سعر الدولار اليوم يقفز عالميًا بعد الهجوم الإيراني الجديد (قائمة أسعاره الجديدة)    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 16 يونيو بسوق العبور للجملة    بعد عمله اليومى.. محافظ قنا يتجول بدراجة فى شوارع المحافظة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    رئيس جهاز حماية المستهلك يلتقي وزير الطيران المدني لبحث سُبل التعاون بين الجانبين    إعلام عبري: مقتل 4 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني في بيتح تكفا    وصول بعثة الأهلى لفندق الإقامة فى نيوجيرسى.. صور    ليس تريزيجيه.. ميدو يحمل هذا اللاعب مسؤولية إهدار ركلة جزاء الأهلي ضد إنتر ميامي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «كارمن» بمسرح الطليعة ويشيد بصناعه | بالصور    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    ميدو يتحدث عن أمنيته ل الأهلي في كأس العالم.. ويوجه رسالة بشأن زيزو (فيديو)    مدرب بالميراس: مباراة بورتو ستساعدنا على التحضير لمواجهة الأهلي    قوات الحرس الثورى الإيرانى تُسقط 3 طائرات إسرائيلية فى زنجان وسنندج    ترامب: بوتين مستعد للوساطة.. واتفقنا على إنهاء التصعيد في الشرق الأوسط    الضربة الاستباقية الإسرائيلية ضد إيران بين الفشل والنجاح    عادل عقل: تعادل بالميراس وبورتو يشعل مجموعة الأهلى.. وفوز كبير للبايرن بمونديال الأندية    وسائل إعلام إسرائيلية: عدة مواقع في تل أبيب تعرضت لدمار كبير    إيران تشن أوسع هجوم صاروخي على إسرائيل حتى الآن    أحمد السقا يرد على تهنئة نجله بعيد الأب.. ماذا قال؟    ارتفاع قتلى الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى 16 قتيلا    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مراجعة اللغة الفرنسية الصف الثالث الثانوي 2025 الجزء الثاني «PDF»    انكسار حدة الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تعلن مفاجأة بشأن طقس الساعات المقبلة    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    مجموعة الأهلي.. نتيجة مباراة بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    أحمد سعد يشعل حفل الجامعة الأمريكية، ويحيي الأوائل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 16 يونيو 2025    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    وفاة تلميذ متأثرًا بإصابته بلدغة ثعبان في قنا    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    مصرع طفلتين في حريق بمنزل أسرتهما بالزقازيق    ضبط موظف تحرش براقصة أرجنتينية في العجوزة والأمن يفحص    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء‏..‏ الفرصة الأخيرة للتنمية الحضارية

لا ينبغي ان يكون الاهتمام بسيناء موسميا‏,‏ يظهر ويملأ الدنيا ضجيجا في ذكري التحرير والانتصار أو بمناسبة وقوع أحداث معينة ثم ما يلبث ان يخفت ويتلاشي‏!‏ وهذا ما جري خلال الثلاثين عاما الماضية حيث بذلت جهود مضنية ووضعت دراسات. وصممت مشروعات قابلة للتنفيذ ولكنها لأسباب مبهمة ومريبة انزوت حبيسة في الأدراج وبعضها ضاع وتبدد ربما عمدا.. فتعثرت الحياة فوق الأرض المقدسة وان كانت للحق والتاريخ قد نفذت مشروعات لعل أهمها انشاء نفق الشهيد أحمد حمدي تحت قناة السويس في القطاع الجنوبي قرب السويس وكوبري السلام العملاق فوق القناة في القطاع الشمالي بين الاسماعيلية وبورسعيد, كما مد نهر النيل فرعا جديدا باسم ترعة السلام تحت مجري القناة لكنه للأسف التوي في تشابكات معقدة أفقدته الهدف والفائدة! والي جانب هذا هناك بالطبع مشروعات أخري مهمة وان لم تكن مخططة بما ينعكس نفعا علي البشر والبيئة.. وهناك أنشطة سياحية وهي بقدر ما أفادت السياحة.. بقدر ما استفزت وأثارت المواطنين!!
