حققت برامج اكتشاف المواهب والأكاديميات الغنائية انتشارا كبيرا على الشاشات التليفزيونية العربية، خصوصا أنها تتواصل مع طموحات وأحلام الشباب العربى الذى يرى أنه يمتلك موهبة تستحق الظهور. وبرغم النجاح الذى حققته هذه البرامج، أخيرا فإنها تواجه اتهامات بالبحث عن الشو الإعلامى وتحقيق مكاسب مادية على حساب قيمة ما تقدمه للفن العربي، وفى كل الأحوال هى ظاهرة تستحق التأمل، خصوصا فى ظل تناقض الخبراء حولها فهناك الفنانون الذين خاضوا هذه التجربة متحمسين لها ويعتبرونها داعمة للشباب العربى بينما يشك بعض الشباب فى أهدافها ولكنه يحرص على الاشتراك فيها: المطربة اللبنانية نجوى كرم رفضت انتقاد برامج اكتشاف المواهب أو الأكاديميات الخاصة التى يشرف عليها كبار النجوم، ورأت أن الأجيال الجديدة تستحق دعما خاصا من النجوم الكبار فبرنامج «arab got talent» مثلا أضاف لها جمهورا من الشباب الصاعد، ولم يخصم من رصيدها، فهى لم تصوت لأى متسابق لا يمتلك موهبة. الفنان راغب علامة أيد مواطنته نجوى كرم فى رأيها مؤكدا أن هناك جمهورا قد يختلف أو يتفق حول متسابق معين، لكن من المؤكد أنه يمتلك الموهبة وسيدعم ساحة الغناء العربي. وعن سلبيات برامج اكتشاف المواهب قال علامة: أحيانا توجد أمور تسويقية وإعلانية تحتاج لفرض بعض الأمور على البرامج التليفزيونية حتى تحقق بعض الأرباح التى تعوض بها نفقاتها. المطرب الشعبى حكيم قال إنه يفكر منذ فترة طويلة فى تقديم برنامج لاكتشاف المواهب الحقيقية فى الغناء الشعبى، خصوصا بعد أن تغير مفهوم الأغنية الشعبية لدى الكثيرين. الموسيقار حلمى بكر انتقد بعض برامج اكتشاف المواهب واعتبرها دخيلة على عالم الغناء، وأوضح أن هناك بعض البرامج القوية التى لها مصداقية عند الجمهور العربى وهى مرتبطة بموهبة ونجومية أعضاء لجنة تحكيمها وليس من المنطقى انتقاد برامج تضم نجوما مثل شيرين،راغب علامة، أحلام، كاظم الساهر، هانى شاكر، سميرة سعيد، عاصى الحلانى وغيرهم. وأكد بكر أن صناعة النجم يجب ألا تنتهى بفوزه فى المسابقة بل لابد أن تكون بداية الطريق. هذا وكانت المفاجأة الأخيرة هى دخول الفنان عمرو دياب فى هذه التجربة، فقد دخلت مسابقة أكاديمية الفنان عمرو دياب لاكتشاف المواهب مرحلتها الثانية بعد أن التقت لجنة تحكيم المسابقة لقاءها مع ثلاثين متسابقا، تم تصعيدهم من المرحلة الأولى وسط أعداد كبيرة من المتسابقين كانوا قد تقدموا للمسابقة بهدف الوصول بموهبتهم للناس. وجاء لقاء لجنة التحكيم المكونة من الفنان الليبى حميد الشاعرى والملحن عمرو طنطاوى والموزع الموسيقى عادل حقى بالمتسابقين عن طريق خدمة الدردشة عبر موقع “ google plus" حيث قدم ال 30 متسابقا 30 فيديو غنى كل منهم خلالها أغنية “ لايف “ و من المقرر أن يتم تصفية ال 30 متسابقا إلى 10 متسابقين . دياب أكد أنه لا يرغب للربح من أكاديميته لاكتشاف المواهب، وأنه يحاول إزالة الرهبة من نفوس المتسابقين ويحرص على الحضور للاستديو الموجود به لجنة التحكيم والمتسابقين وتوجيه عدة نصائح للمتسابقين وطالبهم بالتركيز. فيما قال الفنان حميد الشاعرى إنه مع دعم المواهب الجديدة، لأنهم هم الأمل فى مستقبل أفضل للفن العربى وهو مع الأكاديميات التى لا تهدف للربح ومع برامج المسابقات الإيجابية التى تخدم الغناء. الجديد أيضا أن ظاهرة برامج وأكاديميات اكتشاف المواهب أمور قاصرة على نجوم الغناء فقط، حيث يتفاوض الفنان محمد هنيدى مع إحدى شركات الإنتاج لتصوير برنامج “كرنفال العرب" الذى يكتشف المواهب الغنائية من الأطفال فى مختلف الدول العربية. على الجانب الآخر فإن للمواهب الشابة آراء أخرى مثلا ميرنا محمود فتاة تحلم بالوصول للناس من خلال موهبتها الغنائية، ترى أنها أحيانا تشعر بأن برامج وأكاديميات اكتشاف المواهب ليست جادة فى أهدافها ولكنها تصر دائما على محاولة الالتحاق بها لأنه ليس أمامها خيار آخر. بينما يرى أشرف عادل الشاب الحالم بالنجومية أن زيادة عدد الفضائيات العربية أسهم فى إنتاج عدد من برامج اكتشاف المواهب الغنائية لتحقق شهرة وانتشارا، والشباب العربى يقبل عليها لأنه لا يجد للدولة دوراً فى دعم الفن الراقى.