برغم الظروف الصعبة والتوقيت وعدم اعتراف الاتحاد الدولى بالبطولة، فإن الاتحاد العربى لكرة القدم بذل جهدًا كبيرًا لنجاح بطولة الأندية العربية التى تستضيفها القاهرة خلال الفترة من 22 يوليو حتى 5 أغسطس. سعيد بن جمعان الغامدى، أمين عام الاتحاد العربى لكرة القدم، أكد فى حواره ل"الأهرام العربي" أن الاتحاد العربى بالإجماع فخور وراض بالبطولة وبجميع أحداثها، مشيرًا إلى أنها ستكون البداية الحقيقة لعودة البطولة بشكل منتظم، إن الأهلى المصرى أنقذ البطولة من الانهيار فى أهم مراحلها.
فى البداية حدثنا عن سر عودة البطولة العربية من جديد.. بعد توقف دام 5 سنوات؟ عودة البطولة للأضواء من جديد، جاء تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بتشجيع الرياضة، والتعاون العربى المشترك، لذلك بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة من أجل إحياء البطولة العربية لكرة القدم من جديد.
هل "الاتحاد العربي" راضى عن المستوى التنظيمى للبطولة؟
الاتحاد العربى بالإجماع فخور وراضي، بالبطولة وبجميع أحداثها، فنحن من البداية نسعى لإخراج بطولة مشرفة لكل العرب، لذلك نشكر كل من أسهم فى خروج الحدث بهذا الشكل المحترم، بداية من الحكومة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى حرص على متابعة الحدث والاهتمام بنجاحه فى هذه الفترة الحساسة فى تاريخ الأمة، وكذلك الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى قدم جهدًا كبيرًا وتسهيلات رائعة، والجهات الأمنية التى بذلت قصارى جهدها، لتوفير سبل الأمن، فنحن نعلم من البداية أن تنظيم مصر للحدث، أولى خطوات النجاح، لما تملكه "أم الدنيا" من مقومات لنجاح الحدث على جميع المستويات، فهى بلد الأمن والأمان، وكرم الضيافة من قبل شعبها المضياف والعاشق لكرة القدم.
وماذا عن المردود الفنى للفرق التى شاركت فى البطولة؟ جميع فرق البطولة قدمت مردودا فنيا كبيرا، فالمنافسات فى دور المجموعات كانت رائعة ومتقاربة، فمن منا كان يتوقع ما حدث فى المجموعة الثانية وخروج فريقى الزمالك والنصر السعودى من دور التمهيدى من الجولة الثانية، وأن فارق الأهداف هو ما حسم بطاقة التأهل لصالح الفتح المغربى على حساب العهد اللبناني، وكذلك الأحداث الدرامية فى المجموعة الأولى وصعود فريق الأهلى بهدف فى الوقت بدل الضائع ليخطف بطاقة أحسن ثان فى المجموعات الثلاث، كلها أحداث تؤكد اهتمام جميع الفرق المشاركة، لحصد اللقب وتقدم مردودا فنيا كبيرا، وهذا الاهتمام ظهر فى حماسة الفرق فى الوصول المبكر، كما فعلت غالبية الفرق العربية التى حضرت مبكرًا للتأقلم على الأجواء فى مصر.
هل ترى أن المقابل المادى سبب ظهور بعض الفرق بهذا الشكل المفاجئ؟
"الحافز" فى أى عمل سواءً فى الرياضة أم غيرها مهم جدا، وجميع بطولات العالم أصبحت تتعامل من هذا المنطلق، وهو الفوز بمقابل مادى كبير فى حالة التتويج، وكل دور لها قيمة مالية، فنحن لم نبتدع شيئًا جديدًا، أو نفعل أمرا حديثا، فى مجال كرة القدم، فهل عندما يفوز الأهلى المصرى ببطولة إفريقيا، لم يحصل على مقابل مادى كبير، وكذلك المنتخب المصري، فى بطولة أمم إفريقيا، وأى فريق عربى يشارك فى بطولة قارية؟
بمناسبة ذكر "الأهلي" هل ترى أن نجاح الفريق فى الصعود لنصف النهائى حافظ على نجاح الحدث؟
فى جميع بطولات العالم بداية من كأس العالم أو أى بطولة قارية تخص الأندية أو المنتخبات، عندما يخرج الفريق المنظم، تفقد البطولة الكثير من متعتها، خصوصًا عندما يكون هذا المنتخب أو الفريق، بحجم النادى الأهلي، فعندما خرج الزمالك من البطولة، بكل تأكيد فقدت البطولة جزءا كبيرا من الجماهير، العريضة التى كانت تحضر للقلعة البيضاء، فكان من الصعب، أن يخرج الأهلى هو الآخر، لذلك لا أخشى أن أقول لكم إن الأهلى أنقذ هذه النسخة من الانهيار الجزئى فى أهم مراحلها.
