فى عام 2003، حظرت المحكمة العليا فى روسيا جماعة الإخوان المسلمين ووصفتها بأنها منظمة إرهابية. وكانت موسكو اتهمت فى الماضى الجماعة بدعم متمردين يريدون إنشاء دولة إسلامية فى شمال القوقاز الروسى الذى يغلب على سكانه المسلمون. لذلك لم يكن من الغريب أن تجد مصر دعما من روسيا وتأييدا كبيرا عقب ثورة 30 يونيو. فقد شهدت العلاقات المصرية - الروسية تطورا ملحوظا، حيث أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى كوزير للدفاع فى ذلك الوقت زيارة إلى روسيا التقى خلالها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فضلا عن الزيارات المتبادلة للرئيسين فيما بعد والتى تم خلالها توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى المجالات المختلفة، لا سيما المجال العسكري. كما أكد الرئيس بوتين فى مناسبات عديدة احترامه الشديد للرئيس عبدالفتاح السيسى ودوره التاريخى فى مصر. وأن الروابط بين القاهرةوموسكو عكسها موقف روسيا المؤيد لثورة 30 يونيو وما تلاها من تطورات بما فى ذلك محطات خارطة الطريق. ووفقا للعديد من الخبراء فإن العلاقات المصرية - الروسية راسخة منذ القدم. وتنظر روسيا لمصر على اعتبارها مركز صناعة القرار فى الشرق الأوسط، والبقعة الجيوإستراتيجية الأساسية فى المنطقة رافضة جميع مساعى نقل مركز الثقل التقليدى للمنطقة إلى الأطراف الأخرى، وهى تؤكد هذه النظرة فى كل المناسبات. وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عقب ثورة 30 يونيو، أكد أن الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامى يتوقف إلى حد بعيد علي تطور الوضع فى مصر. كما أكد على أن موسكو مهتمة بالحفاظ على الأمن والاستقرار فى مصر والمنطقة بأكملها. وأكد أن المصريين يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم على أساس الحوار الداخلى الشامل.كما شدد على أهمية التعاون مع مصر، مشيرا إلى أن التعاون الروسى – المصرى لا يتوقف على وجود هذه الحكومة أو تلك. ومن ناحية أخري، ظهر التقارب جليا بعد ثورة 30 يونيو بين الكنيستين القبطية والروسية الأرثوذكسيتين. فقد زار البابا تواضروس الثانى – بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية –روسيا مرتين. فقد جاءت الزيارة الأولى فى نوفمبر عام 2014 وكانت بمثابة محاولة لفتح النقاش، ومد التعاون بين الكنيستين المصرية والروسية، حيث استقبل البطريرك كيريل – بطريرك موسكو وعموم روسيا – بمقره الكنسى بالعاصمة الروسية البابا تواضروس الثانى، وجرت مناقشة حول آفاق التعاون واستئناف الحوار بين الكنيستين الروسية والمصرية وأوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط. كما التقى البابا تواضروس الثانى فى هذه الزيارة وزير الخارجية سيرجى لافروف وبعض المسئولين الروس. أما الزيارة الثانية، فقد كانت فى مايو الماضى، حيث تسلم البابا تواضروس الثانى جائزة صندوق وحدة الشعوب الأرثوذكسية. وهى جائزة البطريرك الراحل إليكسى الثانى التى يتم منحها سنويا لشخصية تروج القيم المسيحية فى المجتمع والعمل على تعزيز وحدة الشعوب الأرثوذكسية. و قد ناقش مع الرئيس بوتين شئون المسيحيين فى الشرق الأوسط والتعاون بين الكنيستين الروسية والمصرية، وذلك فى مقر إقامة رئيس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا. وفى البيان الذى أصدرته الكنيسة المصرية الذى كشف كواليس هذا اللقاء، قال بوتين أن الكنيسة تلعب دورا مهما جدا فى التقريب بين الدولتين. والعلاقات التى تربط روسيا بمصر جيدة جدا وأنهم فخورون بذلك. كما أن العلاقات بين الكنيستين جيدة جدا وأن التعاون ينمو على أصعدة مختلفة. من الجدير بالذكر أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية تعرف بكنيسة روسيا الأرثوذكسية المسيحية. وهى أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقلة، حيث يربو عدد أتباعها على 125 مليون شخص. وتعتبر الكنيسة الوطنية لروسيا ومقر بطريركها موسكو.