ذكرت مصادر سياسية ودبلوماسية، الأحد 23 سبتمبر، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يعيش في المنفى قد ضاق ذرعا بالتحديات السياسية من قيادة حماس في غزة. وذكر المصدر أنه لا يسعى لإعادة انتخابه في الانتخابات الجارية حاليا على مستوى الحركة. وتجري حماس منذ خمسة أشهر وعلى نحو هادئ اقتراعا سريا بين ناشطيها في قطاع غزة الذي تحكمه منذ 2007 وفي الضفة الغربيةالمحتلة والسجون الإسرائيلية ودول عربية وأجنبية أخرى لاختيار قيادة الحركة. وقال مصدر مقرب من حماس أن مشعل الذي قاد حماس منذ 1996 من عواصم عربية مختلفة أبلغ اجتماعا لمسؤولين كبار من حماس في القاهرة الأسبوع الماضي بأنه لا ينوي البقاء في منصبه وان قراره بعدم خوض الانتخابات هو قرار نهائي. وقال المصدر "قال (مشعل) لهم اختاروا قائدا آخر"، ولم يدل مشعل أو أي مسؤول أخر بحماس بأي تعليق علني عن مستقبل قيادته للحركة أو عن اجتماع القاهرة. وكان مشعل أغضب في وقت سابق هذا العام زعماء حماس في غزة بموافقته على إمكانية أن تقود حركة فتح المنافس الرئيسي لحماس والتي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب أي حكومة وحدة في المستقبل. وتوسطت مصر في إبرام اتفاق مصالحة بين حركتي حماس وفتح اللتين خاضتا حربا أهلية قصيرة عام 2007 أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة وعباس على الضفة الغربية. لكن الاتفاق الذي ينص على المشاركة في الحكم وإجراء انتخابات فلسطينية جديدة واجه العراقيل بسبب عدم تنفيذ الجانبين لبنوده على ارض الواقع. وعبر مشعل أيضا عما يعتبره المنتقدون في حماس موافقة على محادثات عباس مع إسرائيل المتوقفة حاليا عندما قال في 2011 أن الفلسطينيين يرغبون بعد 20 عاما من المؤتمر الدولي عن الشرق الأوسط في إعطاء جهود السلام فرصة أخرى. وقال مصدر دبلوماسي في المنطقة " لقد نفد صبر مشعل تجاه بعض قادة الحركة في غزة الذين حاولوا في الآونة الأخيرة عرقلة قرارات اتخذها في صالح الحركة "، ونفت حماس مرارا وجود أي خلافات بين صفوفها. وأضاف المصدر أن مشعل أكثر دهاء بشأن السياسة العالمية وأكثر واقعية من زعماء حماس الذين لا يعيشون إلا في قطاع غزة. وترفض إسرائيل مثل هذا التمييز وتلقي باللوم على مشعل في التخطيط لهجمات اسفرت عن مقتل المئات من جنودها ومواطنيها. وفي 1997 فشلت محاولة لاغتيال مشعل في عمان على ايدي عملاء للموساد وأدت تلك الواقعة إلى توتر العلاقات مع الأردن. وقال المصدر الدبلوماسي ان مشعل سيتعرض على الارجح لضغوط من داخل حماس ومن بعض الدول العربية للترشح قبل اجراء تصويت نهائي مازال موعده سرا. وقال مصدر آخر مطلع على اجتماع حماس في القاهرة ان اسماعيل هنية زعيم حماس في قطاع غزة وموسى ابو مرزوق الذي قاد حماس في اوائل التسعينات من ابرز المرشحين لخلافة مشعل. ويدعم هنية وأبو مرزوق اقامة علاقات اوثق مع الدول العربية واوروبا مع التمسك بسياسة حماس الرافضة للمطالب الغربية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وقد يكون مكان رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس عاملا مهما للفوز بالانتخابات. ويفضل نشطاء حماس بشكل تقليدي زعماء الحركة في المنفى الذين يعيشون في أماكن ينظر عليها على انها توفر أمنا شخصيا افضل من قطاع غزة الذي غالبا ما تحلق فوقه طائرات إسرائيلية بدون طيار. ويدعو ميثاق حماس الصادر في عام 1988 إلى تدمير إسرائيل. لكن زعماء حماس يقولون انهم سيقبلون بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.