مفهوم الخلافة الإسلامية تعرض للتشويه والابتذال حتى أضحى سيئ السمعة تنظيم داعش الإرهابى مجموعة بغاة ساديون هتكوا الأعراض وقتلوا الأنفس الجهاد والقتال لا يكونا إلا تحت راية وأعين الدولة وبتقدير من ولى الأمر العبرة فى اختيار نظام حكم دون غيره هو تحقيق المصلحة العليا للبلاد والعباد القاهرة تفخر بوجود أول تجمع لدور الإفتاء حول العالم.. وتجديد الخطاب الدينى وفقا لمتطلبات العصر المراكز الإسلامية تعمل على النيل من ريادة مصر.. والمتشددون يسيطرون عليها الخلافة قضية شرعية لها ضوابطها وليست مزحة يدعيها أحد القيادات الدينية الوسطية أصبحت مطالبة بتصحيح صورة الإسلام أكثر من أى وقت مضى فكر يوسف زيدان الإسلامى لا يؤهله لفهم الآيات ويردد شبهات أثارها المستشرقون الطلاق مشكلة كبيرة تحتاج تكاتف كل الجهات.. ووضعنا حلولا للحد من انتشاره الإعلام الغربى لن يغير الصورة السلبية عن الإسلام بين ليلة وضحاها فوضى الفتاوى سببها الذين تصدروا المشهد وهم ليسوا من أهلها فى حوار خاص مع الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، يفتح الملفات الشائكة، ويقتحم الألغام الفقهية، ويحسم الاجتهادات الجدلية، ويقترب من القضايا التى لم يستطع أحد الاقتراب منها. تحدث عن مفهوم الخلافة الإسلامية، وكشف حقيقة التنظيمات وموقف الإعلام الغربى من الإسلام، واقترب بقوة من ملف فوضى الفتاوى والموقف الحقيقى من قضية الطلاق. وأكد فى حواره أن المتشددين يسيطرون على المراكز الإسلامية والجاليات المسلمة فى الخارج. ونوه إلى أن دار الإفتاء تتواصل مع شباب العالم بأكثر من عشر لغات عبر مواقعها وغيرها من طرق التواصل. وكذا تحاول دار الإفتاء تحسين فهم الإعلام الأمريكى لقضايا الإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم. وشدد قائلا: تنظيم داعش الإرهابى ليس دولة وليس إسلاميا بل مجموعة من البغاة الساديين. وأكد أن من يقولون إن المسجد الأقصى فى فلسطين ليس هو المذكور فى القرآن. أقول لهم: أسأتم فهم اللغة والقرآن. كما صرح فضيلته أن تجديد الخطاب الدينى يتمثل فى إضافة عصرية جديدة لا تأتى على القديم بالهدم أو البطلان. وإلى نص الحوار: بداية هل هناك تنسيق بين دار الإفتاء المصرية ودور الإفتاء بالبلاد العربية والإسلامية؟ وما أبرز النقاط التى يتم التنسيق فيها بينكم.. إذا كان هناك مثل هذا التواصل؟ بالطبع هناك تنسيق وهو ما أسفر عن كيان عالمى جديد أطلقناه العام قبل الماضى والمتمثل فى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وهو أول تجمع لدور وهيئات الإفتاء حول العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، وتم تدشينها بحضور كبار المفتين حول العالم الممثلين عن دور الإفتاء فى بلادهم. ويرتكز عمل الأمانة على التشاور بين الأئمة والمفتين من خلال آليات خاصة، مع اهتمامها بتدريب مفتين مؤهلين لصناعة الفتوى، والتى تحتاج إلى إمكانات ستوفرها الأمانة العامة والتى تضم مفتين وعلماء من أكثر من 20 دولة حول العالم. وبالتأكيد سيكون لذلك أثر إيجابى كبير على صناعة الفتوى والقضاء على الفوضى فيها، لأن ضمن مهام الأمانة أيضًا وضع معايير لوظيفة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى. من ضمن آليات هذه الكيان عقد مؤتمر علمى سنوى لمناقشة القضايا المستجدة، وإنشاء مركز للتدريب على صناعة الفتوى، وإرسال قوافل إفتائية للخارج لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وإنشاء موقع إلكترونى بعشر لغات لنشر رسالة هذا الكيان إلى العالم أجمع. ألا توجد جهود مؤسسية بتوعية المسلمين فى تلك البلدان بدلاً من اقتصار رد الفعل على بيان داخلى وباللغة العربية فقط؟ بالطبع هناك الكثير من الجهود والتى نعمل على زيادتها باستمرار، وقد كنا حريصين خلال المؤتمر الأخير الذى نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم أن نمد جسور التعاون مع الجاليات المسلمة فى الخارج، لذا كان موضوع المؤتمر حول "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة مساجد الأقليات المسلمة فى الخارج. فقد لاحظت دار الإفتاء المصرية أن أغلب المراكز الإسلامية فى البلاد التى يوجد بها جاليات مسلمة فى الخارج يسيطر عليها المتشددون والمنتمون لتيار الإسلام السياسى الذين يعملون بخطط منظمة للنيل من ريادة ومكانة الدولة المصرية خصوصا فى الجانب الديني، وهذا الخطر لا يصحُّ تركه بدون مواجهة فاعلة تستعيد الريادة المصرية العالمية فى المجال الدينى والإفتائى، خصوصا أن الماضى القريب يشهد بأن هذه المراكز كانت تدين بالتبعية للدولة المصرية فى منتصف القرن الماضي. فالأمر لا يقتصر على مجرد إصدار بيانات فقط، على الرغم من أن هذه البيانات يتم ترجمتها لأكثر من لغة، ولكن هناك أيضًا جولات خارجية يقوم بها علماء الدار لدول أوروبا تفعيلاً لدبلوماسية القوة الناعمة المصرية للعالم. أليس من الواجب التنسيق مع كل البلاد الإسلامية لمواجهة تلك الحركات الشاذة خصوصًا أنها بدأت فى أمريكا فى ولاية كاليفورنيا منذ 15 عامًا وما زالت، وإمام المسجد هناك أستاذة جامعية اسمها أمينة ودود؟ نحاول أن نقوم بتنسيق تلك الجهود وكذلك التواصل مع المراكز الإسلامية والجاليات المسلمة فى جميع أنحاء العالم وبوسائل عدة، ومنها الجولات الخارجية التى نقوم بها ونزور فيها المراكز الإسلامية والجامعات، حيث نلقى محاضرات هناك يحضرها عدد كبير من شباب المسلمين وغير المسلمين بهدف التوعية، فضلًا عن مواقع التواصل الاجتماعى والموقع الرسمى للدار الذى يبث ويستقبل الأسئلة بأكثر من 10 لغات، وغيرها من طرق التواصل. ألا يمكن أن تتبنى الدول المسلمة الغنية خطة «إعلامية شاملة» لتبصير المسلمين الجدد بالدول الغربية؟ نحاول فى دار الإفتاء تحسين فهم الإعلام الأمريكى لقضايا الإسلام والمسلمين، وتصحيح المعتقدات الخاطئة وتغيير الصور النمطية السلبية، وذلك عبر التواصل مع وسائل الإعلام الغربية المختلفة وعقد لقاءات صحفية وتليفزيونية خلال الجولات التى نقوم بها، وكذلك التنسيق مع قادة الرأى لعرض الحقائق عن الإسلام والمسلمين. كما أن القيادات الدينية الوسطية فى العالمين الإسلامى والغربى، أصبحت مطالبة أكثر من أى وقت مضى أن تؤدى دوراً فاعلاً فى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى وسائل الإعلام الغربية، ليس فقط فيما يتعلق بمواجهة التغطية السلبية للإسلام وإنما فى تنفيذ الإستراتيجيات الإعلامية اللازمة لمواجهة حالات التشويه والتشويش للقضايا المتصلة بالإسلام والمسلمين. والإعلام الغربى لن يغير من تعامله مع هذه الصورة السلبية بين ليلة وضحاها، فالمسألة ليست بسيطة لأنها مرتبطة فى الأصل بخلفيات تاريخية قد تكون مرتبطة بتاريخ الحروب الصليبية، وقد تكون مرتبطة بأسباب عرقية أو دينية، أو سياسية، كما نؤكد أهمية التواصل المستمر مع الآلة الإعلامية الغربية فى وضع الأمور فى نصابها فيما يتصل بالنظرة المشوهة للعرب والمسلمين. فى الحديث «تتفرق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، كلها فى النار إلا واحدة ما أنا عليه وأصحابى».. هل المقصود بالفرق «المتفرقة» السنة بكل طوائفها ومسمياتها من سلفية وجماعات إسلامية وبيت نصرة وتكفير وهجرة وإخوان مسلمين أم الصوفية بفرقها المتعددة أم الشيعة بتعدد مشاربها وأسمائها؟ عبارة «أهل السنة والجماعة» مركب لفظى نحتاج لفهم معناها معرفة معنى كل مفردة على حدة، ومعنى المركب مجتمعًا، ولابد من التعرف على هذه المعانى فى اللغة والاصطلاح. وعلماء العقيدة يطلقون السنة على هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى الاعتقاد، وما كان عليه من العلم والعمل والهدى. بل يتسع مدلولها إلى ما كان عليه الخلفاء الراشدون. قال ابن رجب الحنبلي: «السنة: هى الطريقة المسلوكة؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هى السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديماً لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، وروى معنى ذلك عن الحسن البصرى والأوزاعى والفضيل بن عياض، ويخص كثيرا من العلماء المتأخرين اسم السنة بما يتعلق بالاعتقاد». أما الجماعة: فقد ورد فى القرآن الكريم الحث على الاجتماع وعدم الفرقة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} آل عمران:103، وقال سبحانه:{أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}الشورى:13. قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} عمران:105. فالجماعة هم من اجتمعوا على الحق الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وما علامات الفرقة الناجية التى يشير إليه الحديث.. فكل ما سبق من فرق يزعمون أنهم «ما أنا عليه وأصحابي» أى الفرقة الناجية؟ بعد انقضاء العهد النبوي، وفى نهاية عهد الخلفاء الراشدين بدأت الانقسامات المذهبية بين الجماعة المسلمة، وربما لدواع سياسية ظهرت فرقة الخوارج، ومن بعدها الشيعة، وظهرت النواصب وهذه الفرق كلها بدأت فى الظهور والتكوين بسبب ما حدث من خلافات فى نهاية عهد الإمام على رضى الله عنه. ثم بعد ذلك ظهرت المعتزلة، ومال بعض حكام بنى العباس لما ذهبت إليه المعتزلة، وثبت الإمام أحمد ينافح على ما كان عليه الأمر الأول، ولذا لقب بإمام أهل السنة والجماعة لجهاده وصبره فى تلك المحنة التى تدخل فيها السلطان ولم تقتصر على المناظرات العلمية. ثم ظهرت فرق الكرامية ونسبت نفسها للإمام أحمد رضى الله عنه، وبدأت فرق التجسيم فى الظهور، إعمالًا لظواهر بعض النصوص الواردة فى القرآن الكريم. ولا شك أن كل فرقة من هذه الفرق لم تصرح بأنها تخالف ما عليه النبى صلى الله عليه والصحابة من الاعتقاد، بل على العكس تمامًا صرحت أن ما تعتقده هو العقيدة الصحيحة التى كان يعتقدها النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فحدث الإشكال وهو من هم الجماعة؟ إذا قلنا إنهم ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالكل يدعى أن مذهبه يفسر ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة. كانت العلامة الواضحة التى تعرف بها الجماعة التى يجب لزومها هى التجمع حول إمام المسلمين الذى يحكم الأقطار الإسلامية، فلم يكن صعبًا فى الماضى التعرف على جماعة المسلمين الواجب لزومها، ولكن بعد ذلك لم أعد الصورة كما كانت عليه فى صورة الدولة النمطية الموجودة، بل وجدت الدولة الحديثة والوطنية والقومية، وتغير مفهوم الدولة شيئا ما كل ذلك أبعدنا عن العلامة التى كانت تيسر علينا معرفة من هم جماعة المسلمين. ولم يبق لنا من العلامات التى ترشدنا للجماعة المسلمة التى يجب لزومها إلا مفهوم الكثرة من المسلمين، والسواد الأعظم الذى اجتمع عليه أغلب المسلمين سلفًا وخلفًا، فهذه هى جماعة المسلمين التى يجب لزومها. الخلافة الإسلامية هل تصلح لنظام سياسى يجمع المسلمين فى كيان واحد؟ مفهوم الخلافة الإسلامية من أكثر المفاهيم الإسلامية التى تعرضت إلى التشويه والابتذال فى وقتنا الحاضر، حتى أضحى المفهوم سيئ السمعة لدى أوساط غير المسلمين، بل وبين المسلمين أنفسهم وفى الدول ذات الأغلبية المسلمة. ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمى الخلافة الإسلامية، يعد إساءة عظيمة وتشويها كبيرا للإسلام والمسلمين، واستخداما للدين الإسلامى بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلى عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذى يؤدى بدوره إلى أن انتشار العنف والصراعات الدينية فى مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية. لذا يجب التصدى وبحزم إلى تلك الدعوات والجماعات المتطرفة. هل هناك معايير للحكم أشار إليها الإسلام.. أم ترك نظامها لمقتضيات كل عصر؟ الدين الإسلامى لا يشترط ولا يحدد نظاماً واحداً للحكم، والعبرة فى اختيار نظام حكم دون غيره، هو تحقيق المصلحة العليا للبلاد والعباد. والخلافة الإسلامية هى نظام حكم ابتكره المسلمون، وذلك من أجل تحقيق غايات الاستخلاف فى الأرض وعمارتها وإقامة العدل بين الناس، وهو ما تحقق فى عصور الخلفاء الراشدين وتحقق بعد ذلك بنسب متفاوتة فى عصور التاريخ الإسلامى. فالخلافة قضية شرعية لها شروطها وضوابطها التى استقرت عليها كتب الفقه منذ قديم الزمان، وليس الأمر مزحة يدعيها كل أحد. ونظام الحكم فى الإسلام متروك للعُرف دون إلزام دينى بنظام معين، ولكن للأسف أصحاب الفكر المتطرف يعتمدون على استخدام لغة مبهمة غير محددة بمعانٍ متقلبة ومختلفة، وأن المتطرفين يعالجون الأمور بنظرة غير متوازنة، فيتعاملون مع توافه الأمور بجدية وصرامة ويتعاملون مع الأحداث العظام بسطحية وتسفيه. عند ظهور ما يسمى «الدولة الإسلامية..» داعش، دعوا إلى مبايعة المدعو «أبو بكر البغدادى خليفة للمسلمين ومن يتخلف فدمه حلال ومثله الأنظمة الحاكمة التى وصفوها بالجاهلية والكفر.. ما حكم الإسلام فى أمثال هؤلاء؟ برغم كثرة ضحاياهم؟ قلنا وأكدنا مرارًا وتكرارًا أن تنظيم داعش الإرهابى ليس دولة وليس إسلاميًا، بل هم مجموعة من البغاة الساديون لا يعرفون الإسلام، وهم مفسدون وبغاة، هم ليسوا دولة إنما هم تقويض للدول القائمة، وإطلاق مسمى الدولة الإسلامية عليهم هو من باب التلبيس على الناس، وما يقومون به اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين، يعد إساءة عظيمة وتشويهًا كبيرًا للإسلام والمسلمين، وأيضًا لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم، وهو استخدام لتعاليم الدين الإسلامى بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلى عليهم استخدام الشعارات الدينية، الذى يؤدى بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية فى مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية . ف"داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ارتكبوا كل ألوان الفساد، هتكوا الأعراض، وقتلوا الأنفس، وانتهوا إلى تكفير الأمة، فهم بُغاةٌ بشأن ادعائهم الخلافة الإسلامية فتحقق فيهم الحرابة والبَغي، فأفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام، ويجب أن نتوحد فى التصدى لهم فكريًّا وأمنيًّا. وما حكم الشباب المغرر بهم من عديمى الثقافة الدينية واستخدامهم لتفجير أنفسهم وقتل غيرهم؟ طمعًا فى الجنة ورضا الله؟ ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمى الخلافة الإسلامية المزعومة أو الجهاد، يُعد إساءة عظيمة وتشويها كبيرا للإسلام والمسلمين، وأيضًا لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم، وهو استخدام لتعاليم لدين الإسلامي، بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلى عليهم استخدام الشعارات الدينية خصوصا من الشباب، والذى يؤدى بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية فى مناطق العالم المختلفة، تحت دعاوى الحروب الدينية. وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تتبنى المصطلحات الصحيحة فى توصيف تلك الجماعات والحركات، وعدم الانجراف فى تبنى المُسميّات التى تطلقها تلك الحركات على أنفسها كمصطلح "الدولة الإسلامية" أو "الخلافة الإسلامية"، فهى من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة، برغم أنها ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع؛ فلا هى دولة ولا هى تمت للإسلام بصلة. "ترويع المسلم حرام وقتاله كفر" حديث شريف ما المقصود بوصف «الكفر» فى الحديث.. وما أسس المعاملة التى يرسخها؟ تنظيم داعش الإرهابى بأفعاله الإجرامية يتعارض كليًّا مع الجوهر الحقيقى للرسالة المحمدية، من خلال ذبحهم الأبرياء، وحرقهم المدارس، وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية، وترويعهم المجتمع بأكمله، وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة. والإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوِّض الأمن ويروع الآمنين، فجميعها وإن تعددت صورها تشيع فى المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التى يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي. فالإسلام لا يبحث أبدًا عن الصدام والتعارض، بل أخبرنا الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم أن الاختلاف ليس مدعاة أبدًا للفرقة والاختلاف بل هو أدعى للتعارف والتقارب والتحاور، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). والمقصود بالكفر فى الحديث هو الجحود وكفر الإحسان والنعمة، وليس الكفر المخرج من الملة، بل يكونون ارتكبوا ذنبًا كبيرًا وكبيرة من الكبائر يستحقون عليها العقاب فى الدنيا والآخرة، لأن أهل السنة لا يكفرون المسلم بارتكابه المعاصى أو الكبائر. بمناسبة الخلافة، هل تجوز مبايعة الخليفة - إذا افترضنا جدلاً وجوده - بالإكراه.. ومن يرفض المبايعة فهل هو خارج عن الملة يستحق القتل؟ من الوهم الذى تعيشه تلك الجماعات المتطرفة الإرهابية مثل داعش أنها تعتبر نفسها أنظمة مستقلة، ولها إمام، وعقدت الولاء والمبايعة لقادتها، مثلما حدث فى «داعش»، وكان هذا هو أساس الانتماء والولاء، فالتنظيم خرج عن جماعة المسلمين، التى أمرنا الله بالتزامها، وعدم الخروج عليها، وهم جماعة السواد الأعظم من المسلمين، وبتلك الفعلة من جانب «داعش»، يكون قد خرج عن المرجعية. وعبر التاريخ، كانت مثل هذه الجماعات، إما تفصل الناس عن مصادر الشرع من الكتاب والسنة النبوية، وإما تفصلهم عن علمائهم؛ حتى يتثنى لها فعل ما دبرت لنفسها وللأمة، ولا أرى إلا أن كل هذه الفرق، بكل ما اعتقدت، فى ضلال. لذا فهم خوارج لا يجوز مبايعتهم ولا الانتماء إليهم، بل يجب نبذهم ومواجهتهم بشتى الطرق. فى كل يوم تباغتنا تفجيرات دماء وأشلاء ضحايا.. هل قاتل المسلم المسالم بلا ذنب خروج عن الملة برغم ادعائه الانضواء تحت راية الجهاد؟ وهل هذا جهاد؟ الجماعات المتطرفة صدَّرت قضية القتل بأنها من صميم الإسلام عن طريق فهمهم المنحرف والمغلوط لحديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، حيث أخرجوا الحديث من سياقه، وهنا أنبه إلى أن الأحاديث النبوية يجب فهمها فى سياقها العام وليست بصورة فردية حتى لا تؤدى عكس مقصودها مثلما يفعل المتطرفون، وهو ما يؤدى إلى إزكاء الإسلاموفوبيا والخوف من الإسلام. ومنهج النبى صلى الله عليه وآله وسلم البناء والعمران والرحمة وليس القتل والحرق والدمار، فألفت النظر إلى أن هذا الحديث اجتزئ من سياقه؛ فالأمر عائد على النبى بقوله "أُمرت" وهو ما يدل على أن قرار الجهاد إنما يعود إلى الحاكم وولى الأمر، وجميع الفقهاء على مر العصور أجمعوا على أن الجهاد والقتال لا يكون إلا تحت راية؛ أى تحت عين الدولة وبتقدير من ولى الأمر، وكلمة "أقاتل" جاءت بصيغة المفاعلة ومعناها أنها لصد العدوان أو دفاعًا عن النفس، وقد قال العلماء إن كلمة "أقاتل" تختلف فى المعنى عن كلمة "أقتل" كما قال الإمام الشافعى رحمه الله وغيره. والنبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لم يقاتل أحدًا منذ هجرته للمدينة المنورة إلا دفاعًا عن النفس عندما نقضوا العهد وسعَوا لمحاربته مثلما فعل يهود المدينة. والجهاد الحقيقى فى ميدان البناء والتعمير وليس إباحة قتل النفس بلا مبررات شرعية ، مشددا على أن الدولة لا بد أن تكون هى المهيمنة على قضية الجهاد، فلا تسمح بذهاب مواطنيها تحت دعاوى الجهاد لمواجهة العدو الذى تحدده هى وتكون محاربته تحت مظلتها لا هوى فرد. وهل قاتل المسلم وغير المسلم «الآمن» وفى غير جبهة القتال.. خارج عن الملة ويجب القصاص منه؟ مسألة التكفير مسألة خطيرة جدًا، ولا ينبغى الوقوع فيها إلا بشروطها وضوابطها المعروفة حتى لا نكون مثلهم، والمنظمات الإرهابية والإجرامية مثل داعش وغيرها هى جماعات فاجرة مفسدة فى الأرض، وما يفعلونه لا يمت للإسلام بصلة، وينبغى التعامل معهم بكل حزم وأن نقاتلهم ونجتث هذا الشر حتى تستقر المجتمعات، وأن نتعامل معهم بكل الوسائل المتاحة سواء الفكرية أم الأمنية والسياسية. فهم إذا كانوا مسلمين بالفعل ودخلوا الدين بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لا يجوز لنا إخراجهم من الدين الإسلامى إلا إذا جحدوا وحدانية الله، وأما ما ارتكبوه من أفعال، فنحن نحاسبهم على هذه الأفعال بشدة وبالقانون والإسلام والأعراف الدولية وكل الوسائل الممكنة. زكاة «الركاز» من معادن وذهب وبترول وكل ما يركز تحت الأرض.. هل تجوز للمسلم فى غير بلده أم هى قاصرة على بلادها؟ ليس هناك دليل خاص من قرآن أو سنة على وجوب الزكاة فى المعادن والأحجار الكريمة وغيرها مما يستخرج من الأرض بجهد ونفقة، وإنما هى آراء اجتهادية ولذلك اختلفت أقوال الفقهاء فيها، ولا بأس بالأخذ من الآراء بما فيه المصلحة، وللحاكم أن يختار منها ما يحققها، هذا هو حكم استخراجها. هناك بعض الدعاة ممن أفتوا - أمثال محمد حسان - بجواز التنقيب عن الآثار فى مصر وغيرها وبيعها شريطة دفع «الخمس» زكاة الركاز.. ما حكم الإسلام فى ذلك؟ لا يجوز شرعًا الاتجار فى الآثار أو التنقيب عنها بشكل فردي، لمخالفته القوانين الخاصة، والشريعة الغراء قيدت ذلك بقوانين الدولة، فمن حق الحاكم باعتباره وليًا لأمر المسلمين أن يسن قانونًا بخلاف ذلك، للحفاظ على ثروات الدولة من النهب والسرقة وطمس المعالم. وقد أصدرنا فتوى بذلك فصلنا فيها هذا الحكم وأكدنا أنه لا يجوز شرعًا القيام بهذا الفعل من تنقيب أو اتجار بأى حال من الأحوال. وهل للأفراد ولاية على المال العام - إذا صح التعبير- عن الآثار وما يركز تحت الأرض؟ كما قلنا إذا كان الشرع الشريف أباح للمسلم أن يأخذ ما فى باطن الأرض من دفن الجاهلية ويسمى ركازًا – والتى منها الآثار - على أن يمنح الدولة 20% من قيمة هذا الكنز ويحصل على الباقى لنفسه؛ فإنه مع ذلك أكدت الفتوى أنه يجب اتباع قوانين الدولة التى تنظم العملية، حتى وإن جاءت متعارضة مع ما سبق، لأن الشريعة الغراء قيدت ذلك بقوانين الدولة، والناس مطالبون بعدم الخروج على قوانين الدول حتى لا يتحول الأمر إلى نوع من العشوائية التى يكون ضررها أعظم على الأمة. التشكيك فى الثوابت التاريخية مثلما قال به د. يوسف زيدان عن أن المسجد الأقصى المذكور فى القرآن الكريم فى سورة الإسراء ليس المقصود به القدس الشريف.. وتلك أفكار يتخذها الأعداء لتحقيق أغراضهم .. ما حكم الإسلام على أمثال هؤلاء؟ وهل يجوز أن تطلق عليهم صفة «مفكر إسلامى» أم «مسلم عاص» تجب استتابته وعلى ولى الأمر تنفيذ ذلك؟ أولاً لا بد أن ألفت النظر إلى أن البعض يخلط بين الفكر الإسلامى الذى هو نتاج فكر علماء المسلمين، الغاية منه تصحيح الأفكار بما يخدم الدين، وبين الشبهات التى أطلقها المستشرقون فى السابق والتى كانت غايتها الطعن فى هذا الدين، وما يقدمه يوسف زيدان لا يخرج عن هذه الشبهات المردود عليها سلفًا والتى قتلت بحثًا والتى يروجها العلمانيون من وقت لآخر. أما قضية وصف أحد بأنه مفكر إسلامى فهذا يستدعى الإلمام بمجموعة من العلوم الشرعية والأصول والفقه بجانب علوم أخرى أعتقد أن زيدان بعيد عنها، هو رجل باحث فى علم من العلوم وبضاعته فى الفكر الإسلامى لا تؤهله لأن يفهم الآيات فهمًا صحيحًا، فقط كما قلنا يردد شبهات أثارها المستشرقون فشبهة تشكيكه فى المسجد الأقصى تستند إلى أنه عندما نزلت الآية الكريمة عن المسجد الأقصى {سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} فى سنة 621 ميلاديًّا لم يكن هناك مسجد جامع فى القدس يسمى المسجد الأقصى.. وهذه الشبهة مردها عدم الفهم لكلمة "مسجد"، فالرسول أسرى به من المسجد الحرام ولم يكن نائمًا ولا مقيمًا فى المسجد الحرام، بل كان مقيمًا فى مكة أى أسرى به من الحرم المكى إلى الحرم القدسي؛ فالقرآن لا يتحدث عن بناء أو جدار وشبابيك اسمها "المسجد الأقصى" أو "المسجد الحرام" وإنما يتحدث عن الإسراء من الحرم المكى -لأن كل مكة حرم- إلى الحرم القدسي، وكونه يزعم أن المسجد الأقصى موجود بالسعودية هى زعم لرجل يهودى فى عام 2009 ذكر أن المسجد الأقصى مكانه مكة، وعلى المسلمين أن يحملوا أحجار قبة الصخرة إلى مكة فجاء يوسف زيدان ونقل مباشرة عنه مرددًا ما زعمه من أكاذيب وهذا يبين عدم تقصيه للحقائق. ظاهرة انتشرت فى مجتمعنا وهى وصاية يمنحها بعض المحامين لأنفسهم لإقامة دعوات قضائية على الناس فيما يشبه «الحسبة».. ما رأى الدين فى ذلك وفيمن يخولون لأنفسهم هذا؟ نظام الحسبة فى الإسلام جاء لصيانة حقوق الله تعالى ورعاية حقوق عباده، حرصًا على المجتمع الإسلامي، وليس لإرهاب الناس، وهى وظيفة بالأساس يراقب من خلالها ولاة الأمور والحكام خطوات الناس وأعمال السلطات وتصرفات الحكام حتى يتبين من خلالها مدى التزام الجميع بالشرع الشريف، وهى موجودة منذ عصر النبى صلى الله عليه وسلم وإلى الآن، لكنها تطورت فى شكل مؤسسات تراقب وتضبط وغايتها فى النهاية تحقيق الكليات الخمس للشريعة الإسلامية، وعليه فإنها مهمة الدولة وليست مهمة أفراد؛ لأنها إن تركت للأفراد وأهوائهم تحولت لإرهاب ودمار. وقد أناط القانون ذلك الآن بعد التعديل التشريعى لهذه المسألة، أناطه بالنيابة العامة التى لها سلطات كاملة فى تقدير الأمر، وهو مما يرفع التخوفات المختلفة التى ذكرتها سيادتك. هل ما زالت هناك نقاط التقاء تذيب جليد التطاول على الرموز الدينية الراسخة وتقرب وجهات النظر؟ نحتاج إلى إعادة منظومة الأخلاق فى المجتمع عبر وسائل عديدة، منها التعليم ووسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب زيادة التوعية بحرمة وخطورة تفشى الظواهر السلبية وأثرها فى المجتمع، من خلال دروس العلم والندوات فى دور العبادة والأندية، وتكثيف برامج التوعية الدينية والاجتماعية عبر الوسائل الحديثة واستغلال مواقع التواصل الاجتماعى بمختلف صورها فى نشر الإيجابيات وترك الصور السلبية. تزايدت حالات الطلاق بين المصريين بشكل مخيف.. ظاهرة ربما سببها البطالة والفقر واستغلال البلطجية من قبل بعض رجال الأعمال مما زاد فى الظاهرة.. هل وضعت دار الإفتاء بعض الحلول للمساهمة فى حل مشكلة الطلاق؟ مشكلة الطلاق مشكلة كبيرة وتحتاج إلى عناية خاصة من كل الجهات والمؤسسات الدينية ومراكز الأبحاث الاجتماعية وعلماء الاجتماع والنفس وكل الجهات المعنية للبحث عن أسباب الطلاق، ووضع كل السبل والطرق لعلاج هذه الظاهرة.. مع العلم أن الخلافات الزوجية ينبغى أن تعالج داخل المنزل وفى الغرف المغلقة، وهناك فن لإدارة هذه الخلافات، وفى حالة عدم الوصول إلى حلول يجب أن نلجأ إلى أشخاص لديهم الخبرة والصلاحية لحل هذه المشكلات.. وهناك أسباب كثيرة لظاهرة الطلاق منها ما هو اجتماعى وما هو اقتصادى بجانب جهل الزوجين بحقوق وواجبات كل طرف، وبدراسة كل هذه الأسباب والسعى لوضع حلول لها نصل إلى حل لهذه الظاهرة. وعن خطة دار الإفتاء نعم وضعنا الكثير من الحلول والسبل لعلاج هذه الظاهرة كما أن هناك دورا مهما لكثير من المؤسسات الدينية غير دار الإفتاء كالمساجد والأوقاف وعلماء الأزهر وغيرهم فى المساهمة فى وضع حلول لأسباب هذه الظاهرة أيضا، مع العلم أن دار الإفتاء أنشأت إدارة خاصة لتأهيل المقبلين على الزواج، وانبثق عنها وحدة للإرشاد الأُسَري، خصوصا أننا لاحظنا كثرة الطلاق خلال السنوات الأولى من الزواج، بسبب الكثير من المشكلات، ومنها كما قلنا الفقر والجهل وعدم التوعية وغيرها.. مع العلم أن هناك أسبابا كثيرة لظاهرة الطلاق منها ما هو اجتماعى وما هو اقتصادى وما هو ثقافي، والاجتماعى. يواجهنا فى كل يوم طوفان من الفتاوى الغريبة عبر المساجد والفضائيات وغيرها من مواقع التواصل.. السؤال الذى يفرض نفسه: من له حق الفتوى.. وما المعايير التى يجب توافرها فى من يتصدى للفتوى؟ جزء كبير من فوضى الفتاوى سببها الذين تصدروا المشهد للفتوى وكونهم ليسوا من أهل الفتوى. الإفتاء من الظواهر السلبية التى لحقت بها والتصدى للفتاوى المتطرفة من عدد من التيارات التكفيرية، والعمل على إعداد المفتين المؤهلين علميًا وعمليًا والمُدرَبين على مهارات الإفتاء وعلومه. تجديد الخطاب الدينى أصبح فريضة ملحة لمواكبة مقتضبات ومشكلات عصرنا الحديث.. ما الشروط التى يجب توافرها والبناء عليها لاستقامة أمر المسلمين؟ تجديد الخطاب الدينى المرجو يتمثل فى عملية إضافة جديدة لا تأتى على القديم بالهدم أو البطلان بل تُضيف الجديد الذى يحتاجه العصر، وموقفها من القديم مبنى على فكرة القائم بواجب الوقت، وأن السابقين قد قاموا بواجب وقتهم بناءً على مقتضيات حياتهم وأزمانهم وأنهم حققوا نجاحات، وأن لكل عصر واجبًا يختلف عن واجب العصور السابقة، ولذلك فمع احترامنا للموروث، إلا أننا لا نقف عنده ولا نقف ضده، بل نحترمه ونضيف إليه ونعيد صياغة مناهجه بصورة تتسق مع ما أضفناه من مناهج جديدة أيضًا، وهذا مبنى على فكرة التفريق بين المسائل والفروع والمناهج، وعليه فالخطاب الدينى الحكيم الذى نأمله هو الذى يراعى فيه المتكلم والكاتب والداعية أحوال المتلقين.