المغرب تهاجم دول الخليج بشعار «خيانة العروبة».. وتشكر مصر وتعتذر للجزائر لبنان تفتح تحقيقا عاجلا .. وقطر تستغل الفرصة للانتقام وتشعل النار عبر «الجزيرة».. والسعودية تشكو للفيفا
من يصدق أن الرياضة بصفه عامة، وكرة القدم التى وحدت بين الأعداء، هى نفسها التى فرقت بين الأشقاء .. إنها الحقيقة المؤسفة التى تكشفت لنا بالصوت والصورة مع إعلان فوز ملف التحالف الثلاثى " أمريكا – كندا – المكسيك " بشرف تنظيم بطولة كأس العالم بعد المقبلة 2026، وهو الانتصار الذى جاء على حساب الحلم العربى ممثلا فى الملف المغربى .. ويشهد التاريخ أن الرياضة دائما أنهت أزمات سياسية وجمعت بين الأعداء فى ملعب واحد، كما حدث عندما جمعت إيرانوأمريكا فى مونديال سابق، وأمريكا والصين فى مباراة تنس طاولة . الحقيقة المؤسفة ليست فى خسارة المغرب للمرة الخامسة على التوالى لشرف استضافة المونديال، ولكن فى تخلى عدد من الدول العربية عنها، ومنح صوتها للملف الثلاثى الذى تزعمته أمريكا، وهو الأمر الذى فجر خلافا حقيقيا كبيرا بين المغرب وتلك الدول العربية، وإن كان الأمر لم يتجسد إلى خلاف سياسى، لكن ترك غصة كبيرة لدى الشعب المغربى الشقيق . وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم " فيفا " قد دعا الجمعية العمومية التى تضم 207 دول قبل 48 ساعة فقط من انطلاق المونديال المقام حاليا فى روسيا للتصويت على اختيار الدولة المنظمة لنسخة العام 2026، وهى المرة الأولى فى التاريخ التى تصوت فيها كل دول العالم الأعضاء فى "فيفا" لاختيار الدولة المنظمة للمونديال بعد أن كان الأمر قاصرا فى عهد الفساد السابق، عهد بلاتر، على أعضاء المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى وعددهم 24 عضوا، وهو الأمر الذى فتح الباب أمام فساد الرشاوى التى أسقطت بلاتر ومعاونيه. وبالفعل قامت 203 دول بالتصويت بعد امتناع إيران عن التصويت نهائيا على الملفين معا، فيما امتنعت إسبانيا وكوبا وسلوفينيا عن التصويت نهائيا، وحصل الملف الأمريكى على 134 صوتا، مقابل 65 صوتا للمغرب.. ومن بين 21 دولة عربية، صوتت 7 دول للملف الأمريكى وهى: السعودية والإمارات والكويت ولبنان والعراق والبحرين والأردن، وإن كان وزير الرياضة اللبنانى محمد فنيش قد خرج مؤكدا أن بلاده ستفتح تحقيقا فى منح صوتها للملف الأمريكى من قبل اتحاد الكرة اللبنانى، برغم أن الاتفاق كان يقضى بالتصويت للمغرب.. وجاء الإعلان عن خبر فتح التحقيق على لسان المدير العام لوزارة الشباب والرياضة بلبنان، زيد خيامي. بينما صوتت 14 دولة عربية أخرى لصالح المغرب هى مصر والجزائر وعمان وفلسطين وقطر وجيبوتى والصومال ومالى وموريتانيا وليبيا وتونس واليمن وجزر القمر وسوريا.. فيما صوتت كذلك دول مسلمة لترشح المغرب كتركيا وبوركينا فاسو والنيجر والسنغال وغينيا بيساو وتشاد وطاجكستان وغامبيا وتنزانيا وجرز القمر.
شكر لمصر واعتذار للجزائر هذا، وقد حرص الشعب المغربى عبر مواقع التواصل الاجتماعى على توجيه شكر خاص للشعب والحكومة المصرية على دعمها للملف المغربى، وأكد المغاربة أن مصر أثبتت مجددا أنها قلب العروبة النابض، وكانت مصر قد أعلنت دعمها الكامل للملف المغربى، وقبل يوم من التصويت قامت الحكومة المصرية بتزيين معلم سياحى كبير وهو برج القاهرة بالعلم المغربى، وهى الصورة التى نشرها الملايين من الشعب المغربى على مواقع التواصل الاجتماعى، وحرص ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولى المغربي، على إجراء اتصال هاتفى بسفير مصر بالمغرب، أشرف إبراهيم، أبلغه خلاله تكليف الملك محمد السادس له بإبلاغ شكر وتقدير المغرب ملكاً وحكومة وشعبا، لمصر على موقفها المشرف ومساندتها للملف المغربى لاستضافة بطولة كأس العالم 2026، وأوضح وزير الخارجية والتعاون الدولى المغربى فى الاتصال، أن موقف مصر يعكس العلاقات الراسخة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وما يجمعهما من روابط شعبية ورسمية قائمة على الاحترام والثقة والتعاون. من جانبه عبر سفير مصر بالرباط، أشرف إبراهيم، عن تقدير مصر ودعمها للمملكة المغربية الشقيقة على مختلف المستويات، مشيرا إلى أن الملف المغربى فى كأس العالم كان مشرفا وقويا ونال ثقة وتقدير العديد من دول العالم، وأن المغرب قادر على تنظيم هذه البطولة العالمية مستقبلا. فيما وجه الشعب المغربى اعتذاره لشعب ودولة الجزائر التى ترفعت عن الاحتقانات الشهيرة، ومنحت صوتها للملف العربى.. كما قام وزير الخارجية والتعاون الدولى المغربى ناصر بوريطة، بتوجيه شكر رسمى للجزائر ممثلة فى سفيرها لدى الرباط، وهو الأمر الذى كان له مردود إيجابى فى إزالة التوتر بين شعبى الدولتين العربيتين الشقيقتين .. وكانت الجزائر قد أعلنت أن دعمها للملف المغربى هو قرار رئاسى، كما وافقت الرئاسة الجزائرية على طلب المغرب انضمام لخضر بلومى نجم الجزائر الأسبق لقائمة سفراء الملف المغربي، مع دعمها ومساندتها للملف".
