قال د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، اليوم مع حلول الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل يحيى حقى أتذكر مكلماته التليفونية لى فكنا نظل نتحدث بالساعات والتى كانت بمثابة سياحة تليفونية، فقد عرفت يحيى حقى عن قرب ووقتها لم يكن لى مكانة كبيرة فى الحياة الثقافية. جاء ذلك خلال احتفاء المجلس الأعلى للثقافة بمرور 25 عاما على رحيل يحيى حقى، وذلك بحضور وزير الثقافة حلمى النمنم وعدد كبير من النقاد. ووصف د. عصفور حقى بأنه كان رجلا خفيف الظل شديد الذكاء والمكر، فأنا مدين له هو أول من نشر لى دراسة فى مجلة المجلة وكانت عن صلاح عبد الصبور، ونشر لى المقال دون أن يقابلنى لكن بالنسبة للدراسة التى قدمتها حول صلاح عبد الصبور، فطلب أن يقابلنى وعندما ذهبت إليه طلب من قراءة الدراسة وسألنى فى كل سطر ووقتها أدركت انه يمتحننى وقلت له هل تمتحننى ؟! واستطرد د. عصفور قائلا: مضت الأيام وما أكثر الجلسات التى حدثت بينى وبينه فى مجلة المجلة كان شديد الاهتمام باللغة العربية كان يحيي حقى ومحمد حسنين هيكل من الناس التى توقيظنى فى الصباح الباكر، كان دائما يسألنى عن رأيى فى كتاباته ، فكان عاشقا للكلمات عندما تقرأ كتبه تتأمل وتتعجب من طريقة استخدام اللغة ، فكان يضع الكلمة فى موضعها ، وكانت الكلمات عنده لها علاقة استثنائية بالكلمات، فقد أتقن استخدام اللغة العامية والفصحى، فلم يتردد فى استخدام المعنى، مؤكدا أنه ناقد أدبى نضعه فى مدرسة النقد الانطباعى ،فكان يعرف جيدا متى نستخدم الكلمة العامية ، كان من اهم الذين كتبوا عن رباعيات صلاح جاهين وعمل عنها دراسة كانت من أجمل ما قرأت فكان يستقطر الحكمة من لغة النقاد. وقال د. عصفور أظن أن تسميته بصاحب «قنديل أم هاشم» تسمية ظالمه لكنها كانت تصور جوهر الفردية فى عالمين، أهم ما فيها أنه كان من الجيل النالى لجيل طه حسين ومحمود عباس العقاد، فقدكان من مواليد 1905 وأتيح له أن يشارك فى ثورة 1919 وقتها كان لديه 14عاما، بدأ وعيه يتفتح ويبدو أن الثورة تركت فى ذهنه مجموعه من الأمور ما جعله يعتبر رواية زينب "أول رواية عربية". وأشار إلى أنه يعتبر واحدا من أهم من تمصروا وامتلأ قلبه بالدم المصرى، كان مصريا وسطيا رغم علاقته بالمجتمع الأوروبى ونشاته فى تركيا جمع بين النقيضين فى رواية قنديل أم هاشم "بين العلم الغربى والخرافة الشعبية ما دفع الطيب صالح الروائي السودانى ان يكتب رواية " دومة ولد حمد" منوها الى أنه كان يؤمن بالوسطية التى أؤمن بها رغم جذورى التى تضرب فى التراث. واختتم د. عصفور قوله بأن يحيي حقى اعتبر ثورة 19 هى المولد الحقيقى للفن القصة .