خرج من الجب العميق ليروى. صعد من المخزن ليعترف. كان حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى السابق، والمهندس السرى لمقاولة الفوضى الهدامة قد اختفى من المسرح بعد توريث تميم إمارة قطر. لكنه عاد بعد مقاطعة قطر جوا وبحر وبرا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى الخامس من يونيو الماضى، عاد إلى العالم من شاشة أمريكية وليست عربية، ليعترف: أن قوات المارينز الأمريكى جاءت إلى قطر بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة. جاءت قبل إنشاء القواعد العسكرية الأمريكية فى قطر لتنفيذ مهام قتالية فى أفغانستانوالعراقوسوريا واليمن! قطر ساعدت الجماعات المقاتلة فى سوريا، ويدعى بن جاسم أنهم تخلوا عنها لأن لها أجندات! لم يقل ما هذه الجماعات وما أسماؤها، ولماذا تخلوا عنها.. ولماذا أصلا تتدخل قطر فى سوريا البلد المستقل؟ وتقريبا هذا أول اعتراف علنى يذهب بقطر إلى محكمة العدل الدولية.. ما علينا! قطر تحارب الإرهاب مع الولاياتالمتحدة منذ أحداث 11سبتمبر.. هكذا يقول ويُقرُّ بالشراكة الحرام، أى أنها شريكة فى غزو المنطقة! دون أن يدرى أو يدرى يقول: تعاملنا مع الإخوان فى مصر عندما كانوا حكامًا وابتعدنا عنهم بعد إبعادهم!!!..وأن الإخوان فيهم من فى الحكم نتعامل معهم. وفيهم من يحمل السلاح لا نتعامل معهم.. فشكرا لهذا الاعتراف الصريح. يعترف بأن المقاطعة موجعة.. لكنه نسى حصار العراق وليبيا وسوريا وحتى مصر.. ونسى أنه اللاعب الصغير السام فى الخريف الأمريكى العبرى.. ونسى دور قناة الجزيرة عندما رفعت شعار معا لإسقاط مصر.. ما علينا! يعترف بأن علاقتهم بإيران أقل من الآخرين، برغم وجود الحرس الثورى فى الدوحة إلى جوار قاعدة العديد العسكرية الأمريكية إلى جوار قنصلية إسرائيل.. ما علينا..! يطالب ما يسمى المجتمع الدولى بتطبيق القانون ضد (الحصار) الجائر!! الغريب أن بلدته الصغيرة كانت محطة قوات الحصار على العراق لمدة 13عاما.. هذا غير إطلاق صواريخ كروز مباشرة من الدوحة إلى بغداد أثناء الغزو الأمريكى للعراق 2003 . يعترف.. ولكنه يتناسى أنه كان أحد أمراء التسول السياسى من أمريكا قبل غزو العراق. يعترف ويتناسى أن الانشقاق الفلسطينى النهائى كتبته وأخرجته ومثلته الدوحة! يعترف ويتناسى أن مؤتمر الدوحة الاقتصادى كان تحت رعاية إسرائيل. يعترف ويتناسى أننى كنت أول مرة أسمع مصطلحا يسمى ب (الإسلام الأمريكى). وهو مؤتمر كان ولا يزال يعقد سنويا فى الدوحة تحت رعاية حاييم سابان .. الصهيونى الأمريكى.. اليهودى من الإسكندرية، والذى خرج مع الخارجين مع نشأة ( إسرائيل)! يعترف ويتناسى أن الدوحة تستضيف كل جماعات القتل باسم الدين جنبا إلى جنب جماعات الصهيونية العالمية فى تآلف وتعايش. يعترف الأمير ويتناسى أن الدوحة كخلية أمريكية قامت بتخريب بغداد والقاهرة ودمشق وطرابلس وصنعاء..أى حواضر العرب، ويتناسى أن بلدته محض دولة وظيفية أنشأتها بريطانيا هى وغيرها من الدول الوظيفية بعد عواصف سايكس بيكو. خرج الأمير من النسيان ليضع قطر العظمى على قدم المساواة مع الدول العظمى، ولا يخجل من أنه بالكاد محطة لتموين الطائرات التى تقصف أبناء عمومته من عرب وغير عرب فى المنطقة لصالح الجماعة الإسرائيلية القاتلة. يعترف «الأمير» وينسى دوره المشين فى انقسام السودان، ودعم جماعة الترابى والحرب فى دارفور.. وأخيرا يتناسى دوره فى العبث بمياه النيل بدعمه العلنى والسرى لسد النهضة الإثيوبى.. وأخيرا لدى سؤال قديم جديد وهو: كيف تنظر الجماعات الدينية إلى نفسها، تحت مظلة الدوحة، وهى تستضيف معها جماعات اللوبى اليهودى؟ وكيف تشعر هذه الجماعات فى قرارة أنفسها، وهى لا تتوقف عن قتل إخوتها فى سورياوالعراق وليبيا ومصر واليمن تحت هذه الرعاية باسم الدين؟ شكرا لك يا سيد حمد بن جاسم, وقد لقبتك منذ خمس عشرة سنة بأمير التسول.. شكرا لأنك أعطيتنى الفرصة لأحييك على وقاحتك العميقة.. وعلى دور بلدتك الصغيرة فى تدمير حواضر العرب.. وأقول لك سوف تعاقب يوما ما.