هجوم على الخليج برعاية الجزيرة ورغم أن المسئولين الرسميين فى المغرب لم تخرج عنهم أى تصريحات معادية للدول العربية التى لم تصوت للملف العربى باستثناء وزير الرياضة المغربي، رشيد الطالبى العلمي، الذى أعرب عن أسفه لتصويت السعودية ضد ملف بلاده خلال انتخابات مونديال 2026، واصفا إياه بالخيانة. وأكد العلمي، فى تصريح صحفى تم تعميمه على بعض وسائل الإعلام: "أسف بلاده العميق للخيانة التى تعرض لها من طرف بعض الأشقاء العرب، بمناسبة التصويت على ملف ترشيحه لاحتضان كأس العالم لعام 2026"..إلا أن الشعب المغربى وعدد من وسائل الإعلام المغربية قاموا بشن حملة على دول الخليج، لا سيما السعودية على موقفها، الذى وصف بالخيانة، وهى الحملة التى تمت برعاية قطرية من خلال قناة " الجزيرة " التى حرصت على منح الفرص الكاملة للمغاربة، شعب وإعلام، من خلال مداخلات هاتفية أو تقارير إخبارية بالصوت والصورة، لمهاجمة دول الخليج، على خلفية أزمة قطر مع دول الخليج التى فرضت عليها الحصار، وتعمدت " الجزيرة " سكب الزيت على النار، ونشرت تقريرا مصورا عن فرحة المغاربة بهزيمة المنتخب السعودى فى أولى مبارياته بالمونديال أمام منتخب الدول المضيف، روسيا، بخماسية نظيفة .. وكانت الجماهير المغربية فى روسيا قد هاجمت تركى آل شيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة فى السعودية، الذى يشغل منصب رئيس الاتحاد العربى لكرة القدم، قبل مباراة السعودية وروسيا أمام بوابه ستاد " موسكو ".. وكان آل شيخ قد أكد قبل التصويت أن صوت بلاده سيذهب للملف الأمريكى، ردا على دعم المغرب لقطر فى أزمة الحصار، وكانت المغرب أولى الدول التى أعلنت تضامنها مع قطر، رغم كل مواقفها العدائية ضد الدول العربية، لا سيما مصر ودول الخليج . هذا وقد استغل المعلقون المغاربة ظهورهم على شاشة "بى إن سبورت" القطرية الرياضية المحتكرة لمباريات كأس العالم، وشنوا هجومهم على هامش تعليقهم على المباريات، على دول الخليج لموقفها .. وقبلهم كانت الإعلامية الجزائرية والمذيعة بقناة «بى إن سبورت» آنيا الأفندى قد هاجمت مستشار الديوان الملكى السعودي، ورئيس هيئة الرياضة التركى آل الشيخ، وقالت: «الأفندى » فى تغريدات لها عبر تويتر «المصلحة لا تكون مع دولة ترى العرب كبقرة حلوب…. دعم دول عربية ومسلمة لا يحتاج إلى طلب من أحد ..هو ينبع من ضمير الإنسان بشكل عفوى ….الله يصلح الحال». وردا على تلك الحملات الانتقامية، قدم الاتحاد السعودى لكرة القدم شكوى رسمية ضد شبكة "بى إن سبورتس" لدى الاتحاد الدولى "فيفا" بسبب بثها رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة، على حد وصف البيان. ونشر الاتحاد السعودى بيانا رسميا عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" كشف من خلاله، تقدمه بالشكوى بسبب التصرفات التى قام بها مقدمو الشبكة الناقلة لكأس العالم 2018، عقب لقاء منتخب السعودية أمام روسيا. وأكد البيان أن "شبكة "بى إن سبورتس" تقوم ببث رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة العربية السعودية وقياداتها، وذلك فى إطار التحريض وإثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب فى المنطقة، وامتدادا لتجاوزات الشبكة المستمرة وتوظيفها لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الرياضة". ولفت البيان النظر إلى أن "ما حدث هو استمرار لتجاوزات كثيرة تكررت فى مناسبات ومشاركات دولية سابقة، الأمر الذى يتنافى مع قوانين الاتحاد الدولى التى تشدد على وجوب النأى بالرياضة عن السياسة".. ودعى الاتحاد السعودى فى بيانه الفيفا لاتخاذ العقوبات اللازمة ضد شبكة "بى إن سبورتس".