الأخطاء التحكيمية فى البطولة كثيرة.. فما تعليقك على ذلك؟ لن أبرر أخطاء التحكيم، ولكن توجد فى البطولة لجنة حكم برئاسة وديع الجرئ، وهى لجنة لها جميع الصلاحيات فى معاقبة الحكام، واستبعادهم إن لزم الأمر، وأعتقد أن أحدًا لم يعقب على قرارات اللجنة بشأن استبعاد بعض الحكام، وهذا أمر إيجابى ويحسب للجنة.
التوقيت الزمنى الذى نظمت فيه البطولة هو أيضًا تعرض لانتقادات كثيرة.. فما ردك على ذلك؟ تم ترتيب موعد البطولة بحيث يكون بعيدا عن المنافسات الآسيوية والإفريقية، إذا ما وقفنا على أجندة المنافسات المتنوعة التى تنظم فى كل أرجاء العالم، سنجد أن هذا التوقيت يبقى الأفضل لتنظيم منافسة البطولة العربية، أجندة كرة القدم بمختلف منافساتها القارية سواء على مستوى المنتخبات أم الأندية أصبحت مزدحمة ومن الصعب إيجاد فترة زمنية ملائمة، خصوصا أن البطولة العربية غير معترف بها من طرف الاتحاد الدولى لكرة القدم.
غالبا ما تشهد البطولات العربية العديد من التوقفات، فهل من الممكن أن تتوقف من جديد، أم ستكون النسخة الحالية، انطلاقة جديدة لعهد جديد دون توقف؟ تعثر البطولات العربية فى الماضي، كان سببه أزمة الرعاة، وهذا أمر غاية فى الصعوبة، ولكن كلها أمور سنتغلب عليها فى المستقبل، لإقامة البطولة بشكل منتظم، وهذا الأمر لم يكن فقط، طموح الأمير تركى بن خالد، رئيس الاتحاد العربى لكرة القدم، فهو يسعى لإعادة قوة الصوت العربى قويًا وموحدًا، على كل الأصعدة، من خلال حل الكثير من المشكلات التى تعانى منها الاتحادات الرياضية والتى تأثرت بشكل أو بآخر بالتطورات السياسية على الساحة منذ عام 2011، أنه سيبذل كل الجهود الممكنة فى هذا الجانب، وأن الجميع يسعى لتحقيق هذا الهدف، وهو توحيد الصوت العربى ليكون أكثر فاعلية فى الاستحقاقات الرياضية المقبلة، وستكون البطولة العربية فرصة لتحقيق هذا الهدف، فالمنافسة العربية لها مكانتها والمسئولون يبذلون جهودًا كبيرة من أجل أن تصل الكرة العربية إلى المستوى المطلوب.
وما سبب تغيير اسم البطولة من دورى أبطال العرب إلى البطولة العربية؟
هى مسابقة أيضا عادت إلى الوجود بعد أن سجلت سنة 2009 آخر نسخة لهذه المنافسة، لقد تغيرت شكلا ومضمونا، لم تعد تسمى بمسابقة دورى أبطال العرب، لأن أبطال البطولات العربية لا تشارك فى هذه المنافسة، كما تغيرت على مستوى توزيع الأندية، حيث وُزعت فى الدور الأول إلى منطقتى إفريقيا وآسيا وأضفنا أيضا بطولة مصغرة بين فرق جيبوتى وجزر القمر والصومال لاختيار فريق سيدخل المنافسة من الدور الأول.