“ قرب.. قرب.. قرب.. تعالى، واللى ما يشترى يتفرج، مهاجم إفريقى سوبر لوكس ب 300 جنيه، والخواجة أبو برنيطة، أرخص من أحسن مدرب مصري". هذه هى الحال التى وصل إليها سوق الاحتراف فى بورصة كرة القدم المصرية.. كنا بصدد إجراء تحقيق عن حال اللاعبين والمدربين الأجانب المحترفين فى الدورى المصرى بجميع أقسامه، لنعرف كيف يعيش ويتعايش هؤلاء الأجانب مع أزمة كرة القدم المصرية “المجمدة". وكانت المفاجأة الأولى، أننا عندما ذهبنا إلى مقر “جبلاية “ الكرة المصرية، لقب اتحاد الكرة، لنحصل على قائمة بأسماء المحترفين للتواصل معهم، كنا على موعد مع مفاجأة حقيقية، حيث اكتشفنا أن السجلات الرسمية بالاتحاد، لا تحتوى على أسماء كل الأجانب المحترفين فى أنديتنا، وكان الأمر قاصرا على المدربين واللاعبين الأجانب فى أندية الدورى الممتاز. ووفقا لسجلات اتحاد الكرة، فإن هناك 44 لاعبا محترفا فى كل أندية الدورى الممتاز عدد الأفارقة فى مصر من 12 دولة، وبطبيعة الحال أغلب من دول إفريقيا. وتقول الإحصائية الرسمية، إن هناك، 9 لاعبين من غانا وهم : ( صمويل أفوم - سموحة) ، ( وليام منساه - وادى دجلة )، (صمويل أوسو - المحلة )، (صمويل أوكران - غانا) ، ( بابا أركو - طلائع الجيش)،( دانيال ، فرانسيس - الاتحاد)، (جون أنطوي- الإسماعيلي)، (كوابينا يارو - غانا) .. و7 لاعبين من نيجيريا وهم : (جودوين - الإسماعيلي)، (سامسونج - الإنتاج الحربى )، (موسى كبيرو، تيجانى شمس الدين- المقاولون)، (معروف يوسف - الشرطة)، (بوبا منسوا، الجونة)، (جودا أنيكى - الداخلية).. و6 لاعبين من ساحل العاج “ كوت ديفوار “ وهم : ( أوسو كونان - الأهلي)، (ديفونية ، إنبى)، (أبوكونيه - طلائع الجيش)، ( إبراهيما توريه - المقاصة)، (أحمد توريه، الجونة)، (محمد كوفى - بتروجيت).. و4 لاعبين من مالى ، وهم: (نوح تيام - غزل المحلة)، (الياسو - سموحة)، (أبوبكر ديجرما - المقاولون العرب)، (ياكوبو ديارا - إنبي).. ومثلهم من ليبيا ، وهم: (نادر الترهونى - الإسماعيلي)، (أحمد عبد القادر - بتروجيت)، (على سلام - تليفونات بنى سويف)، (طارق التايب، المقاصة).. و 3 من الكاميرون ، وهم: (موندومو - الزمالك)، (مارك مبواه- تليفونات بنى سويف)، ( أوتوبونج - الإتحاد السكندري).. ومثلهم من بوركينا فاسو، وهم: (عبد الله سيسيه - الزمالك)، (على رابو - الشرطة)، (سانو يوسف - الداخلية).. ولاعب واحد من 7 دول، وهم: السورى عبد الفتاح الأغا ( وادى دجلة)، والتونسى ( المقاصة)، والإثيوبى صلاح الدين (وادى دجلة)، والغينى لاما كونية ( الداخلية)، والبنينى رزاق (الزمالك)، والموزمبيقى مانو (إنبي)، وأخيرا الليبيرى ويليام ( طلائع الجيش). أرخص مدرب.. ألماني وعندما ذهبنا إلى الأندية فى باقى الأقسام “ الثانية والثالثة والرابعة “، اكتشفنا أن سوق المحترفين كله عجائب، وأولى هذه العجائب أن أرخص مدرب فى مصر ألمانى الجنسية، وهو ستيفن جيرارد مدرب فريق الأسيوطى الذى يلعب فى دورى