لهذا.. فانه ينبغي التمسك هذه المرة بالفرصة المواتية الآن والتي يمكن القول انها الفرصة الأخيرة لتنفيذ مشروع التنمية الحضارية وفق الدراسات والمخططات الموضوعة سلفا بعد تحديثها وفي ضوء المستجدات بأبعادها المختلفة.. واتصالا وليس انفصالا عن المخطط العام.. و.. المشروع النهضوي لمصر.
واذ تتصدي ندوة ألأهرام لهذه القضية.. فلقد سبق ان تناولتها بتركيز واهتمام شديدين بل وبمشاركة فاعلة في الجهود مدينة الفيروز مثلا واذا كنا نؤكد ذلك فالهدف ليس المباهاة مع ان هذا فخرا وليس تهمة.. لكن لتبيان دور الأهرام والصحافة عموما في الدعوة الي ما هو أفضل.. غير أن المسافة كانت بعيدة ومليئة بالمطبات, بين الفكر.. و.. صناعة القرار!
ولقد تغيرت الأحوال الآن.. وأصبح المطلوب هو القرار مستهدفا المصلحة الوطنية الناتج عن إرادة مستقلة صلبة.. ومن ثم فان التفاؤل يتنامي.. والشعور يتزايد بأننا نضع أقداما ثابتة علي طريق التنمية الحضارية الشاملة لسيناء ولغيرها.. وهو طريق ممتد الي ما بعد الأفق لأنه ليس للأمل.. نهاية.
ومن ذات المنطلق.. بدأت هذه الندوة الهامة للأهرام:
%: نرحب بحضراتكم في هذه الندوة عن تنمية سيناء. وكما تعلمون فان هذا موضوعا قديما لكنه يتجدد الآن بعد تشكيل الآلية الخاصة به.. وأحسب ان الدولة جادة في تنفيذه. وكان قد جري اتصال تليفوني مع الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء حول هذه الآلية ومهمتها واتفقنا علي ان يحضر للمشاركة في هذه الندوة غير انه بعد ذلك اعتذر لارتباط هام مفاجئ.
وعلي أي حال فاننا نلتقي اليوم وبعض من حضراتكم شارك في ندوات الأهرام من قبل اكثر من مرة حول ذات الموضوع ونحن بالطبع لسنا سلطة تنفيذ ولكن ان جاز التعبير سلطة تفكير.. نتحاور ونتبادل الآراء لكي نعطي تصورات وأفكار عن كيف تكون التنمية الحضارية لسيناء. وأستأذنكم في إثارة عدد من النقاط أضعها أمام حضراتكم وهي قابلة للتعديل والإضافة والمناقشة:
1- نقطة البدء ان الإستراتيجية التنموية لسيناء يجب ان نتعامل معها باعتبارها وحدة واحدة وليست حسب التقسيم الإداري لها.. وهذا مدخل مهم لشبه الجزيرة التي تبلغ مساحتها61 ألف كيلو متر مربع ويعيش فيها نحو ثلاثمائة ألف نسمة..
2- يجب ان تضع الإستراتيجية في اعتبارها ان سيناء هي البوابة الشرقية لمصر التي جاءت منها ويحتمل ان تجئ الغزوات العسكرية.. ومن ثم ينبغي ان يكون هذا الاعتبار علي رأس الأولويات بما يتطلبه عند التخطيط وعلي أرض الواقع.
3- إن التنمية الحضارية في سيناء لابد ان تعتمد علي التنمية البشرية وتبدأ بها.. لأن أبناء سيناء هم الثروة الحقيقية ومن حقهم الأولوية في التنمية.. ولهم أيضا أحقية المشاركة في مختلف المشروعات..
4- ينبغي أن تكون كل المشروعات والأنشطة برءوس أموال وإدارة مصرية وكذلك تملك الأراضي, ويكون هذا بنصوص قانونية. وبالمناسبة فانه لا يوجد حتي هذه اللحظة ما يمنع شراء الأجنبي للأراضي أو الاستثمار في سيناء. وحتي لو استدعي الأمر وجود شركات ومساهمات أجنبية لسبب أو لأخر للضرورة فان هذا لابد ان يكون مقيدا وبمراجعة وموافقة الحكومة المصرية مع ذكر الأسباب.
