العزب الطيب الطاهر دعا صلاح الدين الجمالي الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا ، إلى تأسيس صندوق عربي لدعم الشعب الليبي إنسانيا وإغاثيا في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد لتمكينها من مواجهة متطلبات نصف مليون نازح داخل البلاد، مشيرا إلى أن نصف الشعب الليبي يعيش تحت خط الفقر، فى ظل ما تتعرض له موازنة الدولة العامة من مقايضات بمواقف سياسية معينة. جاء ذلك فى الإفادة التى قدمها اليوم الثلاثاء إلى الاجتماع التشاورى لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط وبرئاسة نجيب منيف سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية والتى ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة وقال الجمالى إن هذا الصندوق الذي يمكن أن تساهم به الدول العربية ورجال الأعمال العرب مما يتيح تقديم بعض المساعدات العينية للشعب الليبي الذي يعاني منه نصفه من البطالة ،ورأى أنه يساعد فى الوقت نفسه على زيادة فعالية الدور السياسى للجامعة العربية إذا تدخلت ميدانيا ، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تقوم بأدوار كبيرة ليست فقط سياسية بل تشمل أيضا تقديم مساعدات إنسانية ولفت المبعوث العربى إلي أن القيادات الليبية مبديا تفاؤله بدور الجامعة العربية في المساعي الرامية لحل الأزمة وإعادة السلام والأمن في بلادهم ، خاصة أن الليبيين مستاؤون من تعسر الجهود الأمميةالغربية معربا عن قناعته بأن الثقة مهتزة بين المبعوث الآممي والقيادات الليبية خاصة في المنطقة الشرقية. وقال إن المبعوثين الأممي والإفريقي مهتمان بشكل كبير بالتعاون مع الجامعة العربية ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في إطار الترويكا التي تشكيلها مؤخرا والعمل معا لتجاوز التحديات التي تعترض التسوية في ليبيا. ولفت في هذا الصدد إلى أن دور الجامعة لايزاحم الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي .بل هو في إطار التكامل، معتبرا أنه لامانع من توزيع الأدوار بين المنظمات الثلاث. وأشار إلى أن المبعوث الأممي مارتن كوبلر يشعر بأن الدور العربي مفيد للأمم المتحدة لأن هناك مشكلات لديهم أحيانا في فهم دقائق الوضع في ليبيا، بينما نحن كعرب نفهم بَعضُنَا البعض. وذكر الجمالى أن الوساطة الإفريقية تسعى لتجديد دورها وطرح مبادرتها الخاصة ، مشيرا إلى أنه في 25 يناير الجاري ستعقد قمة إفريقية ،وستعقد على هامشها لجنة عليا على مستوى زعماء الدول مخصصة للشأن الليبي، خاصة أنه في ظل رئاسة تشاد الدولة الجارة لليبيا للاتحاد الإفريقي يزداد الاهتمام الإقريقي بليبيا ، مؤكدا أن الدور العربي والإفريقي يجب أن يتكاملا. ونبه الجمالى إلى أن الوضع الأمني غير مطمئن في ليبيا وهو قابل للتعسر، رغم أن قوات البنيان المرصوص دحرت داعش في سرت والجيش الليبي تصدى للإرهابيين في كثير من المناطق. ولفت إلى أن سيطرة الجيش الليبي على بعض آبار النفط، دفعت بعض الدول الأوروبية لتغيير موقفها تجاه المشير خليفة حفتر موضحا إلى وجود مطالبات إدخال بعض التعديلات على إتفاق الصخيرات وقال هذا الصدد إن رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح له بعض التحفظات على الاتفاق ولكنه لايرفضه، وله بعض المقترحات بتعديله تخص رئاسة الدولة والحكومة والجيش. وأشار إلى أن الأممالمتحدة حصرت هذه التعديلات المقترحة من قبل الأطراف وتحاول جمعها وتحديدها تمهيدا لأي مفاوضات مستقبلية ، مشيرا إلى أنه يمكن للجامعة رعاية هذا الحوار المستقبلي بين الأطراف الليبية سواء في مقر الإمانة العامة او في مقرها بتونس. ونبه إلى أن عدم دعم دور الجامعة العربية يضعف كل الدور العربي ، محذرا من تأثر أي تعثر لدور الجامعة على الليبيين خاصة في ضوء التجارب السابقة ، وحث بعض الدول العربية في المساهمة في دعم دور الجامعة العربية في ليبيا ,معرباعن يقينه بأن الجهود التي تبذلها بعض الدول العربية لتعزيز الحوار بين الفرقاء الليبيين تعزز الدور العربي برمته، مؤكدا أهمية دور دول الجوار الليبي في معالجة الأزمة الليبية قائلا "أتطلع لتعزيز التنسيق بينها". وقال إنه إذا كانت مصر والجزائر وتونس في حالة حرب مع الاٍرهاب فإن الوضع في ليبيا يساعد على تفاقم الاٍرهاب. وأشار إلى أن عمل ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية رهين الامكانات بالمحدودة التي وفرها مركز الجامعة في تونس الذي هو إمكانياته شحيحة لا تغطي تكاليف حتى التحرك حتى في تونس.
من جهته ,اكد السفير أحمد بن حلي نائب الامين للجامعة العربية أن مهمة السفير الجمالي في ليبيا ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة نظرا لما يتمتع به من خبرات واسعة في القضايا العربية الشائكة خاصة وانه عمل سفيرا لبلاده في ليبيا خلال الاحداث الكبيرة التي شهدتها ليبيا منذ فبراير عام 2011 واستمرار تداعياتها حتى الان. وقال بن حلي فى تصريحات للصحفيين أن الاجتماع التشاورى خصص لاستماع المجلس لافادة الممثل الخاص للامين العام للجامعة العربية الى ليبيا وخطة تحركه خلال المرحلة المقبلة وما تتضمنه من افكار ومقترحات لتشجيع الاطراف الليبية على الحوار السياسي ودعم مؤسسات الدولة الليبية.