كشفت مصادر خليجية عن أن الزيارة التى سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو منتصف الشهر المقبل تكتسب أهمية بالغة لدى كل من روسيا والسعودية، حيث تتناول المباحثات التى سيجريها الجانبان أهمية كبرى لاقتحام ملفات ساخنة تتعرض لها منطقة الخليج العربى، والتى يعول الجانب السعودى على مواقف روسيا الحاسمة تجاه تلك المشاكل. ونقلت مصادر دبلوماسية فى الرياض أن العاهل السعودى سيلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى زيارة تكتسب أهمية دبلوماسية كبرى.
وأكدت المصادر ل«الأهرام العربى» أن قضية السلام فى منطقة الشرق الأوسط والوضع بين العرب وإسرائيل وإنجاح الجهود العربية والدولية لإقامة الدولة الفلسطينية بجانب إسرائيل، إضافة إلى تفعيل العلاقات الثنائية السعودية الروسية ودفعها للأمام فى المستقبل القريب، ستكون أبرز القضايا التى يناقشها الملك سلمان مع الرئيس بوتين.
ويجرى العمل على تحضير الزيارة على قدم وساق، وأن زيارة وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى الرياض من أجل الإعداد الجيد لإنجاح الزيارة، وتم التوصل إلى توافقات مبدئية، وتجرى مناقشة التفاصيل.
من جهته أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا، عبد الرحمن بن إبراهيم الرسى، أن الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، المرتقبة إلى روسيا ستكون زيارة تاريخية لتأسيس علاقات إستراتيجية بين البلدين.
وقال السفير السعودى فى تصريحات صحفية: إن الزيارة على هذا المستوى الرفيع تحتاج إلى تحضيرات كبيرة، خصوصا أنها الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين إلى روسيا، وستكون زيارة تاريخية لتأسيس علاقات إستراتيجية مع روسيا، وستفتح آفاقا واسعة ومجالات أرحب لتطوير التعاون الثنائى فى جميع المجالات.
على جانب آخر أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع العاهل السعودى، وأنهما اتفقا على أن يزور الملك سلمان البيت الأبيض أوائل العامل المقبل. وأوضحت مصادر أمريكية ل«الأهرام العربى» أن الزيارة سيكون على أولوياتها الحديث عن العلاقات مع إيران والمشاكل الموجودة فى العراق واليمن وسوريا وقطر والقضية الفلسطينية، وتوقعت أن يبحث العاهل السعودى مع ترامب كيفية حل الملف القطرى الذى يتوقع أن تستمر مشكلته بدون حل إثر العراقيل التى تعترض طريق حل تلك المشكلة الخليجية التى تهدد المصالح الأمريكية فى المنطقة.
وقالت المصادر، إن العلاقات مع إيران تستدعى أن تكون واشنطن على قدر تفهم مسئولية تفاقم الأوضاع أثر المطامع الإيرانية فى منطقة الخليج، إضافة إلى التحديات التى تصدرها طهران إلى واشنطن الخاصة بشأن الملف النووى.
من جهته قال الدكتور مختار الغباشى المحلل السياسى ونائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن زيارة الملك سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مطلع 2018 المقبل، تعتبر زيارة طبيعية بين دولتين صديقتين تربطهما مصالح مشتركة كثيرة.
وأضاف أن الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقة خاصة ومتميزة، حيث إن معظم أموال المملكة السعودية بالولاياتالمتحدة فهناك أكثر من 96 مليار دولار من السعودية داخل الخزانة الأمريكية.
وأوضح أنه بسبب تعميق العلاقات بين البلدين ستتم المباحثات بينهما فى جميع القضايا الإقليمية والدولية، حيث سيتطرق اللقاء إلى الحديث عن القضيتين السورية والعراقية والإرهاب بشكل عام وطرق مكافحته والاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.