تناولت الصحافة الإسرائيلية على الفور خبر انتخاب إسماعيل هنية رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقامت بتغطية هذا التطور من خلال إعطاء القارئ الإسرائيلي معلومات أكثر عن زعيم حماس الجديد، بجانب تحليلات لما يمكن أن يسفر عنه هذا الحدث من تبعات محتملة على إسرائيل. الخبير في الشأن الفلسطيني آلون أفيتار قال إن اسماعيل هنية بشكل اجمالي يمثل الخط التقليدي والسائد في حماس ورجل تربى على أيدي أحمد ياسين وارتقى خلال العشرون عاماً الماضية في العمل السياسي بحماس. وأضاف في تقرير نشر على القناة الاولى العبرية أن هنية فعليا رجل يمثل الخط التقليدي الحمساوي فيما يتعلق "بإسرائيل" بمعنى الكفاح المسلح ومواصلة المقاومة. الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليئور ليفي قدم استعراضا مطولا للسيرة الذاتية الخاصة بهنية، مركزا على العلاقات الطيبة التي تربطه بالفصائل الفلسطينية، وكونه شخصية مقبولة في بعض دول المنطقة, خاصة حلفاء حماس في قطر وتركيا، بما في ذلك إيران. وقال مراسل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية الثانية يارون شنايدر إن "هنية لا يقل تطرفا عن خالد مشعل، بل إنه في فترات التهدئة مع إسرائيل كان يشجع تنفيذ العمليات المسلحة، بما في ذلك الدعوة إلى استمرار عمليات اختطاف الجنود الإسرائيليين". وأوضح أن انتخاب هنية لزعامة حماس جاء بدعم واضح من الجناح العسكري للحركة، لكون الرجل يعلن معارضته الاعتراف بإسرائيل. وقال مراسل الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" جاكي خوري إن انتخاب هنية لم يكن أمرا مفاجئا لإسرائيل، لأنه كان المرشح الأوفر حظا للفوز بهذا المنصب أمام باقي المرشحين. ذكر الخبير العسكري الإسرائيلي في الصحيفة ذاتها عاموس هارئيل أن انتخاب هنية تم بدون إجراء استطلاعات للرأي مسبقة وموجهة، وبعيدا عن التدخلات الدولية كما يحصل لدى بعض الجهات، معتبرا أن انتخابه يعني أن يعود قطاع غزة لتصدر المشهد السياسي الفلسطيني، لأن هنية أكثر اقترابا من ظروف الواقع الفلسطيني. وأضاف هارئيل أنه رغم انتخاب هنية لزعامة حماس فإن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تؤكد أن تأثير مشعل لن يتراجع داخل حماس، بعد أن بدا في العام الأخير مساندا لهنية، وأفسح المجال أمامه للقاء عدد من القيادات والزعامات حول العالم، تمهيدا لخلافته في هذا المنصب القيادي. من جهته قال محرر الشؤون الفلسطينية في موقع "ويلا" الإخباري آفي يسسخاروف إن انتخاب هنية لزعامة حماس بالتزامن مع صدور وثيقتها السياسية الجديدة يشير إلى رغبة الحركة في الظهور بوجه أكثر اعتدالا أمام العالم الخارجي. وأضاف يسسخاروف أن انتخاب هنية يؤكد سيطرة قطاع غزة على حماس، بحيث بات القطاع ممسكا بالمفاصل الأكثر قوة داخل هياكل الحركة، ممثلة في المكتب السياسي، بالتزامن مع تراجع التأثير المتوقع لباقي المناطق التي يتوزع فيها قيادات حماس مثل الضفة الغربية والخارج والسجون الإسرائيلية. وأشار إلى أنه ليس معروفا حتى الآن أين سيقيم هنية بعد انتخابه: هل سيبقى في غزة، أم ينتقل خارج الأراضي الفلسطينية؟ لأن مكوثه في غزة قد يؤثر سلبا على لقاءاته الخارجية وجهوده في جمع التبرعات المالية اللازمة للحركة، وربما في حالة اندلاع حرب جديدة ستسعى إسرائيل لاستهدافه واغتياله. يشار إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، أعلن فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي للحركة بدورته الجديدة. وجاء إعلان مشعل أمس السبت، وكانت حركة حماس قد أتمت انتخاباتها في قطاع غزة والضفة المحتلة وسجون الاحتلال والخارج قبل أسابيع. واُعلن في قطاع غزة فوز الأسير المحرر يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس في القطاع خلفاً لهنية، وخليل الحية نائباً له.