أستاذ دراسات مغاربية :الجالية الجزائرية فى فرنسا لم تكن هى الحاسمة ل "ماكرون"

لم تكن الأغنية التى ألفها المطرب الجزائري محمد مازونى خصيصا من أجل الحشد للتصويت لماكرون ،سوى مؤشر لاتجاهات الجاليات العربية المسلمة عموما التى تمثل مليونين ممن لهم حق التصويت ،والجزائريون خاصة التى تبلغ كتلتهم التصويتية مليون شخص ..لكن هل كانت تلك الأصوات هى كلمة الفصل فى وصول ماكرون إلى الإليزيه ؟

البروفيسور عبد القادر عبد العالى أستاذ الدراسات المغاربية يقول: يمثل انتصار ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حدثا مهما في فرنسا، وانتصارا للطبقات لتحالفات جديدة في فرنسا، مكونة من النقابات والطبقات المتوسطة، وأبناء المهاجرين، ودعاة التعددية الثقافية، والمصالح المالية القائمة. وبالتالي فلم يكن هناك مفاجأة كبيرة في الفوز، رغم أن أنصار اليمين كانوا متفائلين بفوز مرشحة اليمين، قياسا على الفوز المفاجئ لترامب.

ويضيف: لعبت الجالية الجزائرية دورا مهما ولكن ليس حاسما في انتصار ماكرون، نظرا للحجم الديمغرافي والانتخابي المتنامي تدريجيا، ونظرا لزيادة الاهتمام والانخراط في الشأن السياسي الفرنسي، وقد أعطت عدة منظمات إسلامية في فرنسا تأييدا واضحا ووجهت الجالية الجزائرية والمسلمة بالتصويت لصالح ماكرون. خصوصا بعد خطابات الكراهية والتخويف التي احتوتها حملة مارين لوبان.

بوفيسور عبد القادر

ومن جهتها وصفت وسائل الإعلام الجزائرية والمقربة من السلطة، وعلقت على فوز ماكرون، بأنه فوز صديق الجزائر، في الإشارة إلى الاطمئنان والاستحسان الذي لقيه فوز ماكرون من قبل السلطات الجزائرية، والتي لا تزال أوساط منها تلح وتؤكد على ضرورة الاعتذار الفرنسي من الجزائر والتخلي عن تمجيد الماضي الاستعماري، وتطوير العلاقات الجزائرية الفرنسية، والكف عن التحيز ضد الجزائر في القضايا الإقليمية.

لكن هذا الفوز،كما يري البروفيسور عبد القادر، لن ينتظر منه تغييرا كبيرا في طبيعة الأوضاع والعلاقات الفرنسية مع الجزائر، لعدة أسباب: حجم المصالح الفرنسية في الجزائر ومنظور فرنسا إلى الدور الإقليمي للجزائر، والعلاقات الجزائرية الفرنسية المعقدة والمتعددة الأوجه، والتي تدخل فيها عدة مصالح وجهات ونخب، ونظرا لطبيعة شخصية ماكرون الحديثة على السياسة، والتي تحتاج إلى خبرة، ونوع من الكاريزمية، لتحريك بعض الملفات أو تغييرها. كما قد يتوقع من هذا الفوز متابعة تنامي الاهتمام الفرنسي بالجزائر، في ظل توجه الجزائر في علاقتها الاقتصادية نحو فواعل متوسطية وعالمية أخرى. ومع ذلك تبقى فرنسا أهم شريك تجاري ومن أكبر المستثمرين في الجزائر.