لم يكن في مخيلة رجال الأعمال والمستثمرين أن يتم تأسيس المشروعات وإنهاء كافة اجراءاتها في غضون 90 دقيقة فقط وهو ما يحدث في منطقة 2071 التي تستعد دولة الإمارات إلى افتتاح مرحلتها الأولي في بداية العام الجديد 2018 لتكون النواة التجريبية لنموذج جديد يمتد عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشكل مستقبلها خلال 50 عاما، مع إتاحة هذا النموذج لأي مدينة في منطقة الشرق الأوسط والعالم حيث تهدف الدولة الإماراتية من انشاء هذه المنطقة لإيمانها بأن الثورة الصناعية القادمة هي مزيج من تزاوج التكنولوجيا مع العقول الإبداعية التي تساهم في خلق حلول ابتكارية ولذلك أدركت الحكومة الإماراتية أهمية إنشاء منطقة 2071 لتحتوي العقول المبدعة لتعمل معها على إيجاد حلول لأصعب الاستفسارات المستقبلية التي تواجه الإنسانية وتصمم مستقبل العالم. وقام الزميل الكاتب الصحفي والإعلامي محمد عبد الظاهر رئيس تحرير المنتدي الاستراتيجي العربي باطلاع مندوب مجلة الأهرام العربي أثناء زيارته الأخيرة لدبي علي تفاصيل تلك المنطقة التي تم تدشينها في أبراج الإماراتبدبي في مايو الماضي، حيث تعكف منطقة 2071 على تأسيس المختبرات المتخصصة ووحدات الابتكار الرائدة في العالم، لتصبح المكان الأمثل الذي تعمل فيه عقول الشباب المبتكرة، وأصحاب رؤوس الأموال المخاطرة، والشركات الناشئة جنبًا إلى جنب مع الجهات الحكومية؛ كما أنها ستعمل على توحيد الجهود والمبادرات التي تبذلها كيانات الابتكار الحكومية، بما في ذلك مسرعات الحكومة، ومسرعات المستقبل في دبي، ومركز الشباب، من أجل مواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحًا في المستقبل، مدعومة بأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا. الشيخ محمد بن راشد يطلق منطقة "2071" لتكون نواة لتصميم المستقبل تم توقيع 12 مذكرة تفاهم بين "منطقة 2071" وشركاء المستقبل الذين يمثلون مؤسسات وخبرات محلية وعالمية، فى 11 قطاعًا حيويًا، وذلك بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، حيث تأتي هذه الشراكة كبداية لمزيد من الشراكات مع المؤسسات العالمية، وقال الشيخ محمد بن راشد في تغريدات له عبر تويتر، إن منطقة 2071 ستكون الأكثر تطورًا وتأثيرًا فى محيطها لصناعة وتصميم المستقبل مؤكدا أن الهدف من منطقة 2071 هو جعل الإمارات أكبر مختبر في العالم لتصميم المستقبل وأن الاتفاقيات تهدف إلى تأسيس مختبرات تخصصية، وعقد شراكات بين الحكومة ومجموعة من رواد التقنية العالميين لتصميم المستقبل. معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ومن المعروف أن المشروع يشتق اسم منطقة "2071" من الرؤية المئوية لدولة الإمارات العربية المتحدة 2071 لتكون تجسيدًا لخطة "مئوية الإمارات 2071 “، التي تصورها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية من أجل جعل دولة الإمارات العربية المتحدة الأمة الرائدة في العالم بحلول عام2071 حيث تحمل منطقة 2071 برامج وخطط طموحة وتعملُ على تغيير الحلول والأدوات الحالية لدى الشركات والحكومات، حيث يعمل الجميع سويًا لإيجاد حلول جذرية لتصميم المستقبل، بمساعدة أحدث التقنيات التكنولوجية كما أُسست لتسهل عمل الأفراد والشركات من خلال توفير مستوى عالي من الحماية القانونية، وتعمل وفق تشريعات تضمن انشاء الشركات وإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة المشكلات والإجراءات التأسيسية وكذلك تقدم حلول لتجنب إفلاس الشركات. وتتضمن هذه المنطقة الفريدة في العالم عددا من المميزات أهمها: أنها ليست مجرد منطقة جديدة، لكنها سوف تحوي أفضل التصاميم والاشكال والمميزات المعمارية مقارنة بأي منطقة أخرى في دبي، حيث أنها تعتمد على خلق أحدث التصاميم المعمارية، التي تساهم في ازدهار ونمو الشركات الابتكارية من خلال الاعتماد على نظام بيئي واحد ومتكامل لتصميم المستقبل كما أنها ليست فقط مبادرة حكومية ابتكارية جديدة، وهي ليست أيضا محاولة جديدة لتبني أحدث الطرق لتحسين مستوى الأعمال ونمو الابتكار بما يتلاءم مع توجهات واحتياجات الجمهور المستهدف ولذلك ترحب الإمارات بالعقول والمؤسسات والحكومات المبدعة حيث تعتبر مقرا وقفزة نوعية نحو المستقبل، تعمل على تخطي حدود التفكير التقليدي لخلق حلول نموذجية مبتكرة، ولتعيد تشكيل وبناء الدول والأسواق ولفتح الأبواب لتدفق الفرص لأعظم الحلول الممكنة لتصميم المستقبل لأن منطقة 2071 تعتبر نموذجا إيكولوجي ديناميكيا ومصدرا رئيسيا لتدفق رؤوس الأموال واقامة المشاريع، وبناء على العديد من الدراسات وهي البيئة الابتكارية الخصبة المناسبة لنمو وازدهار الأفكار المبتكرة لتصميم المستقبل حيث نشأت لتوفير بيئة خصبة للمبدعين والشركات الصغيرة والمصممين بالإضافة إلى مختبرات البحث التكنولوجي وأصحاب رؤوس الأموال والمسرعات ومراكز البحوث والتطوير وفي النهاية هي مكان يشارك فيه الجميع برؤيته لكن ليست بيئة عمل إلا للمبدعين والمبتكرين حول العالم. وتضم منطقة 2071 العديد من المميزات والاختلاف عن مؤسسة دبي المستقبل، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، ووحدات دبي والمسرعات الحكومية وغيرها من مبادرات الابتكار الحكومية حيث تضم تحت مظلتها جميع المبادرات الابتكارية والحكومية، و تعمل جميع تلك المبادرات -بما فيها المبادرات الحكومية الاتحادية - على تسريع عمل الحكومة نحو تحقيق رؤية مئوية الإمارات 2071 وإعدادنا للمستقبل كما تختلف عن تلك المبادرات لما تحمل بعدا عالميا في تصميم مستقبل العالم بأثره وليس لدولة الإمارات فقط، في ظل تضافر الجهود والتكاتف البناء داخل منطقة 2071 بين المؤسسات الحكومية والعقول الابتكارية ومستثمري المشاريع ومؤسسات البحث والتطوير لخلق نظام إيكولوجي تعاوني مشترك، يقدم حلول نموذجية تُصمم المستقبل، ولها تأثير مستمر على الصعيد العالمي. وتفتح المنطقة ذراعيها لاستقبال المستثمرين المحليين والعرب والأجانب وكل من يريد المشاركة في خلق الحلول الابتكارية للنهوض بالبشرية، ولكنها سوف تحتضن المبدعين والمنتمين لشركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى الطموحين من الشركات الصغرى، والحكومات، والمختبرات الابتكارية X-LABS، وحدات الابتكار وأصحاب رؤوس الأموال المخاطرة، والمصممين والباحثين لتطوير حلول مبتكرة، خارجة عن المألوف، لمختلف التحديات التي تواجه التنمية ليست في الإمارات فقط بل في العالم كله، بحيث تمثل فضاء مكانياً وابتكارياً متعدد المجالات، وتجربة فريدة من نوعها موجهة لخدمة البشرية كلها، ونموذجاً يصدّر إلى العالم أجمع، تحت رؤية تسعى إلى جمع خيرة العقول والخبرات والموارد؛ لمواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً لبناء مجتمعات المستقبل.