفحي الإنترنت باتباع خصائص الأمان وعدم إتاحة الفرصة لشخصيات مجهولة للاطلاع على بياناتهم الشخصية ظناً منهم أنهم يتعاملون مع شخصيات مشهورة". ويشير نادر جلال، الخبير في تقنية المعلومات ل"الأهرام العربي" إلى أنه ليس هناك ضوابط تمنع الأشخاص من انتحال شخصية المشاهير، كما أن عملية تتبع الصفحات لا تتم في الغالب إلا في حالات وقوع الجرائم، وهو ما يتم من خلال تتبع رقم الهاتف الذي يتم تحميل خط الإنترنت عليه، أو من خلال تتبع كارت الشبكة، وفي الحالتين يبقى الأمر صعبا، كأن يكون رقم الهاتف خارج نطاق البلد الذي تم تقديم البلاغ فيه، أو أن يقوم الشخص الذي ينتحل صفة الشخصية الشهيرة بالتخلص من جهاز الكمبيوتر الموجود عليه كارت الشبكة، والحل الوحيد مخاطبة الجهات المسئولة عن الفيس بوك لغلق الصفحة، وحتى في هذه الحالة يمكن أن يلجأ الشخص الذي ينتحل هوية الشخصية الشهيرة إلى تأسيس صفحة أخرى، وهو ما يجعل من انتحال شخصية المشاهير على فيس بوك شبحا يطاردهم صباحا ومساء.