منذ أن تم الإعلان عن الكشف الأثرى الهام بمنطقة المطرية يوم الإثنين الماضى ، وبداية انتشال الرأس بطريقة أغضبت الكثير وأثيرت حوله حالة من اللغط والضجة الإعلامية .. ثم تم الانتهاء من انتشال باقى الجسد بنجاح بدون المساس به،والجميع يؤكد ويردد أنه للملك رمسيس الثانى ، .. ولكن جاءت المفاجأة وحدثت الدهشة عندما أعلن د.خالد العنانى وزير الآثار عن اسم وهوية صاحب التمثال الذى يدعى الملك ابسماتيك الأول وينتسب الأسرة السادسة والعشرون، وحاكم مصر لمدة 54 عاما ومؤسس عصر النهضة والمعروف أيضا بالعصر الصاوى فى مصر ، وأكد العنانى على أهمية هذا الاكتشاف منذ أكثر من سبع سنوات وحتى وقتنا هذا. ومعنى اسم الملك هو "صاحب الذراع".. وبالنظر إلى طريقة النحت والتفاصيل التشريحية نجد أن الأسرة إلى كان لديها حنين للماضى والتقليد الشديد للأسر التى كانت من قبلها، كما أنه من الممكن ايضا ان يكون تمثال من عصر الملك رمسيس وجد بمعبده وتم استخدامة مرة أخرى، وهذا من الاحتمالات التى نعمل عليها في الأيام القادمة.
وللتعرف أكثر على قصة الملك نستعرض بعض المعلومات عنه. حكم الملك ابسماتيك مصر وحررها من الآشوريين، واستعاد رخاء مصر خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت 544 عامًا. ثم أسس علاقات وطيدة مع الإغريق وشجع العديد منهم على الإستقرار في مصر، وإنشأ مستوطنات لهم وشجعهم على الانخراط في الجيش المصري. وقد كان أول فراعنة سايس(مدينة مصرية) الثلاث، أي الأسرة السادسة والعشرون. وأيضا روي عنه هيرودوت قصة شهيرة عن الملم بسماتيك الأول في الباب الثاني من كتابه، "التواريخ"، أنه أثناء سفره إلى مصر، سمع هيرودوت أن پْسِمّاتيخوس (إبسماتيك الأول) أراد أن يعرف أصل اللغات بإجراء تجربة بطفلين رضيعين؛ وأعطى پسماتيك الطفلين لراعي وأمره برعايتهما على ألا يتحدث إليهم على الإطلاق، على أن يعود ذلك الراعي إلى الملك لدى سماعه أول الكلمات التي ينطقها الطفلان، ليرى بأي لغة تكون. الافتراض كان أن أول الكلمات المنطوقة ستكون باللغة الجذرية التي هي أم كل اللغات الأخرى. وعندما صاح أحد الطفلين "بِكوس" وهو ماد لذراعية استنتج الراعي أن الكلمة من اللغة الفريجية لأن الكلمة كانت تعني "خبز" بالفريجية. وبذلك استنتجوا أن الفريجيين هم أقدم من المصريين. كما قام بسماتيك الأول بتوحيد مصر في العام الثامن من حكمه عندما أرسل أسطولاً قوياً في مارس 656 ق.م. إلى طيبة وأجبر "زوجة الإله أمون" (ملكة مصر) على اتخاذ ابنته نيتوكريس كوريثة لها. كما تؤكد بعض التفسيرات عن مدى الجدل حول مسمى هذا الملك؛ فيرى البعض أن اسم بسماتيك فى تركيبه هو من طراز اسم (شبتاكا) والذى يعنى القط البرى، ويعود إلى الأصل الكوشى، لكن هناك رأيا مخالفا تماما يرى أنه له أصل ليبى ويعنى ابن الأسد، أما "فيدمان وشبيجلبرج" فيؤكد أن أصل التسمية مصرى خالص، وأن التفسير اللغوى للاسم هو "إنسان الإله تك"، وأن تك هو الإله المحلى للمكان الذى نشأت فيه هذه الأسرة فى دلتا النيل وخاصة منطقة سايس. وهناك ظواهر كثيرة تؤكد أن بداية حكم الملك بسماتيك الأول كانت مليئة بالمصاعب والعقبات، وأن الأخبار التى تتحدث عنه كانت مفعمة ونفى على يد مناهضيه وحوصر فى مستنقعات ساحل البحر المتوسط. ويقول المؤرخ القديم أسترابون "من المحتمل أن بسماتيك تغلب على الأمراء الإقطاعيين فى موقعة أو موقعتين، غير أن أمراء الإقطاع كانوا يأملون فى أنهم بعد ذلك سيفيقون من هزيمتهم ويستردون سلطانهم المفقود، لكن الأحداث والواقع أظهرت لهم أنهم كانوا مخدوعين. لم يكن للملك بسماتيك أسرة كبيرة على غرار سابقيه من الملوك، لكن من المؤكد الفعلى بكل المواثيق أنه لم يتزوج سوى مرة واحدة فقط بل كان مخلصا لأسرته الصغيرة، زوجته "محيتنوسخت" وابنته "نيتوكريس"وابنه "نيكاو" وهو الأمير الذى عرف باسم (نيكاو الثانى) وتربع على عرش مصر فى عام 609 ق.م بعد وفاة أبيه الملك بسماتيك الأول ولا يعرف عدد سنين حكمه حتى الآن بالتفصيل. عمال قفط الذين ساهموا فى اتنشال التمثال