كشف الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، أن التمثال المكتشف بالمطرية يعود إلى الملك بسماتيك الأول، مشيرا إلى أن الجهود ما زالت تبذل حتى الآن للعثور على باقي أجزاء التمثال للحصول على كافة التفاصيل. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي لوزارتي السياحة والآثار بالمتحف المصري، أن الملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين، مشيرا إلى أن هذا الحاكم حكم مصر 54 سنة، وأسس عصر النهضة في مصر. وأوضح وزير الآثار أن شكل التاج والوجه والجسم وحجمه الكبير وشكل صدره، كل هذا أثار جدلا حول صاحب التمثال، ووجدنا 4 علامات هيروغليفية ترجمتها "نب عا" أي صاحب الذراع القوي وهذا لقب كان للملك بسماتيك الأول من الأسرة 26. وأشار وزير الآثار، إلى أن هذا التمثال لفت نظر العالم كله لمصر بتاريخها وأنها لديها آثار وأسرار كثيرة مبهرة لم تكشف عنها، ووجه الشكر للداخلية وإدارة النقل بالقوات المسلحة على تعاونهما في نقل التمثال وتأمين موكبه. والملك بسماتيك الأول كان أول فراعنة سايس وتمكن من تحرير مصر من سيطرة الآشوريين، واستعاد رخاء مصر خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت 54 عامًا. كما وحد بسماتيك الأول مصر في العام الثامن من حكمه عندما أرسل أسطولًا قويًا في مارس 656 ق.م. إلى طيبة وأجبر "زوجة الإله أمون" (ملكة مصر) على اتخاذ ابنته نيتوكريس كوريثة لها، كما دون في مسلة التبني نجاحه في السيطرة على طيبة، وحطم آخر مظاهر سيطرة الأسرة النوبية على مصر العليا بقيادة تنتاماني، واستمرت نيتوكريس في منصبها لمدة 70 عامًا من 656 ق.م، حتى وفاتها في 585 ق.م، بعد ذلك قام إبسماتيك الأول بالعديد من الحملات ضد هؤلاء الحكام الإقليميين الذين عارضوا توحيده لمصر، أحد انتصاراته على عصابات ليبية ذكرت في مسلة من العام 10-11 من عهده في واحة الداخلة. وكان بسماتيك الأول فرعونا عظيمًا لمصر حيث حررها من الآشوريين، ثم أسس علاقات وطيدة مع الإغريق وشجع العديد منهم على الاستقرار في مصر، وأنشأ مستوطنات لهم وشجعهم على الانخراط في الجيش المصري. وقال هيرودوت في الباب الثاني من كتابه "التواريخ"، أن بسماتيك الأول أراد أن يعرف أصل اللغات بإجراء تجربة بطفلين رضيعين، حيث أعطى الطفلين لراعي وأمره برعايتهما على ألا يتحدث إليهما على الإطلاق، على أن يعود ذلك الراعي إلى الملك لدى سماعه أول الكلمات التي ينطقها الطفلان، ليرى بأي لغة تكون، والافتراض كان أن أول الكلمات المنطوقة ستكون باللغة الجذرية التي هي أم كل اللغات الأخرى، وعندما صاح أحد الطفلين "بِكوس" وهو ماد لذراعية استنتج الراعي أن الكلمة من اللغة الفريجية لأن الكلمة كانت تعني "خبز" بالفريجية، وبذلك استنتجوا أن الفريجيين هم أقدم من المصريين. ويعرف الكثير منا الملك أحمس الأول طارد الهكسوس ومحرر مصر وأول ملوك الأسرة 18 الفرعونية ولكن القليل منا يعرف الملك بسماتيك الأول طارد الآشوريين ومحرر مصر وأول ملوك الأسرة 26 الفرعونية، حرر هذا الملك مصر من الاحتلال الآشوري ولكن الفرق بينه وبين الملك أحمس أنه استعان ضمن جيشه بجنود مرتزقة من الإغريق بينما حرر أحمس مصر بجيش مصري خالص. وقد أسس بسماتيك الأول الأسرة السادسة والعشرين المكونة من ستة ملوك حكموا مصر نحو 138 سنة من سنة 663 ق م إلى سنة 525 ق م، وقام بالعديد من الإصلاحات والإنجازات، ولكنه أخطأ خطأ فادح عندما استعان بالجنود المرتزقة اليونانيين (الإغريق) في تحقيق أهدافه بالإضافة إلى الجنود المصريين. وبالرغم من أن الحضارة المصرية الفرعونية كانت أعرق من الحضارة الإغريقية أيام أمجاد الفراعنة الأوائل إلا أنها بدأت تتراجع عندما فقد الفراعنة روح القتال واعتمدوا على المرتزقة. ففي عهد هذه الأسرة لم يفقد المصريون هذه الروح بالكامل تقريبًا فقط بل إن الشعب المصري فقد أيضًا روح الإبداع الفني فتراه يكرر ويحاكي الفن الفرعوني السابق دون تجديد أو ابتكار نظرًا لوجود العديد من اليونانيين الإغريق في بلاده سواء بصفتهم محاربين أو بصفتهم تجار، وحاول أن يتمسك على قدر المستطاع بأمجاد سابقيه خوفًا على هويته من الضياع في ظل الحضارة الإغريقية فأصبح يقلد الفراعنة الأوائل في فنونهم دون أن يقدم حضارة جديدة.