لست منبهرا بمحمد صلاح كلاعب أثبت موهبته، انبهارى الأكبر بتربيته وسلوكه واستمرار صلته القوية بقريته «نجريج» إحدى قرى محافظة الغربية، أعتقد أن السر فى تجاوز صلاح سقف الحب والاحترام لأى لاعب مصرى مع الجمهور، هو فى الأساس عائلته المكونة من أب وأم وأخوة وأخوات وجيران وأصحاب وقرية بسيطة، كان نقص الخدمات بها دافعا لصلاح وغيره للبحث عن الذات خارج الحدود, مع الاحتفاظ بكل مفردات القرية، غالبية من نجحوا فى مصر وعبروا حدودها أصلهم من القرية، وغالبية من نجحوا فى القاهرة أصولهم من القرية، لكن غالبية هؤلاء نسوا قراهم، بل البعض تنكر لها ظنا منهم أن نسيان القرية هو جزء من نسيان ماض أليم يذكرهم دائما بالحاجة والعوز وقلة الحيلة، من نجح خارج حدود قريته يسعى بكل الطرق لمحو قريته، لكن صلاح وغيره كثيرون رفعوا اسم قريتهم عاليا، وأنا كمواطن خرج من قرية تسمى تفهنا الأشراف مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، أشكر جزيلا محمد صلاح، لأنه حبب فينا قريتنا أكثر وأكثر، باتت قرية «نجريج» مسقط رأس اللاعب من أشهر القرى فى مصر، بات والد اللاعب من أشهر الآباء فى مصر، بات أخو اللاعب من أشهر الأشقاء فى مصر، بات أصدقاء اللاعب من أشهر الأصدقاء فى مصر، بات محافظ الغربية من أشهر المحافظين فى مصر بسبب محمد صلاح، هذا اللاعب دخل مرحلة الاستثناء، ليدخل كل من له صلة به مرحلة الاستثناء، يبقى علينا جميعا مسئولية لا تقل أهمية عن مسئولية اللاعب تجاه نفسه وبلده، علينا الصبر عليه، الأخذ بيده، دعمه بكل كلمة طيبة، لا نحمله مالا طاقة له به، لا نشتت تركيزه فى أمور بعيدة تماما عن مجاله، لا سياسة مع محمد صلاح، لا مزايدة مع محمد صلاح، لا خصومة مع محمد صلاح، لا تكبر وتجبر مع محمد صلاح، لا نفسنة مع محمد صلاح، لا رهبنة مع محمد صلاح، هو لاعب خلوق موهوب متواضع.. علينا التواضع عند التعامل معه... ربنا يسترها معاك يا صلاح ويزيدك من فضله ويبارك لك فى نفسك وأسرتك.