يوما بعد الآخر، تؤكد النسخة الحالية لكأس العالم المقامة فى روسيا، أن لعبة كرة القدم لم تنصر منتخبات النجم الأوحد إلا مرات قليلة عبر تاريخها، ولا ترتفع كثيراً، ولا تصل إلى مساحات بعيدة على مر العصور، وإلا لما فشل «ميسى» فى التتويج بكأس العالم والفوز ببطولة أمريكا اللاتينية، مثل «رونالدو»، فالبرتغال لم تقدم شيئاً فى كأس العالم، وسبقتها فرق كثيرة تعتمد على الجماعية أقل منها فى الاسم، وحتى عندما حصدت «أمم أوروبا» كان هو خارج الملعب، فالنجم الكبير فى الملعب مثل الممثل العبقرى والمطرب الاستثنائى، حتى يحلق بعيداً ويضرب كل الأرقام، لا بد له من مخرج غير عادى، وكاتب متفرد وملحن نادر وإلا لما فاز «مارادونا» مع الأرجنتين بكأس العالم، فقد كان جزءاً من كل، وترساً كبيراً فى منظومة متكاملة، ومن يشكك فليراجع كيف حصدت إيطاليا وألمانيا كل هذه البطولات بأداء جماعى، فى غياب النجم الاستثنائى. فى المجموعة الثانية من هذه النسخة حاول الظاهرة كريستيانو رونالدو، أن يؤكد للعالم أجمع أنه حالة استثنائية، وقادر على تغيير مفهموم أن كرة قدم ليست فقط لعبة جماعية، ومن الممكن أن ينجح لاعب بمفرده فى تحقيق الفوز ومضاهاة 10 لاعبين فى الفريق المنافس، بعدما نجح فى إحراز ثلاثية فى شباك إسبانيا، وبعد ذلك هدف الفوز أمام المغرب، لكن سرعان ما عاد المؤشر فى الانخفاض، بسبب أن النجم الكبير لم يفلح فى إحراز هدفه الخامس فى البطولة أمام إيران من ركلة جزاء فشل فى تنفيذها، وهو ما أثر سلبًا على مجرى المباراة، التى انتهت بالتعادل الإيجابى 1/1 ، وكادت أن تودع البرتغال البطولة من الدور التمهيدي، فى الوقت بدل الضائع، لولا أن الحظ وقف بجانب برازيل أوروبا لتضيع الفرصة على المنتخب الآسيوى فى إحراز الهدف الثاني. ليتأجل الخروج لرفقاء «الدون» للدور الثانى، بعدما فشل فى قيادة منتخب بلاده لتجاوز أوروجواي، بعد الخسارة بهدفين مقابل هدف، ليلحق بمنافسه اللدود ليونيل ميسي، الذى انتهت مسيرته هو الآخر مع المونديال، فى نفس الدور بالخسارة أمام فرنسا 4-3، إلا أن الفارق أن ميسى كانت بدايته كارثية فى الدور التمهيدى بعد أن فشل فى الفوز على المنتخب الأيسلندى والخسارة بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا فى المجموعة الرابعة، برغم وجود العديد من النجوم فى المنتخب الأرجنتيني، لكن المسيرة انتهت وانتهى معها حلم النجم الأرجنتينى فى رفع كأس العالم. ليكتب اليوم الأول من منافسات دور الستة عشر، نهاية قصة النجم الأوحد فى نسخة روسيا 2018، بعد خروج كل المنتخبات أبرزها منتخبنا المصري، الذى كان يلعب ضمن المجموعة الأولي، والذى كان يعتمد بشكل كبير على محمد صلاح، نجم ليفربول وأفضل لاعب فى البريميرليج، بعد عودته من إصابة حرمته من المواجهة الأولى أمام أوروجواي، ورغم مشاركته أمام منتخبى روسيا والسعودية وتسجيله هدفين فى المباراتين، فإن منتخبنا خسر جميع مواجهاته، وودع البطولة دون رصيد من النقاط. فى المجموعة الثالثة لم يفلح باولو جيريرو، نجم فلامنجو البرازيلى ولاعب بايرن ميونخ الأسبق فى تحقيق آمال جماهير منتخب بيرو بالتأهل للدور الثاني، حيث ودع المنتخب اللاتينى منافسات المونديال مبكرًا بعد خسارتين أمام الدانماركوفرنسا، ونجح جيريرو فى تسجيل هدف ليقود منتخب بلاده لفوز شرفى على أستراليا فى الجولة الأخيرة. وكذلك فشل الكورى الجنوبى سون هيونج مين، نجم فريق توتنهام هوسبر الإنجليزى فى قيادة منتخب بلاده إلى الدور الثاني، برغم تحقيق فوز تاريخى على المنتخب الألمانى، تسبب فى الإطاحة بحامل اللقب من الدور الأول، وذلك بسبب خسارة المنتخب الآسيوى مواجهتين متتاليتين أمام السويد والمكسيك، وقد سجل سون هدفين من ثلاثة أهداف كورية فى المونديال.