شهر رمضان هو ركن من أركان الإيمان الخمسة وأمرنا الله بصيامه، كما أمر الأمم السابقة وقال تعالى:«يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» شهر أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، لذلك لرمضان أهمية لدى المسلمين عامة وخصوصا أهل مكة والمدينة، لوجود بيت الله الحرام والمسجد النبوي. أجواؤه روحانية يستشعر فيها المرء عظمة العبادة، تتغير جميع أنظمة السنة في هذا الشهر والجميع يتساوى في هذا الشعور الجميع يمسك عن الأكل وعن الشرب والملذات من الجماع وغيرها، حتى شعوره الداخلي يتغير فيرق القلب والجسم أو تكف الأعضاء بسبب الرحمة التي أنزلها الله في هذا الشهر، اللسان يتغير يلهج بالذكر وكثرة قراءة القرآن الأعضاء تنشط عن ذي قبل من كثرة صلاة التراويح والتهجد والدعاء والمشي في الطواف والسعي، كل شيء في حياة الإنسان تتغير عن عاداتها طوال السنة، حتى التواصل بين الأقارب تزيد وتكثر الذكوات ،ويزيد الإنفاق والصدقات هذا على مستوى الشخص الفردي. أما على المستوى العام في أجواء مكة تزدحم الشوارع وتتزايد الناس بسبب العمرة، ويأتي إليها من كل حدب وصوب من جميع بلاد العالم لذلك تجد البلد لا ينام على مدار اليوم، حركة الشوارع لا تهدأ إلا في أوقات الصلوات المفروضة قبل المغرب الجميع ينزلون الأسواق لجلب الطعام استعدادا للإفطار قبل المغرب، مما يسبب الازدحام الشديد وبعد صلاة المغرب تجد الشوارع هادئة كأن لم يكن فيها أحد، عند صلاة العشاء تعود الحركة للشوارع فتجد الناس استعدت لصلاة العشاء والتراويح. نعود قليلا قبل صلاة المغرب قبل الإفطار، تجد أهل مكة والمدينة شبابا وكبارا يباشرون أعمال التطوع وهي كالتالى مثل توزيع التمور على الذين لا يدركون الإفطار في منازلهم من المعتمرين حول الحرم ويقدم الخدمات وفي ظاهرة جميلة حول الحرم، وهي الإفطار الجماعي من أهل الخير بترتيب وتنظيم مع الحكومة، وهي توزيع الأشخاص أو الشركات التي تريد أن تقدم الإفطار المجاني للمعتمرين، بحيث كل شخص مسئول على مكانه من إعداد سفر الطعام قبل المغرب بوقت محدد وهو المسئول أيضا عن جمع السفرة قبل إقامة الصلاة وأي مخالف توجه له لفت نظر، وإذا تكرر إدخال شخص فاعل خير مكانه ، والإفطار داخل الحرم يختلف عن خارج الحرم، بالداخل أطعمة محددة، أما بالساحات أكثر توسعا، بعد التراويح في الحرم كثير من المصلين يقومون بشرب الشاى والقهوة والمجالسة والتحدث مع بعضهم البعض وتعرف أهل الشرق مع أهل الغرب والبعض الآخر يجلس عند حلقات العلم، والبعض الآخر يقرأ القرآن والبعض يرتاح من عناء اليوم (عمرة صلاة دعاء) أي ينام، أما أجواء أهل مكة خارج الحرم في أحياء مكة القديمة يعقدون جلسات سمر يتبادلون فيها الأخبار والأذكار إلى أن تنصف الليل، فيذهب كل إلى بيته للاستعداد للنوم، أما النساء يقمن بإعداد السحور وعند موعد السحور كان يضرب المدفع لإيقاظ أهل مكة أما اليوم فهناك توقيت المنبه وغالب النساء لا ينامن إلا بعد صلاة الفجر، فهي تقوم بإيقاظ الزوج وأولاده. أما أكلات أهل مكة في هذا الشهر يقبل الناس على شراء الأطعمة بأنواعها، وفي مقدمة هذه الأطعمة اللحوم لعمل (السمبوسك) وتنقسم المأكولات في مكة إلي عدة أقسام جزء أطعمة مثل (الشوربة السمبوسك الفول التميس) وأما الجزء الثاني الحلويات مثل (الكنافة اللقيمات العصيدة الكاستر الجلي سقدانة) أما الجزء الثالث هو المشروبات مثل (السوبيا الحمراء والبيضاء ماء زمزم بالمستكة شراب التوت البرتقال وقمر الدين) أما بعد صلاة المغرب والإفطار يجلس الناس في بيوتهم لشرب القهوة العربية مع الحلويات ، ثم بعد الشاي مع المكسرات (النقل) إلى قريب صلاة العشاء وبعدها يتهيأ لصلاة العشاء والتراويح، أما حواري مكة تجد كثيراً من حواري مكة وضع العقود للإضاءة على البسطات مثل بسطة بليلة السوبيا أو محلات الكبدة التقاطيع والسوبيا في بسطات الشوارع. وتقام في بعض الحواري الألعاب مثل الألعاب الشعبية (المزمار) أو تقام بعض المبارايات بين فرق الحواري أو عمل البازارات للأحياء الشعبية لإرجاع التراث عرض الماكولات الشعبية والجلسات القديمة. ومن الظواهر الجميلة أن جميع مساجد مكة تقام فيها صلاة التراويح سواء المساجد الصغيرة أم الكبيرة بسبب غالبية المساجد فبها تحفيظ للقرآن يصلي بها الطلاب. ومن الظواهر في أواخر ليالي رمضان ازدحام الأسواق استعدادا لأيام العيد فتتزايد الطلبات على الأقمشة والخياطين وصوالين الحلاقة والتجميل للاحتفال بأيام العيد السعيد وتقديم الحلويات للاطفال والنقود وتسمى ( العيدية) يجمعون الأطفال مبالغ مالية من العيدية، ثم يشتري بها الألعاب أو يذهب إلى الملاهي، أهل مكة يحتفلون بعيد رمضان أكثر من عيد الحج لانشغالهم أيام الحج . وفي الختام اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من عتقائه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.