يبدو المشهد مرتبكا فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، الواضح أن الإخوان لم يستقروا أو مازالوا يتحسسون طريقهم هل يشكلونها إخوانية خالصة، أم حكومة ائتلافية أم تكنوقراط؟! ولأن الفترة بالغة الحساسية، فإن الخيارات أمام الإخوان محددة، خصوصا بعد إعلان معظم الأحزاب السياسية رفضها المشاركة فى الحكومة الائتلافية، ليصبح أمام الإخوان خياران لا ثالث لهما، إما الاتفاق مع حزب النور كل بنسبته ليتم التوافق من حيث الشكل، أو تشكيل حكومة تكنوقراط من أهل الخبرة الذين يملكون مهارات وخبرات كل فى مجاله. لكن خبرتنا بالإخوان تقول إنهم يفضلون كوادرهم ويسيرون فى هذا الطريق إلى منتهاه، وهو ما يدفعنا للتوقع بأنهم لن يفوتوا هذه الفرصة لتكون الحكومة الجديدة إخوانية بامتياز، والصحيح فى هذه المرحلة أن يتحمل الإخوان المسئولية كاملة، طالما أن صناديق الانتخاب أتت بهم، فأنصاف الحلول والمواءمات والمساومات والصفقات لا تبنى بقدر ما توفق بين المصالح ولا تنجز بقدر ما تخلق توافقا زائفا. وإذا كان الرئيس محمد مرسى قد أعلن عبر برنامجه للمائة يوم، فمن الغريب أن المرور يزداد ارتباكا فى ظل غياب واضح أو كامل لجهاز المرور فى الشوارع، كما أن النظافة يزداد حالها ترديا، وحال القاهرة وعواصم المحافظات المتردية لا يخفى على أحد. وأزمة الوقود بدأت تطل برأسها من جديد بعد أن شهدت انفراجة محدودة فى الأيام الماضية، بينما أزمة الخبز لا تزال على حالها، بينما الحالة الأمنية لا ترضى طموح الراغبين فى الاستقرار. إذن الملفات متفجرة ولا يجب أن ينتظر الرئيس طويلا، فالإسراع بتشكيل الحكومة ضرورة يتطلبها الواقع الذى يتدهور فترة بعد أخرى، فيما يشبه حالة تراضٍ أو عصيان غير معلن للتعامل مع النظام الجديد. الشارع ينتظر تحركا سريعا وعاجلا، وأن ينفرد الإخوان بتشكيل الحكومة الجديدة لتكون حكومة إنقاذ فعلية لبرنامجهم الذى نجحوا على أساسه، وحتى يمكن حسابهم على قدر ما أنجزوا. وأى حلول غير ذلك ما هى إلا مضيعة للوقت والجهد وهزل سياسى فى موضع الجد، وليتحمل الإخوان مسئوليتهم كاملة، وإلا فالمتربصون كثر والوطن لا يحتمل مناورات جديدة.