تعيش الأقلية الكردية التى يقترب عددها من 25 مليون نسمة فى منطقة على حدود العراقوسورياوتركياوإيرانوأذربيجانوأرمينيا، وتاريخيا عاش الأكراد حياة قائمة على الرعي في سهول ما بين النهرين، وفي المناطق الجبلية المرتفعة الموجودة الآن في جنوب شرقي تركيا، وشمال شرقي سوريا، وشمال العراق، وشمال غربي إيران، وجنوب غرب أرمينيا. واليوم يشكلون مجموعة متميزة يجمعها العرق والثقافة واللغة، برغم عدم وجود لهجة موحدة، كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان 85 % يصنفون كمسلمين سنة ، وأكبر عدد للأكراد في تركيا، التي يقيم فيها نحو 14 مليون كردي، ويتركزون في شرق البلاد، يعيش في إيران نحو 6.5 مليون كردي، وفي العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردي، وفي سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي. أيضًا في الدول التي تقع على الحدود مع تركياوإيران تعيش بعض المجتمعات الكردية غير الصغيرة: ففي أرمينيا، أذربيجان وجورجيا يعيش نحو 200,000 كردي، بالإضافة اإلى أن هناك نحو 1.5مليون كردي هاجروا إلى دول أخرى، خصوصا في أوروبا، و في ألمانيا التي يقترب عدد الأكراد إلى نحو 800 ألف كردى.
أذرع عسكرية
البيشمركة - وهي الميليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى - هو «الذاهبون إلى الموت» في اللغة الكردية، كان للبيشمركة دور مهم في إلقاء القبض على عدوهم اللدود صدام حسين عام 2003، وأسهموا أيضا في الجهود الاستخباراتية للقبض على أسامة بن لادن.
صلاح الدين الايوبى
إنّ أحد أهم وأشهر الشخصيات الكردية التاريخية هو البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي صلاح الدين يوسف بن أيوب الذى كان ملكاً لمصر وسوريا في عام 1174، وهزم الصليبيين واسترد بيت المقدس.
بداية حلم الانفصال في مطلع القرن العشرين بدأ الكثير من الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم «كردستان»، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920 ، إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.
وعلى مدار السنوات الثمانين التي تلت سحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة ، وفي السنوات الأخيرة زاد تأثير الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل الحكم الذاتي في تركيا، ولعبوا دورا مهما في الصراعات في العراقوسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة داعش.
يمثل الأكراد نحو 15 أو 20 % من السكان العراقيين، وتاريخيا كان للأكراد العراقيين امتيازات مدنية مقارنة بالأكراد المقيمين في الدول المجاورة، وتعد مسألة أكراد العراق الأكثر جدلا وتعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى، وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي وديني وطائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية و إنهم لم يشعروا بالانتماء إلى العراق بحدوده الحالية.
وتبنى أكراد العراق موقفا تكتيكيا يقوم على الرفض العلنى لفكرة الانفصال مع العمل فى ذات الوقت على الانفصال عن العراق، وقد وجهت إلى مصطفى بارزاني اتهامات بالتعاون مع إسرائيل، وتحديداً جهاز مخابراتها »الموساد « وأن الحكومة الإسرائيلية قدمت له الدعم السخي لقاء إشغاله الجيش العراقي في عمليات ما يسمى ب (حركات الشمال)، حتى لا يتفرغ لمقاتلة الجيش الإسرائيلي، وإن إقامة أي كيان كردي ستكون في مصلحة إسرائيل. وكانت هناك علاقة قوية بين حركة البارزاني وإسرائيل من 1965 إلى 1975، ولكن هذه العلاقة وعلى لسان الزعيم الكردي مسعود بارزاني إحدى الهفوات التي ارتكبتها الحركة الكردية في مسيرتها التاريخية، حيث لم تجن منها غير نقد الإعلام العربي كلما أرادوا النيل من الكردى.
وثار الأكراد في شمال العراق ضد الحكم البريطاني في فترة الانتداب، لكنهم قمعوا، وفي عام 1946 أسس مصطفى بارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني كوسيلة سياسية للنضال من أجل الاستقلال في إقليم كردستان العراق.
حظر جوى يحقق حكما ذاتيا وفرضت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها منطقة حظر جوي على شمال العراق عام 1991، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي. واتفق الحزبان الكرديان على تقاسم السلطة، لكن الصراعات احتدمت، واشتعل صراع داخلي عام 1994، دام لأربع سنوات، لكن الحزبين تعاونا مع قوات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، التي أطاحت بصدام حسين، وشاركا في كل الحكومات التي شكلت منذ ذلك التاريخ، كما شاركا في التحالف الحاكم في الحكومة الإقليمية الكردستانية، التي شكلت عام 2005 لإدارة مناطق دهوك وإربيل والسليمانية.
بذور الأزمة عندما تكونت الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية تكونت العراق من ضم ثلاث ولايات عثمانية بعضها إلى بعض هي الموصل والبصرة وبغداد، ظلت ولاية الموصل تمثل مشكلتين أساسيتين داخل الدولة العراقية الجديدة، تتمثل الأولى في مطالبة تركيا بهذه الولاية على أساس أنها جزء لا يتجزأ من تركيا، والسبب الحقيقي لهذه المطالبة هو احتواء الولاية على مخزون نفطي كبير، وهو ما يعكسه وجود القوات التركية الآن فى معسكر بعشيقة شمال العراق والذى تسبب فى توتر كبير بين العراق وأردوغان، بينما تتمثل المشكلة الثانية في احتواء الولاية على مجموع المناطق الكردية العراقية الرئيسية، وهي السليمانية وأربيل ودهوك، حيث طالب الأكراد الساكنون في هذه المناطق بكيان مستقل أسوة بالدول الجديدة التي أنشئت في المنطقة.
