يعد القارئ الإذاعي الكبير الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب قراء الجمهورية أحد أشهر قراء القرآن الكريم الذين عرفتهم الاذان في دنيا التلاوة ليس في مصر وحدها بل علي مستوي العالم فقد استطاع ان يحفر اسمه في التاريخ وذلك باتخاذه طريقة متفردة في ادائه القرآني لدرجة جعلت الكاتب الكبير -الراحل - محمود السعدني يصفه بأنه آخر حبة في سبحة قراء القرآن العظام .. وحين التقيناه بدأ متحدثا عن حياته التي بدأت بميلاده في نوفمبر1934م ثم حفظه المبكر للقرآن تسع سنين اعقبها تجويده للقرآن في ست سنين بسبب شدة والده وغيرته علي مستقبل ولده . فقال الشيخ الطبلاوي وهو يبتسم: سبحان الله لقد كانت شدة والدي وقسوته لي عندما كان يراجع لي القرآن بعد عودتي من عند سيدنا الشيخ غنيم الزاوي هي الحسنة الوحيدة التي جعلتني بحمد الله في المستقبل من اشهر قراء القرآن بالداخل والخارج. وعقب اختياره ليترأس لجنة التحكيم الدولية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم الحالية التقينا الشيخ الطبلاوي ليفتح قلبه ل "عقيدتي" : ** في البداية سألته .. هل مازالت مصر تحتفظ بمكانتها الكبيرة في تلاوة القرآن عالميا ام حدث تغيير ما؟ * اري ان مصر مازالت تحتل الصدارة في تلاوة القرآن عالميا وستظل بمشيئة الله وذلك يرجع لاختيار وزارة الاوقاف لسفراء القرآن المجيدين في الحفظ والاداء والتجويد الذي الذي يوجد به احكام الوقف والابتداء التي كثيرا ما يخفق فيها القراء. الكتاتيب ** قديما قالوا: الوصول الي القمة ليس صعبا ولكن الاصعب هو الحفاظ علي هذه القمة. فكيف نحافظ علي هذه القمة * أري أن من أهم الاسباب التي تجعلنا نحافظ علي هذه القمة ان نبذل كل طاقتنا من اجل عودة الكتاتيب الي سابق عهدها واقسم لك بالله انه لولا هذه الكتاتيب ماكنا قد رأينا هؤلاء الاعلام الذين خدموا الاسلام والمسلمين وهم كثر فمن منا لايعرف مشايخنا الشعراوي وعبدالحليم محمود وجاد الحق والباقوري وطه حسين ومن مشايخنا القراء محمد رفعت ومصطفي اسماعيل وشعيشع وعبدالباسط والحصري والمنشاوي الكبير.. يا سيدي لك ان تتخيل معي ان الولد الحافظ بالكتاب كان يحصل في السابق علي مبلغ من 100 الي 300 عندما ينتهي من حفظه للقرآن وكان المحفظ يحصل هو الآخر علي مبلغ مكافأة له علي كل ولد حفظ القرآن علي يديه.. قول لي بالله عليك ماذا نجد بعد ان منعت هذه الاموال عن الحفظة والمحفظين ؟ هل سنجد محفظا يضيع وقته هباء أليس لديه اسرة واولاد ينفق عليهم؟ بل وهل سنجد ابنا يحفظ بإخلاص وهو يعلم انه لن يجد حافزا ماليا يشجعه؟! الاجابة هنا: بالطبع لا. عباقرة التلاوة ** ما الذي يسعدكم وما الذي يغضبكم من حفظة القرآن؟ * من الاشياء التي تسعدني ويسربها قلبي ان اجد حافظا مجيدا للقرآن اشعر وقتها بنعمة الله ليس عليَّ ولاعلي هذا الحافظ فقط بل احمد الله ان ارسل الي مصرنا حافظا يشرف مصر في المحافل الدولية وهذا ليس بغريب علي مصر التي قدمت للعالم بأثره عباقرة في كل الفنون والتي من اهمها قراء القرآن الكريم الذين يطوفون العالم شرقا وغربا بالقرآن العظيم ولهذا نجد انه ما من قارئ للقرآن يسافر لاحياء ليالي رمضان في اي مكان في العالم الا ويسلم علي يديه الكثير من غير المسلمين وهذه نعمة كبيرة .. وعن الاشياء التي تغضبني ان اجد من يدعي انه يحفظ القرآن ثم يتجرأ بالاشتراك في المسابقات القرانية ويجلس للاختبار أمامي مثلاً أو أمام أعلام القرآن في مصر مثل الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف أو أمام الشيخ حلمي الجمل او الدكتور فرج الشاذلي اوالشيخ محمد عبدالموجود وانا بطبيعة الحال عرف عني انني لا اجامل لذا تجد من يكرهني بشدة لهذا السبب حيث انني لا اجامل في القرآن مطلقا. لجنة اختبار القراء ** وماذا عن لجنة اختبار القراء بالاذاعة ولماذا تم استبعادكم منها؟ * تصور بعد هذا التاريخ الحافل من العطاء في خدمة القران الكريم وانا والعياذ بالله من كلمة انا من كرمني ملوك ورؤساء الدول ويستقبلونني في المطارات واكرم في جميع انحاء العالم بأخذ الاوسمة والنياشين .. بعد كل هذا افاجأ بمن يريد اقصائي من لجنة اختبار قراء القرآن بالاذاعة والتليفزيون وحينما قابلت الدكتورة وزيرة الاعلام طلبت رأي الاذاعة والتليفزيون فوافق التليفزيون علي عودتي ورفضدت الاذاعة وحين ذهب مجلس نقابة القراء برئاستي لاستعادة مقعد النقابة بنص القانون وتقابلنا مع عصام الامير امين عام الاتحاد وعبدالرحمن رشاد رئيس الاذاعة فوجئنا ان سبب منعي من اللجنة شكوي كيدية من مجهول؟ وسؤالي هنا للدكتورة الوزيرة ورئيس الاتحاد ورئيس الاذاعة: كيف امنع من اللجنة دون استدعائي لا اخذ اقوالي فيما نسب إليَّ من تهمة باطلة؟ بل واين الشاكي؟ واين اسمه؟ واين صورة بطاقته الدالة عليه؟ واحيطكم علماً بانني لن اكف عن المطالبة برد حق مقعد النقابة والذي يمثله نقيب القراء وذلك بنص قانون النقابة لعام 1983بضرورة تمثيل مقعد نقابة القراء في لجنة اختبار قراء القرآن بالإذاعة والتليفزيون والاوقاف والهيئات لن اتركه حتي ولو اضطررت للجوء للقضاء ان شاء الله. ** وماذا عن قرار الاوقاف بمنع قراء السورة في المساجد ؟ * قرار وزير الاوقاف - اضر كل قراء السورة علي مستوي الجمهورية نفسياً ومعنوياً ومادياً بدعوي أنه لا يقوم بقراءة السورة بالمساجد الا حملة الشهادات الازهرية .. واري ومعي اهل القرآن جميعا ان في هذا القرار اهانة بالغة لنا جميعا وهل يعقل ان يلتحقوا للتعليم بالازهر الذي اساسه القرآن الذي نحمله ؟بعد هذا العمر الطويل؟ من اجل هذا نناشد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير العدل وكل رجالات مصر المخلصين سرعة اعادة حقوق قراء القرآن الضائعة فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته ولايهانون ."وأفوض أمري إلي الله إن الله سريع الحساب". القراءة بالأجر ** نسمع أرقاماً فلكية في اجركم مقابل القراءة منها من يقول : انكم تتقاضون 30 الفا وآخر يقول انكم تتقاضون بالدولار فماذا تقول في ذلك؟ * والله ياسيدي ان الموضوع لايحسب بهذ المنطق .. حيث يكون الاجر بالنسبة لي مسألة نسبية .. فإذا ما قمت بتقاضي اجر يتساوي مع القراء الآخرين فسوف أجني الكثير والكثير ولكنني اكتفي بقبول ليلتين فتكون المحصلة والنتيجة واحدة وهنا اوفر راحتي في هذه السن وأدع المجال للقراء الآخرين .. اما عن من يقول انني اتقاضي اجري بالدولار اقول له والله اذا كان المتحدث مجنونا فالمستمع لابد ان يكون عاقلا .. والخلاصة هنا: انني اتقاضي بالفعل اجري بالدولار ولكن في امريكا حينما اذهب لإحياء ليالي رمضان المعظم. ** ماهي أهم المحطات القرآنية في حياتكم الطويلة مع القران الكريم؟ ** بحمد الله المحطات كثيرة ومتعددة اذكر منها اجتهادي كقارئ حتي كتب الله لي الالتحاق كقارئ بالإذاعة .. ومن المحطات الهامة ايضا تعييني لقراءة السورة بالجامع الازهر الشريف خلفا لمولانا الشيخ مصطفي اسماعيل رحمه الله عام 78 كما أنني شغلت منصب شيخ عموم المقارئ عام 82 خلفا للشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله ثم تم تعييني عضوا بالمجلس الاعلي للشئون الاسلامية ثم نقيبا لقراء الجمهورية خلفا لفضيلة الشيخ ابوالعينين شعيشع رحمه الله.. أدعو الله ربي أن يجعل مصرنا آمنة مطمئنة وأن يحفظها بالقرآن العظيم وأزهرها الشريف وان يبارك في أهل القرآن وشعب مصر الطيب اللهم آمين.