توقعت مؤسسة أبحاث نفطية شهيرة ، ان يصل الطلب العالمي على الوقود الأحفوري في عام 2023 ، مشيرة الى ان ذلك قد يؤدي الى مخاطر كبيرة على الأسواق المالية ،على خلفية ان هناك أصول ماليه تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات من النفط والفحم والغاز. وقالت في تقرير نشرته اليوم صحيفه الجارديان البريطانية لمؤسسة"كاربون تراكر"إن أصول شركات النفط والغاز معرضة للخطر بسبب توقعات هذا النمو الهائل في طاقة الرياح والطاقة الشمسية .
وتتنبأ مؤسسة"كاربون تراكر" بأن النمو المتزايد في طاقة الرياح والطاقة الشمسية سوف يتزامن مع تغيرات المناخ وتباطؤ النمو في احتياجات الطاقة لصالح ارتفاع الطلب على الوقود الأحفوري في عشرينيات القرن العشرين.
ويعتبر هذا الارتفاع أكثر تفاؤلًا من تقديرات مؤسسة مراقبة الطاقة العالمية وشركات النفط والغاز ، والتي تتوقع غالبًا أن يصل الطلب إلى ذروته على الوقود الاحفوري في منتصف عام 2030 .
وقال كنجميل بوند ، الخبير الاستراتيجي في مجال الطاقة في شركة "كاربون تراكر": " لقد تزايد الطلب على الوقود الأحفوري على مدى 200 عام ، واضاف : إن الأسواق المالية واجهت "مخاطرة هيكلية عديده" من انخفاض قيمة أصول صناعة الوقود الأحفوري بقيمة 25 تريليون دولار (19 تريليون جنيه استرليني) ، بسبب بلوغ الطلب ذروته.
و رفضت عده شركات للنفط والغاز فكرة أن أصولها معرضة للخطر بسبب هذا التوقع ، لأن احتياطياتها لا تبقى تحت الأرض لفترة طويلة. وكانت "بي بي" قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها تضخ كامل احتياطياتها من الهيدروكربون كل 13 عامًا تقريبًا. ويرفض آخرون ببساطة فكرة أن الذروة ستأتي في وقت قريب ، مع توقع شركة إكسون موبيل ، أكبر شركة نفط دولية في العالم ، نموها إلى عام 2040 مع استمرار العالم في الاعتماد على النفط في المركبات الثقيلة والشحن والطيران.
يشار الى الوقود الأحفوري هو وقود يتم استعماله لإنتاج الطاقة الأحفورية. ويستخرج من المواد الأحفورية كالفحم الحجري ،الفحم النفطي الأسود، الغاز الطبيعي، ومن النفط.و تستخرج هذه المواد بدورها من باطن الأرض وتحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين.
يعتمد تركيب الوقود الأحفوري على دورة الكربون في الطبيعة، وبهذا يتم تخزين الطاقة(الشمسية) عبر العصور القديمة ليتم اليوم استخدام هذه الطاقة. حسب التقديرات العالمية ستغطي المصادر الأحفورية في عام 2030 حوالي 90% من الحاجة العالمية للطاقة. في عام 2005 بلغت هذه النسبة 81%أما الكتلة الحيوية فهي تستخرج من الخشب ومن فضلات عضوية مختلفة.
و قد قامت الثورة الصناعية في القرنين الثامن والتاسع عشر تزامنا مع استعمال الطاقة الأحفورية في المجال التقني، وخاصة الفحم الحجري في ذاك الوقت. و يلعب النفط الخام الان الدور الأكبر في تلبية احتياجات الطاقة نظرا لسهولة استخراجه ومعالجته ونقله، مما يجعله أزهد ثمنا.
و تعتمد مواد الاحتراق الأحفورية على مركبات عنصر الكربون وعند احتراق الكربون مع غاز الأكسجين تنبعث طاقة على شكل حرارة إضافة إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ومواد كيميائية أخرى كأكسيد النيتروجين والسُّخام وكميات من الجسيمات.