وزرعت بريطانيا كعادتها بذور الاختلاف قبل جلائها، حيث عمدت عام 1918إلي تقسيم الموصل إلى أربع محافظات هي الموصل وأربيل والسليمانية وكركوك، ثم أضيفت محافظة دهوك إلى ذلك عام 1970، وفي الوقت الذي ضمت فيه كل من أربيل والسليمانية الغالبية العظمى من الأكراد، فإن كلا من الموصل وكركوك ضمت نسبة أخرى من الأكراد.
ثمة صراع متأصل بين الدولة التركية والأكراد، الذين يمثلون حوالي 15 أو 20 في المائة من السكان، وعلى مدار أجيال، عاملت السلطات التركية الأكراد معاملة قاسية، ونتيجة لحركات التمرد التي قامت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أعيد توطين الكثير من الأكراد، ومنع الكثير من الأسماء والأزياء الكردية، كما حظر استخدام اللغة الكردية، وأنكر وجود الهوية العرقية الكردية، وأشير للأكراد باسم »أتراك الجبال».
وفي عام 1978، أسس عبدالله أوجلان حزب العمال الكردستاني، الذي نادى بتأسيس دولة مستقلة في تركيا، ثم بدأ الحزب الصراع المسلح بعد ست سنوات من تأسيسه، ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 40 ألف شخص وأعيد توطين مئات الآلاف.
وفي تسعينيات القرن الماضي، تراجع حزب العمال الكردستاني عن مطلب الاستقلال، وطالب بالمزيد من الاستقلال الثقافي والسياسي، لكنه استمر في القتال. وفي عام 2012، بدأت محادثات السلام بين الحكومة التركية والحزب، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة سنة، وطلب من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التراجع إلى شمالي العراق، لكن الاشتباكات استمرت حتى الوقت الراهن.
وبعد أن استقرت الدولة العراقية ظهر ما يثبت أن العراق كانت الوحيدة من بين الدول التي يسكنها الأكراد تعترف بالوجود الكردي، ولم يمنع الأكراد من استخدام لغتهم ومن حقهم في التمسك بهويتهم القومية، في حين أن تركياوإيران كانتا قد أنكرتا على الأكراد كل شيء يثبت هويتهم الكردية المتميزة، لا بل إنهم منعوا حتى من ارتداء أزيائهم القومية التقليدية، وهكذا يمكن القول إنه لم يجر في العراق أي تمييز بين العرب والأكراد، بل إن الموالين للنظام الملكي العراقي من الأكراد وصلوا إلى أعلى المراتب الرسمية (رؤساء ووزراء ومديرين عامين)، في حين أن الأكراد المعارضين لهذا النظام تمتعوا بمراكز قيادية في الأحزاب العراقية المعارضة للملكية.
وبعد سقوط الملكية في العراق وإقامة الجمهورية في يوليو 1958 فتحت للأكراد آفاق جديدة من الحرية والتسامح، وبدأ القادة الأكراد يتحركون ويعملون بحرية غير مسبوقة وسمح للمهاجرين منهم بالعودة إلى العراق وعلى رأسهم الملا مصطفى البرزاني، كما بدءوا بإصدار الصحف والمجلات والمنشورات والقيام بمهرجانات ثقافية وسياسية حتى قبل إجازة حزبهم، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة البرزاني من قبل رئيس الوزراء آنذاك اللواء عبد الكريم قاسم عام 1960
يمثل الأكراد ما بين 7-10 % من تعداد السوريين، ويعيش معظمهم في دمشق وحلب، وفي ثلاث مناطق متفرقة حول عين العرب، وبلدة عفرين، وبلدة قامشلي، ولم تتأثر المناطق الكردية كثيرا بالصراع السوري في السنتين الأوليين. وتجنبت الأحزاب الكردية الكبرى اتخاذ أي موقف من أي من طرفي الصراع. وفي منتصف عام 2012، انسحبت القوات السورية من المناطق الكردية لتركز على قتال المتمردين في مناطق أخرى، ، وأعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي سيطرته، ووطد صلته بأحزاب كردية صغيرة ليكون المجلس الوطني الكردستاني.
داعش والأكراد
أسهم ظهور داعش فى تعزيز وضع الأكراد نتيجة لإضعاف الدولة المركزية فى العراقوسوريا، ففي منتصف عام 2013، توجهت أنظار داعش إلى ثلاث مناطق كردية متاخمة لحدوده في شمالي سوريا، وأطلق التنظيم هجمات متكررة، وظلت وحدات الحماية الشعبية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، تتصدى لهذه الهجمات حتى منتصف عام 2014.
وكانت نقطة التحول هي هجوم داعش في العراق واستيلاؤهم على مدينة الموصل شمالي العراق، وهزيمتهم لوحدات الجيش العراقي والاستيلاء على أسلحتهم ونقلها إلى سوريا. وأدى تقدم التنظيم في العراق إلى تورط الأكراد في الصراع، وأرسلت حكومة الإقليم شبه المستقل في منطقة كردستان قوات البيشمركة لقتال الدولة الإسلامية في المناطق التي تراجع منها الجيش العراقي.
وكانت الاشتباكات بين البيشمركة وتنظيم الدولة الإسلامية صغيرة، حتى كثف التنظيم من هجماته وانسحبت قوات البيشمركة بعد الهزيمة، فاستولى التنظيم على العديد من البلدات التي تسكنها أقليات دينية، من بينها سنجار التي كان يسكنها الآلاف من الإيزيديين.
وأطلقت الولاياتالمتحدة سلسلة من الهجمات الجوية على شمالي العراق، وأرسلت خبراء عسكريين، خوفا من حدوث مجزرة ضد الإيزيديين بعد انسحاب البيشمركة.