«نجم الجيل» يصنع حروبا إعلامية بين عمرو مصطفى وتامر حسنى.. و«معدى الناس» يصلح قمر على عمرو دياب منيرة المهدية تستخدم سلاح الشائعات لهز سمعة أم كلثوم.. و«شم النسيم» سر قطيعة العندليب للأطرش
تحولت ساحات التواصل الاجتماعى إلى ما يشبه الحرب بين أنصار الفنان عمرو دياب، ومحبى المطربة شيرين عبد الوهاب، هذه الحرب التى ما إن هدأت بعد اعتذار الأخيرة عما قالته فى حق الهضبة فى حفل زفاف كندة علوش وعمرو يوسف، عندما قالت «خلاص راحت عليه»، حتى أشعلتها شيرين مجددا منذ ما يقارب الأسبوعين عندما أساءت له وعلى الملأ من خلال مؤتمر صحفى لها على هامش مهرجان قرطاج فى تونس.
هدأت الأزمة لكنها لن تكون الأخيرة فى ملف خلافات الفنانين، فمن يفتح هذا الملف يدرك أن أزمات الفنانين عرض مستمر منذ عشرات السنين .
منذ نحو 100 سنة كان سيد درويش بطلا لخلافا مع الفنان نجيب الريحانى، كشف عنه نجيب فى لقاء إذاعى، ذكر فيه هذا اللقاء، أن صديقًا لهما جمعهما فى جلسة صلح، لكن النقاش اشتعل، وانقلب العتاب إلى شجار، وهُنا تركهم الشيخ سيّد واختفى، فاعتقد «الريحاني» أنه سيحضر شيئًا يضربه به، لكنّه أطفأ الأنوار، وصدر صوت عوده فى الظلام، وظل يعزف مدة نصف ساعة، وحين أُضيئت الأنوار، كانت الدموع على وجه «درويش» وهنا نزلت دموع «الريحاني» أيضًا، وقال له «حقّك عليَّ».
وهناك أيضا الخلاف الشهير بين سلطانة الطرب منيرة المهدية مع ظهور أم كلثوم حيث رأت منيرة أن أم كلثوم تهدد عرشها، فأخذت تدبر المكائد للحفاظ على مجدها، واستخدمت سلاح «الشائعات» والصحافة فى هز سمعة أم كلثوم، بل وصل الأمر إلى الخوض فى شرفها، بالادعاء بأنها تقدمت بشكوى لمحكمة السنبلاوين ضد أحد شباب قريتها، بتهمة الاغتصاب.
شرف ولا مقلب
ويأتى اسم عبد الحليم حافظ كواحد من أشهر الذين دخلوا فى خلافات مع أم كلثوم، نتيجة ما حدث فى إحدى الحفلات المقامة تخليدًا لذكرى ثورة يوليو، التى حضرها عبد الناصر عام 1964، حيث كان مقررا أن يغنى عبد الحليم بعد وصلة أم كلثوم، إلا أنها أطالت فى وصلتها إلى وقت متأخر من الليل، فبدأ عبد الحليم يفقد أعصابه فى الكواليس نتيجة تأخر ميعاد صعوده على المسرح وشعر بأن هناك اتفاقا بينها وبين عبد الوهاب على تأجيل ظهوره على المسرح بصورة جعلته يقول وملامح الغضب تسيطر عليه أمام الجميع»: إن أم كلثوم وعبد الوهاب أصرا أن أغنى فى هذا الموعد، وما عرفش إذا كان ده شرف لى والا مقلب»، وبسبب هذه الجملة حرم عبدالحليم من الغناء فى أعياد الثورة لمدة ثلاث سنوات، رفضت خلالها أم كلثوم كل مساعى عبدالحليم إلى الصلح، وظل الأمر كذلك حتى حفل خطبة ابنة السادات، والذى أقيم فى القناطر عام 1970، فقد كانت هناك رغبة ملحة لدى السادات أن يصالحهما، ففكر أن الحل الأمثل هو أن يلتقيا مصادفة، وعندما دخل عبدالحليم الحفل اقترب من أم كلثوم وقبل يدها، فقالت له: أنت عقلت والا لسه؟! لينتهى الخصام.
