هنأ الشيخ راشد الغنوشي الشعب التونسي بذكرى الإنتخابات، هذا موعد تاريخي يجب أن نسمع فيه الفرحة ليس لبلادنا فقط بل للعلم العربي والإسلامي، يجب أن لا نشوش على فرحتنا، يريد البعض أن يكون يوم 23 أكتوبر يوم لإيقاف الشرعية، هذا خطاب راديكالي يفتقد للوطنية والأخلاق، عندما نقارن الوضع التونسي بأوضاع باقي دول الربيع العربي نجد أنفسنا أننا في حال أفضل. وفي مقابلة له على إذاعة موزاييك، أضاف الغنوشي "هناك تشكيك متواصل لمواقف النهضة، هذا التشكيك ليس علمي لأنه لا يستند لدراسات وهي تشكيكات ليست في مصلحة البلاد، حركة النهضة أصدرت بيانا أدانت فيه العمل الذي أدى الى وفاة لطفي نقض، ولكن الحديث على اغتيال سياسي فهذا "عيب"، وهناك عملية توظيف سياسي لوفاة لطفي نقض وإلساق التهمة بالترويكا والنهضة بأنها خططت لما جرى، رابطات حماية الثورة أخذت شرعيتها من الميدان وهم من أعطوا الشرعية لغيرهم، هي جمعيات معترف بها وعليهم الإلتزام بالقوانين، المسيرة التي جرت في تطاوين كانت بتنسيق محلي ولم تكن بقرار مركزي". وأضاف "هي نظرة عدمية التساؤل حول "لماذا نحتفل؟"، مكنتنا انتخابات 23 أكتوبر من خوض تجربة الحكم الإئتلافي الذي يعتبر الأول من نوعه في تونس وفي العالم العربي وقد حققت لنا عديد الإنجازات الأخرى من حريات وديمقراطية.. صحيح لدينا صعوبات اقتصادية ولكن هناك نمو ملحوظ في هذا القطاع وما له من انعكاسات إيجابية على التشغيل، والبلاد تسير نحو الوفاق رغم بعض التجاذبات والهزات السياسية، والمجلس التأسيسي له العديد من المهام مع مهمته الأساسية وهو صياغة الدستور وبالتالي هذا ما أخر انجاز الدستورفي فترة سنة واستطرد الغنوشي قائلا "النهضة والترويكا ليس لها غاية في اطالة فترة اعداد الدستور، مصلحة البلاد تتطلب أن يكون موعد الإنتهاء من صياغة الدستور قريبا، لا أطالب بحل نداء تونس فهو معترف به من قبل الحكومة، بالنسبة لنا نعتبره من بقايا العهد البائد ومن حقنا التنبيه من خطره، والشريحة التي يتحرك خلالها نداء تونس هي التجمع، ولا نخاف نداء تونس انتخابيا وإنما نحذر من إعادة إنعاش بقايا التجمع، وأنا ألتزم بقرار المجموعة حول موضوع مشروع تحصين الثورة، سنتوصل إلى تحصين الثورة ولكن بوسائل كثيرة". وقال الغنوشي "كنا أيدنا مبادرة الإتحاد ولكن هناك بعض التفاصيل التي اختلفنا فيها فنحن أردنا أن نكون طرفا منظما وهو ما لم تستجب له المنظمة الشغيلة كذلك لم نتلقى توضيحا حول دعوة أحد أعضاء المكتب التنفيذي لحل حركة النهضة اضافة الى بروز تصريحات حول انتاج شرعية جديدة". واختتم الغنوشي كلامه قائلا "مبادرة الترويكا أجابت على أهم الإشكاليات، مبادرتنا عززت التوجه نحو الوفاق، ونحن مع كل اتجاه وفاقي يوحد التونسيين، والمرور بنجاح من مرحلة الإنتقال الديمقراطي يتطلب وحدة وطنية جامعة، ولا دخل للنهضة أو الغنوشي في الخطة الأمنية لمواجهة الإحتجاجات حول السفارة الأمريكية، ولم تتعامل تونس مع السلفيين إلا بالأمن عوضا عن الحوار، آن الأوان لفتح حوار معهم ومن يصر على العنف فيجب مجابهته بالقانون".