قال ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا اليوم الإثنين إن الجولة الجديدة من محادثات جنيف هي جزء من مقاربة شاملة، مضيفا "نحن لا نعمل من فراغ، لأننا نسهم في العديد من المبادرات والتطورات التي تحدث ميدانيا وكذلك في الحلبة السياسية التي تتغير بشكل جذري هذه الأيام". وأضاف دي ميستورا - خلال مؤتمر صحفي في أعقاب انطلاق الجولة السابعة من محادثات جنيف بشأن سوريا، نقلته قناة (سكاي نيوز) الإخبارية - أن اجتماعات أستانا قدمت عملا جيدا كبيرا، لافتا إلى أنه تم وضع عدد من الأهداف من خلال آلية مراقبة مناطق التهدئة وتخفيف التوتر. وأكد مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن "مسألة إدلب كانت معقدة قليلا، فنحن لا زلنا نناقش هذا الأمر، وذلك وفقا لما قاله تيلرسون خلال زيارته لتركيا بالأمس إن هذه القضية المعقدة لا زالت قيد النظر وتحتاج إلى حل"، مشيرا إلى أن هناك عملا ميدانيا كبير، تحقق جزء منه بفضل اجتماعات أستانة. وقال دي ميستورا - خلال مؤتمر صحفي في أعقاب انطلاق الجولة السابعة من محادثات جنيف - إنه "بالنسبة لاجتماعات هامبورج، كانت هناك العديد من اللقاءات عالية المستوي، والعديد منها تتطرق إلى الأزمة السورية، وكانت أهمها التصريح المعروف لرئيسي الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا بشأن اتفاق يخص الولاياتالمتحدة وروسيا والأردن من ناحية تخفيف التوتر في الجهة الجنوبية لسوريا، الأمر الذي حدث بشكل رسمي في الساعة الثانية عشرة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إننا نعتبر هذا تقدما مهما إلى الأمام لتخفيض التوتر في هذه المناطق بسوريا، لتكون هذا النقطة بمثابة نقطة تحول في هذه المحادثات، مما يعطينا مؤشرا لتعديل بعض الاتفاقات التي واجهت عدة عراقيل"، مؤكدا أن "لدينا فرصة للعمل لإيجاد حل". وأضاف أن "هناك بعض القضايا التي لا زالت معقدة، ولكننا نعتقد أن لدينا فرصة عظمى لتطبيق مجموعة من الاتفاقات"، مشيرا إلى أن "الاتفاق الذي توصلنا إليه كان بعد تحضيرات طويلة وكثيفة، ولا تزال هذه التحضيرات تأخذ مجراها في هذه الأثناء، حيث يؤدي ذلك إلى إيجاد مراقبة أشمل لوقف إطلاق النار والتهدئة". وتابع أنه "على الصعيد العام، هناك الكثير من الأشياء حدثت ميدانيا في المشهد السياسي العام، وتتطور الأمور بشكل سريع في هذا السياق، ليس فقط ميدانيا، وإنما أيضا في المشهد السياسي والإقليمي والجيوسياسي، وشخصيا أعتبر أن هناك نوعا من التبسيط لهذه الأزمة الأكثر تعقيدا في الأيام الحالية، لأنه على مدى السنوات الماضية، تراكمت بعض الطبقات واحدة فوق الأخرى، وهذا شمل أجندات وفاعلين جدد". وقال دي ميستورا "إن تبسيط وتفكيك هذا التعقيد يلوح في الأفق ، ومن أهم مظاهر التبسيط لهذه الأزمة المعقدة ، صرف النظر عن الفهم المشترك للجميع بأن الأسلحة الكيماوية لا يمكنها السماح أو المساومة على استخدامها في سوريا . وأضاف أن " الهجمات التى نفذتها الجماعات الإرهابية في تونس ، وسيناء ، وبرلين ، وفرنسا ، وبلجيكا وفى كل الدول الأخرى ، اقترفت من قبل الإرهابيين وتنظيم "داعش" الإرهابي تحديدا ، وتابع "أن الرؤساء والزعماء في هامبورج يعتبرون هذه الأولوية ، أولوية قصوى وهى محاربة الإرهاب." وعلي صعيد أخر تطرق دي ميستورا إلى ما حدث فى الموصل بالأمس وحول رحيل "داعش" من الموصل ، مؤكدا أن هذا الأمر قد يحدث ويتكرر قريبا في الرقة، لذلك أصبحت محاربة الإرهاب أولوية عالمية . وشدد المبعوث الأممي علي أن خفض التوتر والتصعيد هو ما يطالب به الشعب السورى ، بما في ذلك الأممالمتحدة ، حيث كان هذا مطلبنا منذ فترة طويلة ، وتم التأكيد عليه في اجتماعات آستانه الذى يتوازى مع مسار جنيف. وأكد أنه يجب الأخذ بعين الإعتبار وحدة الأراضى السورية ، والشعب السورى ، حتي يحدث تقدما ملحوظا فى إيصال المساعدات الإنسانية للاجئين . و تابع دي ميستورا قائلا إنه "بعد تحرير الرقة ستكون هناك مرحلة جديدة من إعادة الإعمار و الاستقرار، وهذا يستدعي ممن يؤمنون بتبسيط هذه الأزمة المعقدة بأن يكون هناك مسار سياسي شامل قائم على القرار 2254 ويرنو إلى تطبيق مقاربة واقعية وسريعة من قبل المجتمع الدولي، فضلا عن هندسة الآليات و المؤسسات الدستورية والمؤسسية وإعطاء القيادة للشعب والسكان المحليين في سوريا"، مشددا على دور النساء في المجتمع المدني السوري. وأضاف المبعوث الأممي أن الإمكانات الجيوسياسية التي تضافرت مثل اجتماعي أستانا وجنيف تحدث تغييرا قويا وسنواصل دعمها، مؤكدا "نحن نقوم بكثير من التحضيرات هذه الأيام بشكل عمدي حتى نستخدمها في الوقت المناسب ونغتنم هذا الزخم الذي تحقق علي المستوى الإقليمي والدولي". وأضاف دي ميستورا "لقد وجدنا دعما موحدا وكاملا لمحادثات جنيف، وذلك في إطار النقاشات واللقاءات التي تمت اليوم، واجتماعنا مع قادة وفد المعارضة السورية.. لقد ناقشنا كيف يمكن أن نباشر بشكل بناء، وأن نحرز تقدما أكثر في قضايا متعددة ونقف على القواسم المشتركة بين وفدي المعارضة والحكومة السورية حتى يعملا معا لتحقيق الأهداف التي يشتركون فيها". وأكد دي ميستورا " أننا نتطلع إلى عملية شاملة للتقدم وأن يكون التركيز على تبسيط عناصر الأزمة السورية ، فعلينا أن نساعد على تفكيك هذه الأزمة وأن نفعل كل ما يتطلبه الأمر". وشدد المبعوث الأممي إلى سوريا في ختام حديثه على أهمية ألا تؤدي مناطق خفض التصعيد في سوريا إلى تقسيم البلاد، مؤكدا أن "تركيزنا ينصب علي وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها".