أكدت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم أن اللقاء الذي تم بالأمس بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كان إيجابيا وأن الصعوبات التي تقف أمام التشكيل الحكومي تسير باتجاه الحل، وأن لقاء ثانيا سيجمعهما غدا "الجمعة" لاستكمال المشاورات.. إلى جانب أن المحادثات بين الرجلين خلصت إلى موقف لبناني موحد تجاه أزمة النزوح السوري. وقالت صحيفة (المستقبل) نقلا عن مصادر بقصر بعبدا الرئاسي إن ميشال عون يترقب لقاء جديدا مع سعد الحريري غدا، لاستكمال البحث والتشاور معه في ملف التشكيل الحكومي، وأن المصادر وصفت أجواء لقاء الأمس بين "الرئيسين" بأنها كانت "جيدة جدا" وأن اللقاء شهد طرحا للأفكار التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من المتابعة وهو ما سيتولاه الحريري مع الأطراف السياسية المعنية خلال الساعات المقبلة. وأضافت الصحيفة أن هناك تفاؤلا كبيرا بين الأوساط بأن تكون "ولادة الحكومة" قريبة في حال تبلورت الأفكار والطروحات على الشكل التوافقي المأمول.. مشيرة إلى أن مباحثات رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف تخللها استعراض الحصص (الوزارية) المطروحة والبدائل المتاحة في سبيل تسريع عملية التشكيل. من جانبها، ذكرت صحيفة (النهار) أن الأجواء الإيجابية التي بدت واضحة عقب لقاء عون والحريري بالأمس، تشير إلى أن الأمور تتجه إلى حلحلة ومن غير المستبعد ولادة الحكومة قريبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الحريري سيقوم بجولة مشاورات واتصالات جديدة، وأنه قد باشرها بالفعل فور مغادرته القصر الجمهوري، لحل عقدة التمثيل المسيحية (الخلاف بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) وعقدة التمثيل الدرزي (الخلاف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر). وأضافت أنه من الممكن أن يقدم الحريري صيغة شبه نهائية غدا إلى رئيس الجمهورية إذا أثمرت اتصالات رئيس الحكومة المكلف مع الفرقاء السياسيين إلى نتائج إيجابية، مؤكدة أنه من غير المستبعد أن تتم ولادة الحكومة قبل أول أغسطس المقبل. وأشارت إلى أن اجتماع عون – الحريري تضمن أيضا توحيد الموقف تجاه ملف عودة النازحين السوريين الذين يتواجدون داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عشية المحادثات اللبنانية الروسية في شأن المقترحات التي تتولى روسيا تقديمها بناء على التفاهمات الأمريكية الروسية في قمة هلسنكي. من ناحيتها، نقلت صحيفة (الجمهورية) عن مصادر دبلوماسية روسية قولها إن موسكو ترى أن ملف النازحين السوريين "حان وقت إقفاله" وأنها تتفهم حجم المعاناة التي يكابدها النازحون وكذلك حجم العبء الذي يشكله هؤلاء النازحون على الدول التي تستضيفهم ومن ضمنها لبنان الذي يعتبر أكثر الدول استضافة للنازحين. وأضافت المصادر للصحيفة أن موسكو عبرت عن استعدادها الدائم لمساعدة لبنان في هذا المجال، متوقعة بروز خطوات إيجابية في المدى المنظور لهذا الملف.. مشيرة إلى أن من بين المقترحات المتداولة أن يترأس اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني ملف عودة النازحين بالتنسيق مع السلطات السورية في اللجنة المشتركة، باعتبار أن "إبراهيم" يدير هذا الملف في الوقت الراهن. وأكدت الصحيفة فيما يتعلق بالشأن الحكومي أن سعد الحريري حمل خلال زيارته إلى الرئيس ميشال عون، صيغة منقحة للحصص الوزارية، بعيدة عن "السقوف العالية التي رفعتها الأطراف" .. في إشارة إلى تضخم مطالب القوى والتيارات والأحزاب السياسية في التشكيل الحكومي. من جانبها، أكدت صحيفة (الأخبار) أن الأجواء الإيجابية في لقاء الأمس بين ميشال عون وسعد الحريري الذي قدم "صيغة شبه نهائية للحكومة تنتظر اللمسات الأخيرة" تشير إلى أن العقد السياسية باتجاه الحل، وأن الاتصالات التي ستجري خلال ال 24 ساعة المقبلة ستكون حاسمة في شأن النقاط التي تحتاج إلى معالجة. وقالت الصحيفة في ما يتعلق بملف عودة النازحين السوريين، ونقلا عن مصادر دبلوماسية روسية لم تسمها، إن المشكلة في هذا الملف تكمن لدى الجانب اللبناني "فروسيا تعرف ماذا تريد، وكذلك الدولة السورية، لكن على اللبنانيين أن يتوحدوا وأن يكون موقفهم واحدا من الطرح الروسي وآلية التعاطي مع ملف عودة النازحين". وأضافت المصادر للصحيفة أن روسيا ليس لديها خطة خاصة بلبنان، وإنما برنامج عمل يشمل كل الدول التي لجأ إليها النازحون السوريون.