تحظى القمة العربية المقبلة بالأردن بأهمية بالغة تجعل منها محط أنظار العديد من المراقبين على خلفيه الظروف التى تنعقد فيها وما تشهده المنطقة العربية بل والعالم من تطورات تستدعي تحركا عربيا قويا وفاعلا خلال المرحلة المقبلة بعد أن تراكمت الأزمات وبات تجاهلها خطر يهدد الجميع. ويسعى الأردن جاهدا إلى استضافه قمة عربية تعبر عن الواقع العربي، وربما تخرج بقرارات قد تكون معبره عن مستوى هذه التحديات بالقدر الذي يجعل النظام الإقليمي العربي قادرا على التعاطي مع مشاكلة ويحد من حجم التدخلات الخارجية التى باتت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة.. ولعل الحالتين السورية واليمنيه خير دليل على ذلك. ويشكل مستوى التمثيل المتوقع في القمة مؤشرا على احتمالات نجاحها إذ يتوقع أن تشهد القمة حضورا مكثفا للقادة العرب فيما توقعت مصادر دبلوماسية عربية إن يغيب السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان عن القمة الجاري، وأن شخصية سياسية عمانية رفيعه المستوى سوف تشارك فيها نيابة عنه. كما أفادت المصادر ذاتها ل«االأهرام العربي» أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد قد لا يحضر القمة شخصيا فيما قد تتمثل دولة الإمارات بحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد. كما تأكد أن مقعد دمشق سيظل خاليا طالما لم تتراجع الدول العربية عن تجميد عضويتها. وكان وزير الخارجية الأردني وشئون المغتربين أيمن الصفدي والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أكدا في مؤتمر صحفي مشترك عدم توجيه دعوة لسوريا لحضور أعمال القمة العربية، والتزام الأردن بقرارات الإجماع العربي بهذا الخصوص. وقال مصدر رفيع المستوى ل«الأهرام العربي» إن هناك توقعا لصدور قرار من القمة العربية المقبلة في شأن النظر في استمرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وربما يكون مخرجا عربيا للتعاطي بقرب مع الأزمة، خصوصا أن وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أعلن عن دعوة بلاده لوزير الخارجيةِ الروسي سيرجى لافروف، في افتتاح القمة. وقال المصدر إن هذا الأمر مرشح بقوة وسط مؤشرات على دخول الأزمة السورية في مسار التسوية والترتيبات النهائية، وهو ما تؤكده اجتماعات الآستانة الأخيرة. بالإضافة إلى وجود تيار عربي في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الأردن له مصالح مباشرة بالحل في سوريا وبدء مراحل إعادة الإعمار وعودة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مع السوريين في ضوء الأزمة الاقتصادية الخانقة. وكذلك المملكة العربية السعودية التي كانت طوال الفترات السابقة ترفض حلولا اعتبرتها الدول العربية توافقية تجاه الأزمة السورية وبدأوا اليوم مرحلة تماش مع تيار المصالحات والتسويات السائد في المنطقة، وهو ما بدا واضحا من الكثير من الاجتماعات والتصريحات الأخيرة، بما فيها التصريحات المصرية عن عودة المياه إلى مجاريها مع السعوديين، واستئناف ضخ النفط السعودي إليهم بعدما شهدت علاقات البلدين الكثير من التوتر إثر قضية جزيرتى تيران وصنافير. وتحظى قمة الأردن بأهمية بالغة على الصعيد الإقليمي والدولي ما يرجح أن تصدر عنها قرارات مهمة في شان القضايا العربية الساخنة. بالنظر إلى عدة قمم سابقة كان آخرها قمة نواكشوط. ويؤشر اهتمام العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين على مشاركته شخصيا في تحضير جدول أعمال القمة على ذلك. وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط العاصمة زار العاصمة الأردنيةعمان لبحث ترتيبات القمة العربية.. وقال أبوالغيط إنه بحث في الأردن تحضيرات القمة، واستمع من الملك عبد الله الثاني إلى رؤيته بشأن مجريات الأمور خلالها. وكان الأردن قد أسرع إلى إعلان موقفه من القمة العربية الدورية بعد اعتذار اليمن بتوجيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لاستضافة مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الثامنة والعشرين، وحسم الجدل الذي كان يمكن أن يثار في حينه، وربما أسهم في احتمالات عديدة في عقدها في موعدها المحدد. وهي كلها مؤشرات على أن القمة التى ستعقد في أحضان البحر الميت ستحيي الكثير من الآمال في ملفات عربية طال الرجاء في الاقتراب منها بعد أن فقدت الروح العربية وبات زمامها في الخارج.