يأتى بعد ذلك خلاف عبد الحليم مع فريد الأطرش، الذى بدأ فى ليلة عيد شم النسيم فى 1970، فقبل ذلك التاريخ كان فريد قد غادر مصر، واستقر فى بيروت منذ 1966 وطيلة غيابه انفرد عبد الحليم بإحياء ليلة عيد شم النسيم التى احتكر فريد الغناء فيها لمدة 25 سنة، فجأة عاد فريد إلى القاهرة ليغنى فى ليلة شم النسيم بعد غياب طويل، فاعتبر عبد الحليم إحياءه ليلة شم النسيم طيلة مدة غياب فريد عن مصر حقا مكتسبا ، بينما فريد كان يراها حفلته التى احتكرها لأكثر من 25 سنة، وأصر كل منهما على الغناء فى نفس الليلة ولعبت الصحافة الفنية وأنصار الطرفين دورا كبيرا فى تأجيج الصراع، وانقسمت مصر نصفين بين مشجعى حليم وفريد الأطرش.
لكن عبد الناصر وقف فى صف الأطرش، وظهر ذلك عندما التقى عبد الحليم فى حفلة زفاف ابنة عبد اللطيف البغدادى عضو مجلس قيادة الثورة، حيث سأله عبد الناصر: مزعل فريد ليه يا عبد الحليم، فقال: يا ريس.. فريد، وقبل أن يكمل كلامه، قاطعه الرئيس عبد الناصر: الأستاذ فريد. ولم يضف عبد الحليم كلمة لكن عبد الناصر أردف بأنه أمر أن يذيع التليفزيون والبرنامج العام حفلة الأستاذ فريد، وسوف يسجل التليفزيون حفلة عبد الحليم ويذيعها صوت العرب على الهواء ثم تذاع حفلته فى التليفزيون فى اليوم التالي، وفى يوم الحفلة أنعم الرئيس جمال عبد الناصر على فريد بقلادة النيل، هذه الواقعة ألهبت الصراع بين الفنانين، إلى أن تمت المصالحة بينهما فى أحد البرامج التليفزيونية.
لعب سياسة
السياسة لعبت دورا كبيرا فى حدوث بعض هذه الخلافات، منها ما حدث بين خالد يوسف وغادة عبد الرازق والذى وصل إلى حد تبادل الاتهامات والشتائم، حيث كانت غادة تؤيد الرئيس الأسبق مبارك بينما يوسف يشارك ضده فى 25 يناير، فاتهمته غادة بالخيانة ونشر الفتنة وإثارة الفوضى، بينما أكد يوسف بأنه لن يتعامل معها باعتبارها من الفنانين الذين استخدمهم النظام السابق لاستعداء الشعب على ثوار 25 يناير وأن ذلك جريمة كبرى .
أيضا حدث خلاف بين مصطفى كامل نقيب الموسيقيين الأسبق، وسما المصرى بسبب ترشيح سما نفسها للانتخابات البرلمانية وإعلانه بأنها لا تصلح أن تكون نائبة للشعب، فلم يعجب ذلك سما وبدأت الخناقات تتصاعد من خلال البرامج التليفزيونية.
وهناك خلافات جاءت أثناء المشاركة فى بعض الأعمال الفنية وفى مقدمتها ما حدث بين أنغام وداليا البحيرى، عندما اشتركا معا فى بطولة مسلسل «فى غمضة عين»، وجاءت الأزمة بسبب رغبة كل منهما أن يكتب اسمها الأول فى التتر، حيث رأت أنغام أنها بطلة العمل، فى حين رأت داليا أن نجوميتها فى التمثيل والتليفزيون تجعلها الأحق.
