صرح كوفي عنان، رئيس تحالف الثورة الخضراء في أفريقيا، أنه علي القادة الأفارقة أن يستفيدوا من دروس الربيع العربي، وأن يدركوا أن ضمان الحكم الرشيد والأمن الغذائي سوف يؤدي إلي تجنب الأزمات في القارة. وأشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلي أن نقص الغذاء كان واحدا من أسباب اندلاع الاحتجاجات الشعبية في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في يناير 2011 والرئيس المصري حسني مبارك في فبراير من نفس العام. بهذه التأكيدات، إفتتح كوفي عنان أعمال منتدى الثورة الخضراء في أفريقيا الذي إنعقد في أروشا، تنزانيا في الفترة من 26 إلي 28 سبتمبر، وهدف ضمن أمور أخري إلي وضع خطط عمل محددة للقطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي في القارة. وفي إشارة للشعوب العربية، قال عنان إنهم هم الناس الذين يريدون أن يكون لهم قولا فعليا في من يريدون أن يحكمهم وكيف يحكمهم... وأن يعلبوا دورهم في نظامهم السياسي. هذا ولقد جمع المنتدي الإفريقي الذي هدف إلي مناقشة التحول الزراعي في القارة، عدة مئات المندوبين عن الحكومات الأفريقية والأمم المتحدة والوكالات المانحة، وكذلك شركات الأعمال التجارية الزراعية العابرة للحدود الوطنية مثل "يارا اند وكارجيل"، إضافة إلي عدد من المزارعين الأفارقة. وأجمع عدد من خبراء الزراعة والاقتصاد المشاركين في المنتدي علي أنه يمكن ضمان الأمن الغذائي في أفريقيا فقط إذا عملت البلدان والتجارة معا ومن دون قيود. فصرحت آن مبابو، مديرة برنامج فرص الوصول إلي الأسواق في تحالف الثورة الخضراء في أفريقيا، أن "منطقة شرق أفريقيا لديها إمكانات ضخمة للتنمية الزراعية، وأن توفير بل وتمكين البيئة اللازمة لضمان الأمن الغذائي، يكمن في تنسيق القضايا السياسية من أجل تجنب فرض الحظر على تصدير السلع الزراعية، وتجنب فرض ضرائب (جمركية) لا تحتمل". وشاطر وزير الزراعة والأمن الغذائي والتعاونيات كريستوفر تشيزاو هذا الرأي، قائلا أنه "من المهم أن ندرك أنه علي ضوء المخاوف الأمنية، ليس من السهل على الدول المجاورة الإتجار بسهولة..حتى لو كان جارك يواجه أزمة غذائية عميقة"، مشيرا بذلك إلي الوضع في الصومال الذي جعل من الصعب على المنظمات الإنسانية تقديم المعونة الغذائية خلال المجاعة الأخيرة التي هزت أرجاء منطقة القرن الأفريقي. وأفاد شيزاو بأنه لا تزال هناك اختناقات يتوجب على منطقة شرق أفريقيا التعامل معها قبل فتح الحدود للاستيراد والتصدير غير المنضبط في أسواق المنطقة. وأضاف أن "البيئات السياسية في بلادنا هي التي تشكل العوائق التجارية القائمة. ونحن بحاجة إلى قدر لا بأس به من الثقة. وأحد الأمور التي يتحدث عنها الكثير من الناس هي تأميم الأرض وغيرها من الموارد الزراعية الأخرى في تنزانيا". ثم أكد أنه "ينبغي علينا أن نسهل على الناس الإستثمار في بلادنا بدون مشاكل. وهناك حاجة أيضا لعملة مشتركة في المنطقة، والعديد من القضايا المعقدة الأخرى التي يجب تسويتها داخل البلدان الأعضاء قبل أن تتوحد في النهاية". ووفقاً لكوفي عنان فإن محور المنتدى هو التوسع في تحول الزراعة في أفريقيا،"ففي الماضي لم تركز الحكومات الأفريقية على الزراعة، لكنها (الزراعة) تمثل فرصة لإطعام السكان والتوظيف وخلق الأمن الغذائي العالمي"، في يومنا هذا. وأكد أن الهدف هو دعم صغار المزارعين الأفريقيين في مرحلة الإنتقال من زراعة الكفاف إلى تشغيل مزارع خاصة بهم بشكل تجاري، بما ينتج فائضا للبيع. هذا وتوجد في أفريقيا أغلبية الأراضي الصالحة للزراعة في العالم ولكن غير المزروعة. كما أن الأراضي المزروعة غير مستغلة بشكل سليم. ويكمن مفتاح تأمين سبل العيش الريفية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتبوأ أفريقيا مكانها السليم في النظام الغذائي العالمي، في الاستثمار في البنية الأساسية الريفية، وإستخدام أفضل الأسمدة والبذور والتقنيات. وقال عنان، "هذا هو ما نحتاج إليه وذلك كي نتأكد من كون المزارعين منظمين تنظيماً جيداً ومن أنهم يمتلكون المعرفة والدعم اللازمين كي يلعبون دورهم الكامل في التحول المستقبلي". وتحدث عنان إلى الصحفيين إلي جانب ميليندا جيتس، التي تعتبر مؤسسة بيل وميليندا جيتس ضمن المؤيدين الرئيسيين للتحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا. فقالت ميليندا غيتس أن الإستراتيجية الزراعية تبدأ دائما بالتفكير في أهداف المزارعين وكيفية الإستثمار لدعمهم. هذا ولقد إزدادت الاستثمارات في البنية التحتية الريفية ودعم الملايين أفريقيا من صغار المزارعين في العقد الماضي. والآن أصبحت مسألة تسهيل وصولهم إلى الأسواق في مقدمة الأولويات. ومن جانبه، صرح كانايو نوانزي، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أنه قد حان الوقت للاستثمار وتوفير فرص غير مسبوقة للريف الأفريقي. وأفاد بأن أفريقيا لديها أسرع معدل للنمو السكاني وأعلي معدل للتحضر في العالم، وكذلك بأن الطبقة الوسطى تنمو بدورها في جميع أنحاء القارة مما أدى الى ارتفاع الطلب على الغذاء. وخلال أعمال المنتدي الأفريقي، أجمع مندوب الحكومات وشركاء التنمية وقطاع الأعمال الزراعية توافق على أن مفاتيح زيادة الإنتاج تشمل إستخدام بذور وأسمدة أفضل، وكذلك تحسين البنية التحتية مثل الطرق والري. لكن العديد من صغار المنتجين يفتقرون إلي مرافق التخزين والنقل لضمان بيع حصادهم خارج مزارعهم. وبالتالي فيمكن لاستثمارات القطاع الخاص ربط أصحاب الحيازات الصغيرة بالأسواق من خلال برامج للمزارعين المستقلين والتعاقد مع صغار المزارعين لتوريد منتجاتهم الزراعية.