المراكز الحكومية لا يوجد فيها مكان..ونقص فى أدوية علاجات نفقة الدولة على بعد قرابة 60 كيلو مترا من القاهرة، كنا فى منطقة منشأة القناطر، حيث انتشر مرض الفشل الكلوى بعدد من القرى هناك؛ مادفع الأهالى لإنشاء مراكز غسيل خاصة للكلى لاستيعاب المرضى الذين لا يجدون سريرا فى مراكز الغسيل الحكومية. أسامة محمد يقول، إن السبب فى تفشى أمراض الكلى فى منطقتنا عدم وجود مياه شرب صحية، فنحن نشرب من المياه الجوفية، وهناك عدد من الجمعيات أقامت محطات مياه ارتوازية (بها مجموعة من الفلاتر) تسحب مياهها من الأرض وتقوم بتحليتها ومن ثم يشرب منها الأهالي، وهذه المياه هى السبب الرئيسى لأنه على بعد أمتار منها فرع مجرى الصرف الصحي، وبلا شك تتسرب مياهها إلى طبقات الأرض، وتختلط بالمياه الجوفية التى نشرب منا. بسؤال أحد المتخصصين أخبرنا، أن مواسير المياه الارتوازية يجب ألا تقل عن 70 مترا، وإلا فستكون مثقلة بالبكتيريا والطفيليات وعناصر سامة، تسبب عددا من الأمراض كالفشل الكلوى والتهاب الكبد الوبائى أو ظهور حالات تسمم كما حدث من قبل. بداية تقول إحدى السيدات بمنشأة القناطر وتدعى منى: أصيبت ابنتى بالفشل الكلوي، وكنت أحمل ابنتى فى الساعات الأولى من الصباح مرتين كل أسبوع عبر رحلة طويلة وشاقة إلى قصر العيني، حيث وحدة الغسيل الكلوي، ولا أعود إلا فى الثامنة ليلا، حتى أنشأ أهالى القرية بالجهود الذاتية مركزا خاصا وخيريا للغسيل الكلوي، حيث أصبح الفشل الكلوى فى قريتنا أمرا طبيعيا، وكان مريض الفشل الكلوى بمركزنا ليس أمامه إلا مستشفى الحميات بإمبابة، وهناك أعداد مهولة ولا يمكنهم الحصول على سرير فى وحدة الغسيل، ونحن لانطلب إلا شربة مياه نظيفة وجرعة دواء صالحة وسيارة إسعاف، حيث تعانى المنطقة من عدم وجود سيارات إسعاف. محمود مريض بالكلى يقول، لا أحد يهتم بنا مثل مرضى الأورام والكبد وكأن المرض فيه وجاهة وميزة، علما بأننا مكتوفو الأيدى أمام هذا المرض الذى يفتك بنا، فمن ناحية العلاج الجذرى هو زرع الكلى، وهذا صعب جدا ومكلف، ومن ناحية أخرى الغسيل هو ما تبقى لك فى هذه الحياة المؤلمة، وأبسط حق أن نعيش ما تبقى لنا بشكل آدمى وأن توفر لنا الدولة العلاج الآمن والفاعل. فؤاد يقول، أعانى من الفشل الكلوى منذ 3 سنوات، ومنذ قرابة شهرين لا أجد أصنافا كثيرة من الأدوية فى المستشفى رغم وجود تذاكر الصرف الخاصة بي، يخبروننى أن الدواء لم يأت واذهب واشتريه من الخارج، والمشكلة أننى أصبحت غير قادر على العمل، وأسعار الدواء تضاعفت جدا، فلك أن تتخيل دواء للضغط يسمى “ميدودرين”ارتفع من2 جنيه إلى 7 جنيهات وأحتاج فى الشهر من 20 إلى 30 علبة، وهناك مضادات حيوية ارتفعت من 30 إلى 80 جنيها وهى ضرورية لمنع العدوى. سهام مريضة بالكلى تقول، تجاوزت الستين من العمر، ولم أعد أحتمل “بهدلة” مراكز الغسيل، فكل مرة يقولون هناك نقص فى كذا أو كذا وعليك شراؤه من الخارج وإلا لم يتم الغسيل، وأنا أتقاضى معاشا شهريا لزوجى لا يتجاوز 1000 جنيه، فمن جهة أقوم بشراء أدوية للضغط من الخارج حيث لا توجد فى صيدليات المستشفى، ومن جهة يريدوننى أن أنفق على جلسة الغسيل ولا يمكننى ذلك، وهم أيضا يجيبوننى وماذا نفعل هناك نقص فى العلاجات اللازمة للغسيل الدموي. سعيد عبد الظاهر موظف حكومى يقول، لا نجد أى رعاية واهتمام رغم أننا نقدر ظروف البلد، لكن نحن نطالب بالأشياء الضرورية للحياة، فنحن نشرب المياه الجوفية، والجمعيات الشرعية والأهالى هى من أنشأت محطات مياه تسمى”كومبكت” تقوم السيدات والأهالى بملء المياه يوميا منها وبها من المخاطر ما الله به عليم. وارتفعت نسبة الإصابة بالفشل الكلوي، ونحن نعانى، ويكفى أن مراكز غسيل الكلى الخاصة انتشرت فى المنطقة، فهناك مركز غسيل فى قريتنا وآخر فى قرية نكلا وغيره فى قرية المنصورية وكلها بالجهود الذاتية ودعم الجمعيات الشرعية، ونحن نتمنى أن توفر لنا الدولة شربة ماء صحية وآمنة بدلا من انتشار الكبد والفشل الكلوى بسبب المياه الملوثة. وتكمن المشكلة الأخطر فى الرى حيث يعتمد الأهالى فى رى أراضيهم على المياه الارتوازية وهى مالحة جدا فى الغالب، ولا تصلح لرى الخضراوات والقمح والذرة، والمحاصيل تكون ملوثة ومضرة جدا لنا، ولمن يأكل منها، وهناك البعض يلجأ للرى من مياه الصرف الصحى وتلك الكارثة، حيث يأكل الأهالى وعدد كبير من المواطنين الذين تباع لهم هذه المحاصيل، وهى محاصيل ملوثة وتسبب الأمراض المزمنة. على مريض بالكلى، يقول: علمت من الطبيب أن حالة الكلى عندى غير جيدة، وأخبرنى أننى أعانى من الأنيميا وفقر الدم، وأحتاج إلى علاج شهري، لكن المشكلة أن صدور قرارات علاج نفقة الدولة أصبحت صعبة، بل بالواسطة، وأنا عامل نظافة بسيط، لذا أطلب أن تكون هناك طريقة سهلة وبسيطة لكى تراعى الدولة المحتاجين لدعم العلاج وغير القادرين على شراء الدواء من الخارج، خصوصاً أن سعر الدواء ارتفع مرتين أو ثلاثا وعلبة الدواء التى كانت ب 20 جنيها أصبحت بأكثر من 40 جنيها وأدوية المعدة ارتفعت من 30 جنيها إلى 70 جنيها.