قال البيت الأبيض، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعمل على تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيما إرهابيا، وهو ما قد يؤدى إلى فرض عقوبات تصل إلى 20 عاماً سجناً على أي شخص ينتمى للجماعة الإرهابية أو يسهم فى تمويلها أو دعمها لوجستياً، وقالت سارة ساندرز، المسئولة الإعلامية بالبيت الأبيض: الرئيس ترامب، تشاور مع فريقه للأمن القومى وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية، فما تداعيات هذا القرار المتوقع على الجماعة؟ وكيف للمجتمع الدولى أن يتفاعل مع القرار الجديد؟ ومدى استفادة الدول العربية والإسلامية التى اكتوت بنار وإرهاب هذه الجماعة شديدة التطرف والظلامية؟ أولاً: يأتى القرار الأمريكى نتاجا وثمرة من ثمار النقاش الأمريكى المستمر، حتى قبل انتخاب الرئيس دونالد ترامب فى 6 نوفمبر عام 2016، حيث طرح أعضاء فى الكونجرس الأمريكى، أمثال السيناتور تيد كروز، وشخصيات مهمة فى أجهزة الأمن القومى الأمريكى مثل مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق مايكل فيلين، وغيره الكثيرون الذين دعوا لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مثل مستشار الأمن القومى الحالى جون بولتون ونائب الرئيس مايك بينس، ووزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، وأثناء المراجعة الدورية للمخاطر على الأمن القومى الأمريكى فى إبريل 2018، كانت كل الشواهد تقول للإدارة الأمريكية إن "جماعة الإخوان المسلمين" هى "المصدر الأول"، والمنبع الذى خرجت ولا تزال تخرج منه كل جماعات العنف والقتل فى العالم، وأن أيمن الظواهرى وأبو بكر البغدادى، وزعيم جماعة أبو سياف فى الفلبين وحتى بوكو حرام وغيرهم خرجوا من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، وكانت أولى الثمار فى هذا الطريق تصنيف الولاياتالمتحدة لحركتى لواء الثورة وحسم اللتين تنتميان للإخوان المسلمين كجماعات إرهابية، وبذلك تنضم الولاياتالمتحدة إلى دول كبرى فى العالم مثل روسيا والصين، والتى تعتبر الإخوان جماعة إرهابية.
ثانياً: لا شك أن التفجيرات الإرهابية والدعوة للكراهية والعنف التى تجتاح العالم من سيرلانكا والفلبين وإندونيسيا وماليزيا والشرق الأوسط وأوروبا، كلها تبدأ وتنتهى عند جماعة الإخوان المسلمين، وأن مجلس العموم البريطانى أصدر توصية نادرة فى 2017 قال فيها بعد تحقيقات طويلة، إن كل جماعات العنف فى العالم خرجت من جماعة “الإخوان المسلمين”، وأن هذه الخلاصة البريطانية والنقاشات الأمريكية ستشكلان الأساس القانونى الذى سيعتمد عليه الكونجرس خلال الفترة المقبلة، لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية على مستوى العالم.
ثالثاً: ستكون للقرار الأمريكى تداعيات خطيرة على التنظيم الإرهابى وباقى الجماعات الإرهابية فى العالم، لأن الانتماء للجماعة أو تقديم الدعم المالى والعينى لها فى أى مكان فى العالم، سيعاقب صاحبه بالسجن لمدة لا تقل عن 20 عاماً حسب وزارة الخارجية الأمريكية، كما أن كل المؤسسات التابعة للجماعة الإرهابية سيتم غلقها فى الولاياتالمتحدة، وتجميد أصولها ووقف جمع التبرعات والأموال لها. ووفق بعض الصحف الأمريكية، فإنه سيتم تطبيق القرار بأثر رجعى على الأشخاص والمقرات المعروفة عن جماعة الإخوان الإرهابية، بعدما رصدت الولاياتالمتحدة والدول الغربية أن الجماعة غيرت أسماء أكثر من 180 جمعية ومؤسسة تابعة لها فى أوروبا والعالم خلال الشهور الماضية، وأن تغير الأسماء لن يغير من طبيعة هذه المؤسسات المعروفة بالاسم على مستوى العالم.
خامساً: سيكون القرار برداً وسلاماً على الاستقرار العالمى، لأن الرافد المالى والبشرى للجماعات المتطرفة حول العالم سينضب شيئاً فشيئاً، بعد القرار الأمريكى الذى توقعت جهات أمريكية أن يصدر بشكل كامل ونهائى فى غضون 3 أشهر من الآن.