تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر اليوم الخميس شهادات وروايات النازحين السوريين من نظام بشار الأسد إلى مصر بعدما وصل عددهم إلي 50 ألف سوري، وكل منهم له تجربة مريرة ومأساوية حول الفرار من جحيم الأسد. "أم مالك" من حمص ولا تكاد تخفى دموعها قائلة "أعمل معلمة في مدرسة ولدي أربعة من الأبناء هربت أنا وزوجي وأولادي إلي مصر لنعيش عند صهري المصري في غرفة نكاد نختنق بداخلها في منطقة قريبة من مدينة نصر، وهربنا بعد أن هدم الجيش منزلنا وحرق مزرعة الزيتون التي نمتلكها وقصف سيارتنا، حيث كنا نعيش في أول مدينة قصفها الجيش في سوريا، وأصريت علي الهروب ببناتي بعد أن شاهدت تلميذة لدي في المدرسة قد تناوب علي اغتصابها سبعة من رجال الجيش والشبيحة أمام والدها وأخيها المقيدين. أما "أم يوسف" من منطقة حيتان في محافظة حلب وهي أم لثلاثة أبناء هربت بأبنائها وتركت زوجها وعائلتها وراءها خوفا علي ابنها الذي يعمل في ليبيا بعد قرارالحكومة القبض علي كل من له صلة بليبيا بسبب اعتقادهم بأن السوريين يتم تدريبهم علي المقاومة والثورة هناك، وتقول: هربت بأبنائي في حين رفض زوجي الهروب من الضيعة برغم هدم منزلنا بقنبلة وقطع الكهرباء والتموين عن القرية، وماتت أمي دون أن أودعها من الرعب والخوف. وتتحدث "أم محمد" من بابا عمرو وهي خائفة قائلة "هربنا بعد أن أصبح الدمار والقصف ومداهمات البيوت للإرهاب أو السرقة روتينا يوميا، فنعيش علي صوت الرصاص والصواريخ تدمر وتقتل من حولنا، عشنا عاما ونصف العام دون كهرباء ولا مياه فكان الطعام يهرب إلينا في الخفاء من قبل الجيش السوري الحر وكنا تحت حصار أقوي من حصار إسرائيل لغزة، وكلما نهرب من قرية إلي الأخري نجد الوضع أخطر وأصعب، وظللنا علي هذه الحال حتي قتل زوجي وأصيب ابني بقذيفة في بطنه واعتقلوا زوج ابنتي فكان لا سبيل إلا الهروب. حسان مصطفي، الشهير بأبو براء من ريف دمشق وهو أشبه بعمدة للسوريين داخل مدينة 6 أكتوبر، حيث يعمل في إغاثة أهله في منطقة أكتوبر منذ مجيئه مصر منذ 11 شهرا، ويحكي حسان قصته ويقول كنت ممنوعا من السفر فقد اعتقلت سياسيا عام 2008، وبعد اندلاع الثورة جمع البوليس كل المعتقلين من قبل وطلب منهم أن يكونوا جواسيس علي الثوار ومن يرفض يعرض نفسه للقتل وأهله للاعتقال والتنكيل، لذلك في أول فرصة هربت زوجتي وأبنائي ثم هربت بعد ذلك من سوريا إلي لبنان ومن هناك إلي مصر. ميساء البالغة من العمر 28 عاما تقول أنها هربت من الاغتصاب علي يد سفاحي النظام، وجاءت إلى مصر لتواجهه عروض الزواج الأشبه بعروض البيع، وتحكي مآساتها قائلة " أنا من مدينة حمص القديمة وجئت وأخواتي البنات إلي مصر وتركنا أخا لنا في سوريا لأن والدينا متوفيان وتم ابتزازنا في المطار ولكي نخرج دفعنا كل ما معنا من أموال ورشوة ودخلنا مصر من غير جنيه واحد". وتواصل قائلة "كنا صابرين علي القذف وهدم البيوت وكانت تلك الأزمة سببا في تقرب الأهالي والجيران إلي بعض، فمن يهدم بيته يذهب ليعيش في بيت جيرانه، وهكذا حتي بدأت موجة الاغتصابات المتكررة في القري المجاورة في بابا عمرو ومنطقة "الإعداوية"، حيث حدثت حالة اغتصاب ل 14 فتاة مرة واحدة وجرهم الجيش والشبيحة في شوارع المدينة عرايا وحرقوا رجالهم أمامهم".. وتضيف "رفضت عروض الخليجيين الموجودين في مصر والمصريين أيضا للزواج وهي عروض مستمرة وتلاحقني وغيري من الفتيات السوريات.. نحن نراها أشبه بعروض بيع واستغلال للوضع، خصوصا أننا لسنا نمانع من الزواج من أي جنسية ولكن ليس بهذا الوقت أو الشكل فعندما تنتهي أزمتنا ونرجع لبيوتنا فليأت من يشأ للزواج منا بكرامة وعزة".