يرى القارئ الشيخ محمد عبدالحليم، ابن الدراكسة بمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية أن الجيل الجديد من القراء يهتم بالتقليد والنغم والمقامات ومعظمهم لا يراعى حق الله تعالى فى تلاوته، وأن الكثير من القراء الجدد يؤدون بطريقة سماعية بدون دراسة ولا علم، لذلك تجد معظم القراء يقعون فى أخطاء جسيمة بسبب عدم الوعى والدراسة والتعليم لحدود كتاب الله. القارئ الشيخ محمد عبدالحليم.. متى كانت بدايتك ومؤهلاتك مع عالم التلاوة؟
بدأت رحلتى مع القرآن الكريم منذ الصغر فلقد كنت أهوى سماع القرآن فى الصغر وكنت أذهب إلى الكتاتيب لدى شيخى وعريفى وجدى المرحوم الشيخ سيد عبد الرازق رحمه الله تعالى وتعلمت على يديه قسطا كبيرا من القرآن، ثم بعد ذلك ذهبت إلى مدينة الكردى لتلقى علوم التجويد والقراءات على يد شيخى المرحوم الشيخ محمدين فودة رحمه الله.
دائمًا البيئة المحيطة بالإنسان تكون هى المؤثر الأول فى شخصيته.. فهل تتفق مع هذا الطرح؟
أما عن البيئة فقد تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة المنصورة عام 2002، وعملت لفترة وجيزة فى مجال التدريس، ثم تفرغت تماما للقرآن الكريم وعلومه، وكان جدى المرحوم الشيخ عبد المنعم عبد الرازق، رحمه الله، ذا شهرة واسعة فى القراءة، لكن للأسف الشديد لم أعاصره، فقد توفى قبل ولادتى لكن شهرته وسيرته الطيبة كانت حافزا لى لكى أسلك هذا المجال.
من الشخصية المؤثرة فى حياتك؟
الشخصية المؤثرة فى حياتى هى والدتى - رحمة الله عليها - التى ربتنى وعلمتنى وتحملت من أجلى الكثير.
هل لا بد لدارس القرآن وقارئه.. من تعلم المقامات الموسيقية؟ تعلم المقامات مهم أيضا لتوظيف صوت القارئ وخدمة القرآن وحروفه وألفاظه من خلال المقامات، فكل آية من آيات القرآن تحتوى على إحساس معين يتماشى معه مقام معين، فالمقامات تخدم القرآن وليس العكس أى نهتم بالمقامات على حساب القرآن والتجويد فهذا لا يجوز. ما رأيك فى القراء الموجودين حالياً وكيف تقيمهم؟ القراء الموجودون الآن لا بأس بهم ولست أهلا لأن أقيم زملائى وإخواني. ما شروط القارئ الناجح من وجهة نظرك؟ القارئ الناجح هو الذى يوظف صوته ومجهوده لخدمة كتاب الله عز وجل، ويصنع البصمة والتأثير فى الجمهور فى حدود إمكاناته، وأن يكون ورعا تقيا خاشعا ملتزما فى قراءته وأحكامه. هل إجراءات إلحاق القراء بالإذاعة والتليفزيون ما زالت معقدة؟ اختبارات الإذاعة ليست معقدة، لكن يجب على القارئ أن يتقن حفظ وتجويد وتلاوة القرآن، حتى يتسنى له الالتحاق بها، فالإذاعة بصمة مضيئة فى حياة القارئ. عندما يستمع الشيخ محمد عبدالحليم إلى القرآن فمن يحب سماعه من القراء؟ أحب سماع القرآن من مولانا الشيخ الشحات أنور، ومولانا الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، ومولانا الشيخ محمد الليثى وغيرهم عليهم رحمة الله. كيف ترى فكرة الكتاتيب العصرية ودورها فى تربية الأجيال على حب القرآن الكريم؟ الكتاتيب هى المعلم والمدرسة والجامعة التى تخرج منها القراء العظماء وحملة كتاب الله لكن للأسف الشديد بدأت الكتاتيب فى الانقراض وبدأت فى تغيير مسار الكتاب إلى هيئة دروس خصوصية مما يؤدى إلى نتائج سلبية لا تسمن ولا تغنى من جوع. عندما كنت أذهب إلى الكتاتيب لدى شيخى كنا نسمع القرآن من كل مكان فى المصحف الشريف فمنهم من يقرأ فى الزخرف وآخر فى الشعراء وثالث فى المائدة ورابع فى المزمل وخامس فى الأنعام وهكذا. ..فكنا نأخذ فكرة مسبقة عن السور حتى لو لم تكن مقررة علينا عن طريق الإستماع. هل القراء فى مصر يحصلون على الاهتمام والرعاية الكافيتين؟ يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بالقراء والمحفظين وحاملى كتاب الله، مثل رعاية صحية لكبار السن منهم، وتوفير فرص إعاشة لهم فى الكبر، والاهتمام بنقابة القراء وتوسيع دورها فى خدمة القراء والمحفظين خصوصا فى الكبر، وتوفير معاش مناسب لذويهم بعد رحيلهم. ذكرياتك مع شهر رمضان.. ماذا عنها؟ شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن ونتلقى دعوات من جميع أنحاء العالم لإحياء ليالى شهر رمضان الكريم لكننى لظروف خاصة لم أسافر فى رمضان، ولكننى سافرت فى غير شهر رمضان. فى الختام هل من رسالة توجهها لحملة القرآن.. فماذا تقول لهم؟ فى النهاية أقول لحملة القرآن، أوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل «واتقوا الله ويعلمكم الله، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله» اخلص واجتهد ولا ترض الناس على حساب كلام رب الناس، فوالله لن ينفعك أحد، ستحاسب وحدك، فاقرأ القرآن للقرآن وتذكر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل عن أى الناس أحسن قراءة للقرآن، قال صلى الله عليه وسلم :من إذا سمعته حسبته يخشى الله.