الدرجة الثالثة، حيث أن راتبه لا يصل إلى ألفى دولار، أى انه أرخص مدرب أجنبى عمل فى مصر منذ أكثر من 30 عاما، والغريب أن هذا المدرب “المغمور" وافق على تدريب فريق مغمور مثله بعد أن كان يدرب فريق المنيا فى دورى القسم الثانى الموسم الماضى بمقابل أكبر، وقبلها كان مدربا لقطاع الناشئين بنادى أسمنت أسيوط. وإذا كان الألمانى ستيفن هو أرخص مدرب أجنبى فى تاريخ الكرة المصرية، فإننا اكتشفنا أيضا أن هناك لاعبين محترفين، يحصلون على 300 جنيه مصرى شهريا، أى أقل من 50 دولارا، منهم على سبيل المثال مهاجم فريق الطيران، اللاعب الغانى يحيى، وهو من نفس بلد أجوجو الذى تعاقد معه الزمالك قبل سنوات بمقابل مليونى و600 ألف يورو، أى ما يزيد على 20 مليون جنيه مصري. وإذا كان يحيى مهاجم الطيران يحصل على 300 جنيه شهريا، فإن مواطنه سام، حضر للقاهرة عن طريق أحد السماسرة ولم يجد نادى يلعب له، يعيش بالقطامية وعائلته ترسل له المال حسب قوله. وهناك أيضا المهاجم النيجيرى شوشيل الذى حضر إلى مصر قبل عام واحد، ولعب لنادى سماد طلخا، ولم يستمر بعد توقف النشاط، هو حاليا لا يحصل على أى مقابل مادى وزوجته هى التى تنفق على الأسرة. عبد الله وجالو.. لاعبان من مالى انضما لنادى الرجاء بالحمام التابع لمحافظة مرسى مطروح، طلب منهما النادى التوقيع على بياض وهو ما قاما به، كان النادى يمنحهما 500 جنيه شهريا، وعند سؤالهما عن العقد السنوى تم إبلاغهما بأن النادى يخشى من تعرضهما للسرقة بسبب الأوضاع الأمنية، نهاية الموسم الماضى وتم إبلاغهما بالاستغناء عنهما، وأبلغتهما الإدارة بأنهما لم يتفقا على عقد سنوى وفقا لما وقعا عليه، وينتظران منذ ثلاثة أشهر أن يمنحهما النادى تذاكر الطيران للعودة إلى مالى. احتراف عائلى أما أغرب وأطرف ما اكتشفناه، هو أن الاحتراف فى مصر يتم عبر صفقات عائلية، وعلى سبيل المثال، نجح النيجيرى إسحاق أول مهاجم الأهلى السابق، فى إحضار عدد من أفراد عائلته من نيجيريا للاحتراف فى الدورى المصري، منهم ابن شقيقه جبريل الذى لعب لنادى الكروم بالإسكندرية، وبنيامين أوكايوهو غانى يلعب بنادى بشتيل القريب من حى إمبابة الشعبى عقده السنوى أربعة الآف وخمسمائة جنيه وراتب شهرى 450 جنيها يحصل عليه مرتين شهريًا، ومنقطع عن التدريبات بسبب تأخر مستحقاته، ومختفى عن الأنظار منذ فترة، ويعيش حاليا لدى ابن عمه صمويل أوكران لاعب الجونة والذى كان سببا فى قدومه للاحتراف فى مصر. وكان اللافت للنظر أن عددا كبيرا من اللاعبين الأفارقة المغمورين المحترفين فى الدورى المصرى، هم فى الأساس طلبه بجامعة الأزهر، وأن هناك وكلاء لاعبين مصريين يذهبون إليهم بعد مشاهدتهم وهم يلعبون، للحصول على توقيعاتهم ليكونوا وكلاءهم، ثم يقدمونهم للأندية المصرية على أساس أنهم لاعبون محترفون فى بلادهم، قبل أن تكتشف الأندية أنها تعرضت للخداع من جانب وكلاء اللاعبين بالتعاقد مع لاعبين هواة، ميزتهم الوحيدة أنهم ب “تراب الفلوس" كما يقولون.