اهتمامًا بالداخل الفلسطيني، واستمراراً لسياسة التقليل من الخطوات الفلسطينية الديمقراطية، أهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، المنشورة باللغة العبرية، بانتخاب إسماعيل هنيه رئيسًا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) صباح اليوم، السبت، في كل من قطاع غزةوقطر بالتوازي عبر الفيديو كونفرانس، مؤكدة أنه جاء لتحسين صورة الحركة أمام المجتمع الدولي. فقد كتبت صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية، أن إسماعيل هنيه، رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة الإسلامية « حماس» هو الداعي مرارًا لفك الحصار الاقتصادي والسياسي عن قطاع غزة، والقائل من قبل " إن الحصار علة غزة هو أكبر جريمة في التاريخ الحديث "، وهو القائل أيضًا : " إن حماس لا تقدم انتحاريين ولكنها تقدم شهداء لوجه الله "، وهي الرؤية التي كتبتها الصحيفة في عنوانها الرئيسي، حيث ذكر المحلل السياسي بالصحيفة، آليئور ليفي، أنه في حالة من الاقتراع السري داخل حركة حماس في القطاع وفي قطر معًا عبر الفيديو كونفرانس فاز اسماعيل هنيه بقيادة المكتب السياسي لحماس، متفوقًا على كل من محمد نزال وموسى ابو مرزوق، حيث جاء خليفة لخالد مشعل الذي استمر في منصبه لما يزيد عن 21 عامًا كاملة منذ العام 1996، وهو الشخصية الحمساوية الذي اعلن غير مرة انه تفوق على إسرائيل في كل الحروب الذي خاضها ضدها! وأشارت الصحيفة العبرية، إلى السيرة الذاتية المشرفة لإسماعيل هنيه، المولود في مخيم الشاطىء للاجئين بقطاع غزة، مؤكدة أنه في طريقه الى إلقاهرة للقاء المسؤولين فيها ومنها إلى قطر لتولي مهام منصبه، وهو الشخصية التي اعتبرها قد جاءت لتحسين صورة حركة حماس امام المجتمع الدولي. وذكر الموقع الإلكتروني الإخباري " واللا " أن انتخاب إسماعيل هينه رئيسًا للمكتب السياسي لحماس جاء بعد إعلان الحركة عن وثيقتها الجديدة قبل عدة أيام، حيث حلَّ محل خالد مشعل الذي بقى في منصبه 21 عامًا، كما سبق واختير من قبل يحيي السنوار قائدًا للحركة في قطاع غزة قبل عدة أشهر، وتحديدًا مطلع فبراير الماضي. وأكد الموقع أن الوثيقة الحمساوية الجديدة تختلف قليلا عن الوثيقة التأسيسية للحركة التي ظهرت للعلن في العام 1988، دون الاعتراف بدولة إسرائيل، وأنه الجديد في الوثيقة الأخيرة التي نشرت قبل عدة أيام فقط، تشير إلى إمكانية تأسيس دولة فلسطينية على حدود العام 1967، دون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وهو ما يعني الاستمرار في نهج الحركة الداعي لتدمير إسرائيل – بحسب مزاعم الموقع الإخباري العبري فضلاً عن التغيير في فك ارتباط الحركة عن جماعة الإخوان المسلمين. وأهتم الموقع العبري بذكر بعض بنود الوثيقة التاريخية لحركة حماس وكذلك الاهتمام الجارف بالسيرة الذاتية لاسماعيل هنيه، دون تعليق محدد يوصم إسماعيل هنيه ب " الإرهابي " مثلا، وهو المعتاد في وسائل الإعلام العبرية، ولكن نهج الموقع كان معتدلا في طرحه لمسألة اختيار هنيه لرئاسة المكتب السياسي لحماس. أولت " داليت هاليفي" المحررة بالموقع الإلكتروني للقناة السابعة الإسرائيلية، العناية ببنود وثيقة حماس الجديدة دون الاهتمام باختيار إسماعيل هنيه، وهو ما خالفت فيه بقية وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، حيث ألقت الضوء على مدى اعتراف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، من أن الحركة تحاول تحسين صورتها امام المجتمع الدولي. وأما " دانيال سيريوطي " المعلق العسكري لصحيفة " يسرائيل هايوم " فقد أشار من جانبه إلى تخوف حركة حماس من اغتيال إسماعيل هنيه على يد الموساد الصهيوني بعد انتخابه رئيسا للحركة، لذلك رأت الحركة سرعة خروجه من قطاع غزة واستقراره في قطر، حيث سيخرج من القطاع نهاية الاسبوع الجاري للدوحة، على أن يمكث في مصر فترة قصيرة للقاء بعض المسؤولين فيها. ومن ناحيتها، ذكر عاموس هرئيل المحلل السياسي لصحيفة " هاآرتس " العبرية أنه دون تدخل روسي واضح، ودون استطلاعات رأي أعلنت حركة حماس اليوم السبت عن فوز اسماعيل هنيه برئاسة المكتب السياسي للحركة، خلفًا لخالد مشعل، وإن كانت كاريزما خالد مشعل ستنافس هنيه في منصبه الجديد، خاصة وأن مشعل يتمتع بنفوذ داخل الحركة.