وكان مسلسل «فريسكا» السبب فى الخلاف بين آثار الحكيم ودينا عام 2003، عندما نشبت أزمة عنيفة بينهما أثناء التصوير بسبب اعتراض آثار على الملابس الساخنة التى ترتديها «دينا» أثناء التصوير، وتجدد الخلاف مرة أخرى فى عام 2014، حين دعت «آثار» لاتخاذ موقف من برنامج «الراقصة»، الذى تُشارك فى عضوية لجنة تحكيمه دينا، مطالبة بعدم عرض البرنامج.
نجم الجيل
وكان للغيرة دورها كذلك فى إشعال الخلافات بين الفنانات مثلما حدث بين نجمتى لبنان هيفاء وهبى وإليسا، حيث صرحت هيفاء بأن إليسا تغار منها، فى حين ردت إليسا، بأن هيفاء لا تملك موهبة. أيضا كانت الغيرة سببا فى الخلاف بين هيفاء وشقيقتها رولا، عندما كشفت الشقيقة الصغرى فى برنامج «مع مازن» عبر الشاشة الأردنية أن أبرز أسباب اشتعال الخلافات بينها وأختها هى الغيرة. ومن الخلافات التى ظلت لعدة سنوات ولكنها انتهت أخيرا، خلاف عمرو دياب مع أيمن بهجت قمر، حيث بدأت القصة عام 2009 حينما كان قمر يطالب عمرو بالتدخل لدى شركة «روتانا» المنتجة لأعماله من أجل حفظ حقوقهم كمؤلفين وملحنين، وهو ما لم يفعله عمرو، فاحتدم الخلاف الذى وصل ذروته عام 2012، عندما أصدر عمرو دياب بياناً أكد فيه استبعاده لأيمن بهجت قمر من العمل فى ألبومه، لكن أخيرا ومع اقتراب صدور ألبوم عمرو دياب الجديد « معدى الناس » خرج أيمن ليعتذر لعمرو من خلال حسابه على الفيس بوك ويهنئه على ألبومه الجديد، طالبا فتح صفحة جديدة، فى حين لا يزال خلاف عمرو مصطفى مع تامر حسنى قائما ومنذ سنوات، والذى بدأ مع التصريحات الصحفية التى خرجت من عمرو، يؤكد فيها أن تامر يلقب نفسه بألقاب لا يستحقها مثل «نجم الجيل» مما جعل الهوة تتسع بينهما .
أيضا كان يعد الخلاف بين نادية الجندى ونبيلة عبيد من أشهر الخلافات التى استمرت لسنوات، من خلال الحروب الكلامية بينهما، حيث كانت كل منهما تتهم الأخرى بالسعى لإيذائها فنياً، لكن الأزمة انتهت بعدما ذهبت نبيلة عبيد لعزاء والدة نادية الجندي.
فى المحاكم
بعض هذه الخلافات لم يقتصر فقط على الخصام والتباعد والتراشق بالتصريحات بل وصل إلى المحاكم ومن أشهرها خلاف الفنان أحمد عز مع الفنانة زينة، الذى وصل إلى المحاكم بسبب قضية نسب توأميها له، بعد ما قالته بأنهما تزوجا عرفيا وهو ما أنكره عز، وبعد سنوات صراع فى المحاكم خرج الحكم بنسب التوأمين لعز.
أيضا كانت الخلافات بين الملحن حلمى بكر، والمطربة لطيفة قد وصلت إلى ساحات القضاء، بعد أن أعرب عن استيائه الشديد من التصريحات التى أدلت بها المطربة التونسية قائلة: «احترم نفسك يا حلمى يا بكر»، وكذلك خلاف رانيا يوسف مع طليقها المنتج محمد مختار من خلال قضية نفقة تطالبه فيها بالإنفاق على نجلتيه منها.
ملف الخلافات يضم أوراقا كثيرة يصعب حصرها بصورة تكاد تشمل أغلب الفنانين، كلها تؤكد أن هذا الملف سيظل مفتوحا ولن يغلق أبدأ، وإذا كان بيرم التونسى قال فى يوم ما « يا أهل المغنى دماغنا وجعنا .. دقيقة سكوت لله» فإن أهل الفن كذلك لن يكفوا عن الخلافات بصورة تجعلنا نقول لهم « ساعة سكوت لله» .