انتشرت في الفترة الأخيرة برامج مسابقات الغناء بين الفضائيات واشترك بها العديد من نجوم الغناء اللامعين منهم هاني شاكر وسميرة سعيد في برنامج "صوت الحياة" وشرين وصابر الرباعي وكاظم الساهر في برنامج "ذا فويس" ومن قبلهما برنامج "استار أكاديمي" وحول جدوي هذه البرامج وهل هي فرصة للبحث عن مواهب حقيقية أم أنها "سبوبة" للفضائيات من أجل أموال الاعلانات كان سؤال "الجمهورية". * يقول ايمان البحر درويش نقيب الموسيقيين ان برنامج مسابقات الغناء لها جانبان الأول يبحث فعلاً عن مواهب موسيقية بشكل محترف ويختارون مواهب حقيقية تستحق الظهور وتتفوق في بعض الأحيان في الموهبة علي بعض المحكمين وهو ما يتمثل في برنامج "ذافويس" وهو نموذج عالمي للبحث عن المواهب ويقدم مواهب كلها أفضل من بعض وعليك ان تختار الأفضل من رأيك لكن للأسف ما نشاهده في برنامج "صوت الحياة" يسيء لتاريخ حلمي بكر وهاني شاكر وسميرة سعيد ولا يليق بتاريخهم علي الاطلاق ان يتقدم متسابقون للسخرية منهم ومن مستواهم الفني فحتي لو كانوا معدومي الموهبة لا يليق ان نسخر منهم بسقوطهم في حفرة فهذه إهانة لأحاسيس الناس وتكتمل هذه المشاهد بمتسابق بعد سقوطه مرة يعود للوقوف أمام لجنة التحكيم بعد ارتداء نضارة شمسية ليسقط مرة أخري في الحفرة.. وكان علي لجنة التحكيم ان ترفض التعامل بهذا الاسلوب مع المتسابقين كما كان علي ادارة البرنامج الاستجابة خاصة مع العلم انه كان من المفترض اختيار عناصر تصلح للدخول في المنافسة من البداية ويعلق درويش انه بعيداً عن فكرة "السبوبة" فان أي جهة من حقها ان تفكر في المكسب والربح ولكن لابد من تقديم عمل له قيمة فنية في الأساس وقتها سيكون "نعم السبوبة". * يقول الملحن الموجي الصغير ان برامج المسابقات فرصة للمواهب للظهور وتعرف الجمهور عليها والاستفادة من خبرات الفنانين المشاركين في تحكيم البرنامج والأهم من اكتشاف المواهب هو دعمها بعد ذلك فصناعة الفنان أمر في غاية الصعوبة وعالم الغناء له أصوله التي علي الهاوي تعلمها بداية من أصول وتعاليم الموسيقي وصولاً لكيفية اختيار الالحان المناسبة للمطرب وكيف يتكلم مع الاعلام والصحافة ومع جمهوره ورفض الموج اعتبار سقوط المتسابقين في حفرة خلال برنامج "صوت الحياة" سخرية منهم وأنها ليست "بدعة" البرنامج حيث انها فكرة قديمة كان يتم استخدامها في برامج المسابقات. * يقول الملحن هاني شنودة انه لاحظ اعتماد برامج المسابقات علي المطربين في لجنة التحكيم وانه أمر في غاية الغرابة لأنه يجب ان تضم لجنة التحكيم منتجاً يتحمس للمواهب ويرعاها فالمثل الشعبي يقول "عدوك ابن كارك" فكيف سيرعي المطرب مطرباً شاباً يتفوق عليه بعد ذلك وحتما سيضع له سقفاً لا يتعداه وفي نفس الوقت هذه البرامج لها أثر ايجابي حيث يمكن لمنتج عن طريق الصدفة ان يتحمس لأي من هذه المواهب لان أهم من اكتشاف النجم هو رعاية النجم وهناك نموذج مثل محمد عطية الذي فاز في أحد برامج المسابقات وقام ببطولة فيلم واختفي بعدها. وعن رأيه في اقتصار برامج المسابقات علي الغناء فقط دون التلحين وكتابة الشعر يقول ان هذا الأمر يضع علامة استفهام كبيرة عن تجاهل فن التلحين وكتابة الشعر ولا أعرف لماذا لا يقدم برنامج مسابقات يضم كل عناصر الأغنية فأنا أيضاً من المعجبين ببرامج المسابقات في عالم الاختراعات فهذه برامج لها قيمة. * في رأي مختلف تقول الشاعرة كوثر مصطفي ان المجتمع المصري كله أصبح يبحث عن السبوبة فالآباء والامهات يعلمون أولادهم لعب الكرة والتمثيل والغناء لأنها تدر مبالغ كبيرة بغض النظر عن امتلاك أبنائهم للموهبة من عدمه وعن برامج المسابقات الفضائية تقول ان بعضها يفرز عناصر جيدة لانهم يحاولون إظهار جانب الاهتمام بالمواهب وهذه البرامج تتميز بأسلوبها في عرض طريق تحقيق حلم المتسابق الذي يبدأ من الصفر ويمتلك أملاً ان يصبح الأول وهو أسلوب شيق للمتابعة ويعود بالنفع المادي الكبير علي القناة لكن وسط المكاسب المالية يختفي الاهتمام بالأغنية والحال الذي وصلت له "محدش قلبه محروق عليها" وأضافت ان عدم اهتمام الدولة بالثقافة والتعليم والاعلام كرس للجهل وعدم الاهتمام بالشعراء والكتاب وأصحاب الفكر والتركيز فقط علي المطربين والراقصين ولا نحترم الشعر ولذلك لن تجد برامج مسابقات للشعر والألحان.