ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من براثن وحش الإخوان الشياطين إسقاط حكم مكتب الأوغاد أنقذ العالم العربى من كارثة التقسيم
حققت مصر فى رمضان العام 1973 واحداً من أعظم انتصاراتها التاريخية، وهو عبور خط بارليف وتحرير سيناء، واليوم فى شهر رمضان تعيش حصاد ما زرعته فى العام 2013، حين خرجت الملايين إلى الميادين والشوارع ثائرة على حكم مكتب الأوغاد الإخوانى، منهية بذلك فصلا من أكثر الفصول سوداوية فى تاريخها كان من الممكن أن يجعلها دولة فاشلة فريسة للحروب الأهلية ومستباحة من الدول المتربصة بها، وأن تتحول رأس جسر إلى الانقضاض على بقية العالم العربى، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجى، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية.
لذلك حين نقول اليوم ليحمد الشعب المصرى الله على نعمة التخلص من حكم «الإخوان» الذى شهدنا خلال عام واحد منه فظائع لم يسبق أن شهدتها مصر، فهذه الجماعة التى حرصت طوال ثمانية عقود على إظهار صورة مزيفة لها، ربما انطلت حيلتها على الكثير من العرب والمصريين، لكن الواقع أنها كانت دائما تثبت أنها مجرد قناع لما هو أكثر بشاعة.
جماعة «الإخوان» ومنذ عشرينيات القرن الماضى ارتبطت بكل ما هو معاد للعرب والمسلمين، بدءا من علاقاتها بالسفارتين البريطانيتين فى كل من القاهرة والقدس، وتأييدها لمخطط الوكالة اليهودية فى فلسطين، إضافة طبعا إلى محاولاتها المستمرة لزعزعة الحكم الملكى فى عهد الملك فاروق، ومحاولات الاغتيال والتفجيرات العديدة التى ارتكبتها فى تلك الأثناء، مرورا بانقلابها على ضباط حركة العام 1952 الذين تحالفوا معها للوصول إلى الحكم، وعملها على إثارة القلاقل فى مصر، وبولادة الجماعات الإرهابية من رحمها فى عهد أنور السادات، والعمليات الإرهابية والتخريبية التى ارتكبت فى تلك الفترة وانتهت باغتيال الرئيس السادات، وسعيها إلى تقويض حكم الرئيس حسنى مبارك.
طول تلك العقود كانت الشعوب العربية تنظر إلى هذه الجماعة على أن أتباعها «بتوع ربنا» فيما هم فى الحقيقة «بتوع الشيطان»، ذلك الذى ظهر فى مرحلة من المراحل بشخصية سيد قطب، وترك إرثا دمويا هائلا، فيه ترعرت كل شياطين الإرهاب الحالية، سواء أكان تنظيم القاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى، ويتمظهر هذا الشيطان أيضا ب «داعش»، لكن كل هذا أسس للثورة العظيمة للشعب المصرى فى 30 يونيو للقضاء عليه وتمزيق الصور المزيفة لتلك الجماعة.
صحيح أن دولا اليوم تساند الجماعة، لأنها فى الحقيقة تعيش على النهج الدموى لها، فالجميع يعرف أن نظام الملالى الإيرانى الحليف التاريخى ل «الإخوان» الذين كان لهم دورهم فى مساعدة تلك الثورة، واستمروا على ذلك طوال العقود الأربعة الماضية، وأضيفت لهم تركيا أردوغان بعدما سيطر فرع الجماعة على الحكم فى تركيا، فيما قطر كانت ولا تزال حصان طروادة الإخوانى فى الخليج، وكلنا رأينا كيف كشفت فروع الجماعة فى الكويت والسعودية والإمارات والبحرين عن وجهها البشع حين سرق «إخوان» مصر الحكم فى العام 2012، وبدأت تثير القلاقل فى الدول الخليجية وتهدد بأن «الربيع العربى» وصل إلى الخليج، لكن الحركة الإنقاذية المباركة، وبدعم من جيش مصر خير أجناد الأرض أحبط ذلك المخطط الجهنمى.
فى 30 يونيو ترجم الجيش المصرى نبض ملايين المصريين بحمايته الثورة الوليدة، وعدم الانجرار إلى المستنقع الذى كان يريد حكم مكتب «الأوغاد» جره إليه، لأن هذا الجيش هو من ذلك الشعب الجبار الذى لا ينام على ضيم، فكان أن تخلصت مصر ممن أراد لها الدمار وجعلها سلعة بأيدى الدول المتربصة بها وبالعالم العربى.
لا شك أن المصريين يتذكرون جيدا أنه خلال السنة التى حكمت فيها الجماعة كيف سارع قادتها إلى الانقضاض على الشركات الكبرى، إما بزعم تحصيل ضرائب أو لأسباب واهية شتى، وبدأوا يوزعون مقدرات مصر على أنفسهم، ويمارسون أقسى الضغوط على المستثمرين المصريين والعرب والخليجيين والأجانب، وكأن مصر غنيمة استولى عليها لصوص فى ليل.
مصر اليوم، ويفضل الإنجاز التاريخى الذى تحقق فى العام 2013، تعود إلى تأدية دورها الحقيقى على الصعد كافة، وهى اليوم فى إعادة تأسيس جديدة مشابهة لعهد محمد على باشا الذى أسس الدولة الراسخة والقوية التى وصلت فى أربعينيات القرن الماضى إلى حد أن تقرض الإمبراطورية البريطانية العظمى، وتتحول فى الحرب العالمية الثانية، إلى ملجأ للأوروبيين الذين كانوا يأتون إليها أفواجا للعمل فيها، وتتخطى الحربين العالميتين الأولى والثانية من دون أى أزمات وتزداد قوة اقتصادية.
فإذا كان عهد محمد على قد حررها من العثمانيين وترك ذلك الإرث الاقتصادى الكبير، فإن اليوم وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جاء إلى الحكم بطلب جماهيرى غير مسبوق، تسير إلى تجديد المؤسسات وإعادة حكم القانون، ولا شك أنها ستكون يابان العرب فى غضون سنوات قليلة، بل العالم اليوم وبعد تغير الإدارة الأمريكية وذهاب باراك أوباما الذى كان مؤيدا لجماعة «الإخوان» لأنها تحقق المخطط الذى أعد فى الغرف الإسرائيلية والأمريكية السوداء للعالم العربى، اكتشف أيضا حقيقة إرهابية تلك الجماعة، وها هو يجمع على إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب ويسعى إلى معاقبة الدول الراعية والداعمة لها.
وفيما مصر اليوم محطة كبرى على خريطة السياحة العالمية ومقصدا استثماريا للشركات الدولية، فها هى تستعيد دورها فى الدفاع عن الأمة العربية أيضا، وتشكل خط الدفاع الأول عن دول مجلس التعاون وبقية الدول العربية فى تصديها لما تحاول أن تلحقه جماعة الإخوان وفلولها من خراب فى الدول العربية، لكن مصر القوية القادرة لن تهزها أى ريح مهما كانت قوية، لأنها راسخة بإرادة شعبها وعزيمة جيشها، إيمان قادتها بأن أرض الكنانة هبة النيل لا يمكن أن تتحول مأوى للإرهابيين أو سكينا فى ظهر الأمة العربية.