تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الصادر السبت، حوارا شاملا مع فتحى شهاب الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، أوضح فيه أنه لا رجعة عن قرار إغلاق الصحف القومية الخاسرة، أو تحويلها لملاحق أو أن تصبح مواقع الكترونية، مشددا على فتح ملفات الفساد القديمة بالصحف القومية. وقال شهاب الدين أن "الصحافة القومية تؤدى دورها السياسى، ولابد أن تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب، وأن تمارس رسالتها دون ضغط أو تأثير من جانب السلطة القائمة أو الحزب الحاكم، وأن تراعى المصلحة العامة، ولا تنزع إلى الإثارة والفتنة، وهذا قد تحقق بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة". وحول الفساد بالمؤسسات القومية خلال الفترات السابقة، قال إن إصلاح الإدارة فى هذه المرحلة يتطلب عمل لوائح مالية وإدارية يلتزم بها العاملون فى هذه المؤسسات، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية بين الجميع، وإذا كان رئيس مجلس الإدارة يحصل على نسبة 1 ٪ من قيمة الإعلانات، فلماذا يأخذها وحده ولا توزع على جميع العاملين، ولابد أيضا من وضع لائحة داخلية تضع حدا أقصى وحدا أدنى للأجور، لابد من فتح ملفات الفساد القديمة التى تراكمت وفاقت الحدود، ويجب محاسبة من نهب أموال تلك المؤسسات، وأنا على يقين من عودة كل ما نهب خلال الفترات السابقة، وأنا متفائل بالقضاء على كل مراكز الفساد وعودة الأموال المنهوبة بالكامل. وحول من يمثلون الدولة العميقة داخل هذه المؤسسات القومية وسبل التعامل معهم قال "هناك كتاب كبار متهمون بإفساد الحياة السياسية ويحقق معهم أمام النائب العام، ومع ذلك ما زالت لهم مكاتب فخمة داخل المؤسسات، وما زالوا يتقاضون آلاف الجنيهات، ومنهم من هرب إلى باريس وما زال عموده يحتل الصفحة الأخيرة فى إحدى الصحف القومية، وهو متهم فى قضايا نهب أموال عامة، والقضاء عليهم يحتاج إلى قوة من الإدارة نفسها، من أجل إفساح الفرصة لشباب الصحفيين. وبعد مرور أكثر من شهرين على تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية، واقتراب انتهاء المدة المحددة بثلاثة أشهر لإعادة تقييم الأوضاع داخل المؤسسات الصحفية القومية، قال شهاب الدين طبقا لتقرير لجنة الصحافة والإعلام بمجلس الشورى، يمنح رؤساء التحرير الجدد فرصة لمدة 3 أشهر من بداية تسلمهم لمهام وظيفتهم، لتطوير المطبوعة والحد من خسائرها، وتتم متابعة أرقام المبيعات والمرتجعات والمكسب والخسارة، فإذا ظلت كما هى ولم يحدث تغيير، يعاد النظر فى هذه المطبوعة، سواء بتحويلها إلى مطبوعة إلكترونية أو ملحق مع الجريدة الرئيسية أو وقف هذه المطبوعة إذا لزم الأمر.. والغلق لن يكون إلا فى آخر المطاف وبعد استنفاد كل الطرق للنهوض بها، بعد تحويلها إلى ملحق أو إلى مطبوعة إلكترونية، فإذا فشل كل ذلك، ستغلق المطبوعة ولن يضار أحد من العاملين فيها، لأنهم فى الأساس يعملون فى المؤسسة الأم وسوف يظلون فيها. وأضاف شهاب الدين "قرار الغلق أو التحويل من مطبوعة ورقية إلى مطبوعة إلكترونية أو ملحق يحدده مجلس الإدارة، ثم يعرض الأمر على مجلس الشورى لإقراره من عدمه، وإذا كانت المطبوعة تخسر ومجلس الإدارة لا يريد غلقها أو تحويلها، فعليه إيجاد حل، وإلا فمجلس الشورى يمكن أن يتدخل ساعتها، حفاظا على المال العام". وحول وصف البعض له بأنه مهندس "أخونة الصحف" قال: "الكلام عن "الأخونة" نوع من الإرهاب والابتزاز السياسى، ونحن لا نسعى إلى ذلك على الإطلاق، الإخوان مهمشون ومستبعدون طوال عمرهم، والآن حصلوا على بعض الوظائف فقط، فأين الأخونة والتكويش فى ذلك، وفى السابق لماذا لم يطلقوا على عبد الناصر وعهده "النصرنة"، ومن يطلقون على أنفسهم الآن الناصريين يركبون على كل المؤسسات الصحفية، لماذا لم يقال "نصرنة" المؤسسات الصحفية؟ وفي العدد بقية تفاصيل الحوار الذي تطرق أيضا إلى حبس الصحفيين احتياطيا، وإغلاق الصحف بحكم قضائى، وما مصير الصحف القومية.