رسم خطاب الرئيس محمد مرسي الذي ألقاه اليوم -الأربعاء- أمام الجلسة الافتاحية للدورة ال 138 لوزراء الخارجية العرب خارطة طريق واضحة، ترسي عددا من القواعد التي تدشن لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك تكرس ريادة مصر الثورة وتعلي من قيمة العمل الجاد الملموس في مختلف القضايا وكافة الميادين. كما أعاد خطاب الدكتور مرسي إرساء مفاهيم التعاون العربي المشترك الذي ينطلق من مصر بيت العرب، من ميدان التحرير في قلب القاهرة منطلق ثورة 25 يناير المجيدة التي خرج فيها الشعب المصري كله طالبا ومنتزعا حقه في الحرية والكرامة والعدالة، مؤكدا أن هذه انتفاضة العرب جميعا وليس المصريين وحدهم بعد أن فتحت هذه الثورة صفحة مشرقة في تاريخ مصر المجيد. وأعاد الخطاب التأسيس لمنطق قوة الثورة المصرية التي لم تكن مجرد تحرك قام به الشعب المصري من أجل حريته وكرامته، وأنها لم تكن فقط معنية بالشأن المصري ، وإنما كانت أيضا إعلانا لا لبس فيه عن رغبة هذا الشعب، في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق بعد خروج مصر من منظومة العمل العربي لفترة شهدت تراجعا حقيقيا للدور العربي في القضايا الإقليمية والدولية. فيما دشن خطاب الدكتور مرسي لمرحلة العودة القوية لمصر من التهميش الذي فرضه النظام السابق على مدار العقود الأخيرة، وهو ما يعني عودة لدور مصر التاريخي الطبيعي الفاعل المتحد المتفاعل المتكامل مع المحيط العربي والمحيط الإسلامي والأفريقي والدولي. وفي الوقت الذي أكد فيه مرسي التزام مصر بقضايا أمتها العربية باعتباره التزاما تاريخيا جددته ثورة 25 يناير المجيدة، إلا أنه لم يغفل ضرورة تطوير آليات العمل العربي المشترك، في ضوء إعادة قراءة التاريخ وتأمل الواقع الدولي للوصول إلى إدراك القدرت العربية على مواجهة تحديات المرحلة.