لا حديث يشغل المشهد السياسي حاليا بالإسكندرية بعد رحيل شهر رمضان المعظم سوي الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب القادمة, ومن جانب كل القوي السياسية والوطنية والتيارات الدينية. وإذا كان الإخوان المسلمون والسلفيون قد بدأوا في مناوشات فيما بينهما فذلك لا يعني اتفاق سائر القوي الأخري حتي في ظل تأكيد اعداد قائمة موحدة تجمع كافة الأطياف والأحزاب. وقد اتضح أن هناك انقساما حادا بين الأحزاب السياسية القديمة ما قبل ثورة52 يناير والنخبة السياسية الجديدة الممثلة في الأحزاب الحديثة التي خرجت من رحم الثورة, ففي الوقت الذي يري أنصار الأحزاب القديمة أنهم أصحاب تاريخ سياسي طويل في النضال والكفاح مهد الطريق لثورة25 يناير وينبغي الأخذ والعمل بآرائهم وعدم تجاهلهم في قوائم مرشحي الدوائر الانتخابية المختلفة, يري الحرس الجديدة ممثلا في الأحزاب الوليدة أنه حان الوقت للتخلص من الأحزاب القديمة التي تعاونت مع النظام السابق واستفادت منه علي حساب الشعب المصري ولم تقدم شيئا لخدمة الوطن وأن اداء هذه الأحزاب تحت قبة البرلمان وفي المجالس النيابية المختلفة خير شاهد علي ضعف ادائها وعدم قدرتها علي تلبية مطالب الجماهير وحل مشكلاتها وبالتالي حان الوقت لضخ دماء جديدة ووجوه قادرة علي تحقيق طموحات المواطن ومطالبه التي ضاعت في العهد البائد. وتشهد حاليا أروقة وكواليس الأحزاب المختلفة صراعات شديدة وصلت إلي حد المطالبة بأن تكون قائمة الأحزاب مستقلة بعيدا عن الأحزاب القديمة خاصة التي لا تحظي بقبول لدي رجل الشارع الذي انصرف عنها خلال الثلاثين عاما الماضية مما فسر محاولات البعض من الأحزاب في اقامة تحالفات مع بعض التيارات الدينية حتي لا يظهر أداؤها الحقيقي وشعبيتها المتراجعة علي الساحة السياسية وأنه في ظل هذه المشاهد السياسية من المتوقع أن تحصل الأحزاب القديمة علي نسبة ضئيلة للغاية من أصوات الناخبين بينما يراهن الحرس الجديد علي جذب أصوات الشباب والغالبية العظمي الراغبة في تغيير المشهد السياسي والأوضاع المتردية التي تشهد البلاد من خلالها إزاحة الوجوه القديمة حتي لو كانت من أحزاب المعارضة ومع ذلك يري البعض ان الأحزاب القديمة لاتزال تملك كوادر وأعضاء لهم المقدرة علي التعامل الانتخابي بخبراتهم التي جمعوها علي مدي سنوات طويلة في مواجهة عمليات التزوير والتضليل التي كانت تتم في السابق مما أكسبهم خبرات واسعة في إدارة العملية الانتخابية وهو ما يفتقده الحرس الجديد. ويري الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد, أن حزب الغد هو الوحيد الذي يجمع ما بين القديم والجديد, فهو الحزب الذي ناضل قبل ثورة25 يناير ورئيسه تم سجنه عقابا له علي تصديه للنظام الفاسد وتصديه للتوريث وأدي ذلك إلي حرق مقر الحزب والتنكيل بقياداته لذلك فانه الحزب الوحيد من الأحزاب القديمة التي لها وجود, كما اننا نعتبر أنفسنا من أحزاب الثورة لكوننا في طليعة من شاركوا في المظاهرات التي أطاحت بالنظام ورموز الفساد, وفجر نور مفاجأة ضخمة بقوله ان هناك أحزابا قديمة يجب بترها وحلها من الساحة السياسية لأنها أحزاب أمن دولة وورقية لا وجود لها في الشارع وتستخدم حاليا لأغراض خاصة بل ان بعضها يتم حاليا تأجيره مفروشا كدكاكين سياسية لذلك فان المشهد السياسي سيشهد خلال الفترة القادمة حكم المواطنين علي الأحزاب القوية والوهمية.. وأشار الدكتور أيمن نور إلي أنه بالتأكيد سيكون هناك إتلاف واتفاق بين القوي الجادة التي تسعي لنهضة مصر بعيدا عن أحزاب أمن الدولة.