حجزت مصر ثانى المقاعد الخمسة المخصصة للقارة الإفريقية فى مونديال روسيا، وكان المقعد الأول من نصيب منتخب نسور نيجيريا التى تقدمت للمركز الثانى فى قائمة أكثر منتخبات القارة السمراء تأهلاً لنهائيات كأس العالم، خلف المنتخب الكاميرونى الذى يعتبر الأكثر تمثيلاً لقارة إفريقيا فى كأس العالم على مر العصور برصيد 7 مشاركات حتى الآن. وتنفرد 3 منتخبات العربية بالمركز الثالث برصيد 4 مشاركات لكل من «الجزائر، المغرب، تونس»، فيما تقدمت مصر من المركز التاسع إلى الرابع مشاركة مع الثلاثى «غانا، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا» حيث ظهر كل منها فى المونديال 3 مرات سابقة.
يذكر أن القارة السمراء عرفت طريقها لبطولات كأس العالم عن طريق مصر التى شاركت فى النسخة الثانية العام 1934 فى إيطاليا وكان أول منتخب عربى وإفريقى يشارك فى البطولة.. وبعد غياب دام 36 عاما، وتحديدا فى نسخة العام 1970 بالمكسيك عادت إفريقيا للظهور بفضل المنتخب المغربى الذى كان الممثل الوحيد للقارة السمراء، وبرغم أن المنتخب المغربى خرج من الدور الأول، فإنه حقق أول تعادل فى تاريخ إفريقيا فى مسابقة كأس العالم، وذلك أمام المنتخب البلغارى 1/1، وبذلك فإن عودة إفريقيا للمنافسة العالمية عرفت بداية جمع النقاط عن طريق المنتخب المغربى بعدما كانت بداية المشاركة مصرية من خلال مباراة واحدة خسرها الفراعنة أمام المجر 2/4 ..و يمكن اعتبار مونديال المكسيك هو البداية الفعلية لكاس العالم وبداية ظهور الكرة الحديثة.
وشهدت بطولة 1974 بألمانيا الغربية ثالث مشاركة إفريقية فى المونديال عن طريق المنتخب الزائيرى كما كان يسمى آنذاك، ويمكن اعتبار تلك المشاركة بواحدة من أسوأ المشاركات الإفريقية على الإطلاق، حيث إن المنتخب الممثل للقارة السمراء تذوق هزائم ثقيلة حيث بلغ عدد الأهداف فى مرماه 14 هدفا دون أن يسجلوا أى هدف، والنتيجة النهائية للمشاركة الإفريقية فى هذه الدورة كانت ثلاث هزائم ثقيلة .
وعرفت كأس العالم التى استضافتها إسبانيا 1982 هذه المرة قفزة نوعية فى المشاركة الإفريقية، حيث إنه لأول مرة تشارك إفريقيا بمنتخبين فى دورة واحدة، وهما المنتخبان الجزائرى والكاميرونى وقد أبدع كلاهما فى مبارياتهما الثلاث، وقدما أجمل صورة ممكنة عن الكرة الإفريقية . نبدأ بالمنتخب الجزائرى الذى فجر مفاجأة مدوية بانتصاره على العملاق الألمانى بهدفين لواحد بالأداء، والنتيجة على ملعب خيخون، وبعد ذلك سقط أمام المنتخب النمساوى بهدفين لصفر وفى المباراة الثالثة كان فائزا على المنتخب الشيلى بثلاثية قبل أن تستقبل شباكه هدفين كانا كافيين لإخراجه من المنافسة بعد أن اتفق المنتخبان الألمانى والنمساوى على ترتيب النتيجة التى تؤهلهما معا، وبفضل هذه النتيجة قررت الفيفا إجراء مقابلات الجولة الأخيرة فى توقيت موحد عن كل مجموعة حتى لا يتم ترتيب المباريات، ولأول مرة أيضا فى تاريخ المونديال خرج منتخب فاز بمباراتين من الدور الأول . أما المنتخب الكاميرونى الذى وضعته القرعة إلى جانب بطل تلك الدورة المنتخب الإيطالى فقد صمد فى مبارياته الثلاث وحقق التعادل فيها، وخرج من الدور الأول وهو بنفس رصيد المنتخب الإيطالى أى ثلاث نقاط . ما يمكن استنتاجه فى هذه الدورة أن كلا المنتخبين وقعا إلى جانب منشطى المباراة النهائية، وكل واحد منهما حقق نفس الرصيد من النقاط معهما فى تلك الدورة، وهو ما يعنى أنه كان بإمكانهما معا الذهاب إلى أبعد دور ممكن .
وبعد 14 عاما، زادت مقاعد إفريقيا من 2 إلى 3، وتحديدا فى بطولة 1994 بأمريكا حيث شاركت ثلاثة منتخبات إفريقية لأول مرة مع ظهور منتخب جديد، وهو المنتخب النيجيرى رفقة المنتخب الكاميرونى، الذى كان أول منتخب إفريقى يشارك ثلاث مرات فى المونديال . بالنسبة للمنتخب الكاميرونى، فقد سجل إخفاقا غريبا فى هذه الدورة، ولم يكن بمثل القوة التى أبان عنها فى مشاركتيه السابقتين، وتذيل مجموعته بتعادل وهزيمتين واحدة منهما بنتيجة ثقيلة أمام المنتخب الروسى فى أسوأ مشاركة كاميرونية فى المونديال .. وبدوره المنتخب المغربى الذى كان أول منتخب إفريقى يتأهل إلى الدور الثانى فى المشاركات الإفريقية، فقد سقط فى مبارياته الثلاث، ولم يسجل أى نقطة فى سيناريو غريب جدا. أما الزائر الجديد المنتخب النيجيرى فقد أبدع فى الدور الأول وتصدر مجموعته القوية، التى ضمت الأرجنتين وبلغاريا واليونان، وتأهل إلى الدور الثانى بسهولة، لكن القرعة لم تكن به رحيمة حين قابلته أمام المنتخب الإيطالى العنيد، وقد قدم المنتخب النيجيرى يومها مقابلة قوية ولم يخسر إلا بشق الأنفس بنتيجة هدفين لواحد أمام منتخب بلغ الدورة النهائية وخسرها بضربات الترشيح أمام منتخب البرازيل.
وفى النسخة التالية، فرنسا 1998، وبعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 24 إلى 32، وبما أن القارة الإفريقية قد بصمت على مشاركات مشرفة جدا، فإن الاتحاد الدولى للعبة « فيفا «رفع حصة المقاعد الإفريقية إلى 5 وشاركت منتخبات تونس والكاميرون ونيجيريا والمغرب وجنوب إفريقيا، وكان هذا الأخير هو الزائر الإفريقى الجديد للمونديال.. وبقى أن نذكر أن آخر 5 دول إفريقية شاركت فى النسخة السابقة من المونديال، البرازيل 2014 هى : الجزائروغانا والكاميرون وساحل العاج ونيجيريا .