الإدارة الأمريكية لا تعرف أين تتجه فى الملف السورى.. والروس يديرون الأجندة قطر «دولة مشكلة» تحاول تخطى وزنها الحقيقى بالمال
يرى أنه لا توجد أى خطوات جادة فى مفاوضات سلام حقيقية، وأن حل الدولتين غير واقعى فى الوقت الحالى، لأسباب تتعلق بالشأن الداخلى فى إسرائيل وبعض الدول العربية، كما أن أى تطبيع مع إسرائيل نكاية فى إيران سيصب فى مصلحة طهران، وأن قطر كما يطلق عليها «دولة مشكلة» تحاول تخطى وزنها الحقيقى بالمال.
فى حواره مع «الأهرام العربى» كشف جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى بواشنطن، عن أن الإدارة الأمريكية الحالية تعيش حالة تخبط فى الملف السورى، وأن الروس هم من يديرون الأجندة ويمسكون بزمام الأمور.. والأخطر من ذلك أنه حذر الدول العربية من التعامل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فهم بذلك يضعون البيض فى سلة واحدة، فالتحقيق فى فوزه بالرئاسة أضعفه، فضلا عن أنه لم يحرز أى تقدم ملموس على أرض الواقع وإلى تفاصيل الحوار.
كيف ترى إمكانية تحقيق حل الدولتين مع استمرار الاستيطان فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى ترامب؟
كنت أحب أن أكون متفائلا، لكننى لست كذلك، لست مقتنعا أننا سنصل إلى تحقيق حل الدولتين، لست مقتنعا أن إدارة ترامب ستحقق أى تقدم على الإطلاق فى إحداث أى تغير فى ظل الظروف الحالية، وذلك لعدة أسباب، أولها أن حكومة نيتانياهو ليست لديها الرغبة للتحرك للأمام ولا القدرة أيضا، وقد يتم تغير الحكومة، وهو ما سيعود بنا إلى وضع التسعينيات فى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، إن الظروف داخل إسرائيل ليست مواتية فى اتجاه السلام، حتى لو أراد نيتانياهو فقد يواجه مشاكل وربما حربا أهلية فى الضفة الغربية، إضافة إلى حالة الفوضى الموجودة فى العالم العربى وبين الفلسطينيين، كما أن السياسة فى أمريكا تغيرت، والإدارة الجمهورية الحالية ليست راغبة فى إعطاء امتيازات للعرب و الفلسطينيين،
هل يمكن التفاوض على حل دولة واحدة تضم الشعبين بدون تفرقة؟
أعتقد ذلك سيكون مخرجا منطقيا، ولكن هذا الحل لم يكن ملائما خلال سنوات عديدة مضت، وأنا لست معه لأنه يعنى أن يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال وفى ظل سياسة تفرقة عنصرية لمدة جيل أو اثنين آخرين على الأقل حتى يستطيعوا تغيير ذلك، وبالتالى سيستغرق الأمر سنوات للوصول إلى تحقيق دولة بدون تفرقة عنصرية.
كيف تقيم العلاقات المصرية الأمريكية فى ظل إدارة ترامب؟ مما لاشك فيه إن إدارة ترامب والبنتاجون يرون مصر طرفا مهما ويريدون استمرار العلاقات بشكل جيد.
ما رؤيتك للأزمة الحالية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى؟
قطر كانت دائما «دولة مشكلة»، فهى دولة صغيرة تحاول تخطى وزنها الحقيقي باستخدام المال، وتعزيز قضايا غير صحية فى المنطقة، وإعطاء اللجوء لأشخاص يسببون المشاكل، وبث أفكار خاصة عبر القنوات التليفزيونية تسبب عدم الاستقرار، وأعتقد أن السلوك القطرى لم يكن مفيدا على الإطلاق.
هل غيرت الإدارة الأمريكية من سياستها تجاه بقاء بشار الأسد فى الحكم فى سوريا؟
صراحة لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية تعرف حقيقة إلى أين تتجه، فمن الواضح حاليا أن الروس هم من يديرون الأجندة.
هل ترى تغيرا فى سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط خصوصا بعد زيارته للسعودية؟
لا أرى أن هناك بداية لسياسة شاملة، أرى الكثير من التكتيكات. ولا أعتقد أن ترامب يعرف ما سياساته المقبلة فى سوريا، فكلها سياسات تكتيكية فقط، وفيما يخص العراق فالكل سعيد بحدوث انتصارات على داعش، ولكن فى حقيقة الأمر فإن 900 ألف شخص تم تشريدهم، ويبدو أن وحدات الحشد الشعبى بدأت تأخذ زمام المبادرة، ونحن نرى الطائفية والمشاكل الناشئة ليس فقط مع المسيحيين، ولكن مع السنة أيضا في منطقة الموصل. لذلك لا أعتقد أننا قمنا بحل أي شيء بعد، ولست متأكدا إلى أين تسير الأمور.
هل يمكن أن تؤثر التحقيقات حول وحود تدخل روسي فى نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على مستقبل ترامب؟
ما أعلمه أن إدارة ترامب فى ورطة، وقد حذرت دول عربية تعمل مع إدارة ترامب بأن تكون حريصة على ألا تضع كل البيض فى سلة واحدة، ولا أعرف كم من الوقت سوف تستمر تلك الفضيحة قبل أن يتم توجيه تهم ضد أفراد فى الإدارة أو إلي الرئيس ترامب شخصيا.
هل تعتقد أن الرئيس الأمريكى ترامب قد لا يكمل مدة رئاسته؟
لا أعلم، ولكن التحقيقات قد أضعفته بالفعل بجانب أنه لم يحقق أى شىء يذكر فى فترة رئاسته لمدة 9 أشهر حتى الآن، الأمر الذى أدى لانخفاض شعبيته بشدة وهو ما سيؤثر على نتائج الانتخابات المقبلة للكونجرس فى 2018 لو استمر الانخفاض فى شعبيته، حيث سيحاول المرشحون من الحزب الجمهورى الابتعاد عن ترامب وعدم تأييد أجندته خوفا من تأثير ذلك على فرص فوزهم، فكل مرشح يعتقد أن مصلحة أمريكا القومية فى انتخابه، وسيعملون على أجندتهم الخاصة بدون أى رغبة فى تأييد الإدارة الحالية لأنهم يشعرون أنهم الأهم فى هذه المرحلة مما سيزيد من إضعاف إدارة ترامب، وهذا أمر يجب الانتباه له من جانب الدول العربية.