5- لابد ان تكون التنمية متكاملة منتجة, مع تقديم تلك التي تتيح فرص عمل والأولوية للسيناويين وتسهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة.. ومن ذلك عدم التركيز علي السياحة وحدها وإنما وبنفس الأهمية علي.. الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها..
وفي هذا الاطار وحتي لا نغمط العقول المصرية حقها فان عددا كبيرا من الدراسات جرت علي سيناء في حقبة مختلفة.. ثم جرت دراسات بقصد التنمية في الستينات ونتجت عنها آبار البترول.. ومزارع ومواقع التوطين التي أقامتها هيئة تعمير الصحاري.. الي ان جاءت المرحلة الأخيرة وأعني بعد استكمال تحرير سيناء 24 ابريل1982 حيث تمت دراسات متجددة بل ان دراسة كانت قد بدأت قبل ذلك بسنوات وصدرت في بداية عام1982 بعنوان: الهيكل التخطيطي لشبه جزيرة سيناء شارك في وضعها نحو عشرين من أساتذة جامعة القاهرة ومجموعة من الباحثين وذلك باشراف الراحل الدكتور محمد صبحي عبد الحكيم.. وهي دراسة مهمة أوضحت محاور التنمية ومواقع التجمعات العمرانية المقترحة.. كما جرت جهود أخري عديدة..
وفي هذا الاطار وفي ضوء ما أنتجته الدراسات فان الزراعة بمحاصيل مختلفة تصلح في مناطق مختلفة بسيناء اعتمادا علي مياه ترعة السلام, والسيول بعد ادارتها وانشاء خزانات لها والآبار الجوفية.. وفي بند الزراعة أيضا نجد النباتات الطبية والعطرية التي يتطلب الأمر حصرها وتصنيفها علميا وتسجيل خبراتها والبشر العالمين بها والتوسع في زراعتها علميا للتصنيع والتصدير, وكذلك بساتين الزيتون والخوخ وغيرهما التي تنتج بغزارة لكن دون اهتمام جاد بتطويرها وتنميتها وتصنيعها وتصديرها.. مع ان سوقها العالمية تطلبها!
6- ولا استطرد في الزراعة وأنتقل الي الرمال والمدهش ان عمليات تصدير رمل سيناء مستمرة عبر ميناء العريش لاستخدامها في تصنيع أرقي انواع الزجاج والصيني لأنها غنية بمواد منها الكولين.. ومن الأفضل اقامة مصنع متطور متنوع ينتج ويصدر.. بدلا من بيعها بالملاليم ليكسب الأخرون.. الملايين!
7- وهناك أيضا الورود وتجارب ناجحة لزراعتها وتصديرها لأوروبا شتاء.. وهناك الثروة السمكية من بحيرة البردويل وتنتج أفخر أنواع الأسماك.. وما يمكن ان تقوم عليها من أنشطة..
8- وهناك السياحة التي حظيت باهتمام واسع منذ سنوات.. وان كانت تحتاج الي تطوير لتتسع الي الفنادق الأقل مستوي مع نفس مستوي الخدمة.. والي سياحة السفاري.. والشباب..
9- وذلك بالطبع الي جانب الحاجة الي معابر اكثر علي قناة السويس.. والي اعادة خط السكة الحديد من القاهرة الاسماعيلية وعبر القناة الي سيناء العريش ثم رفح الي غزة فيما بعد..
10- تلك مجرد نقاط والمهم تحديد رؤية ينتج عنها مخطط شامل للتنمية الحضارية الشاملة التي تبدأ بالتنمية البشرية والتعليم والثقافة والفنون.. وتتحدد بخرائط مفصلة بحيث لا ينفذ مشروع الا في اطارها.. ليتكامل مع غيره.. لزرع الفراغ بالبشر والنبات والخير.. وبعد, هذه مجرد نقاط عاجلة لتفتح باب الحوار:
%: نشكرك علي هذه المقدمة الشاملة الوافية.. فان تنمية سيناء تعد المشروع القومي لمصر.. وهو لا يقل أهمية عن السد العالي الذي التفت حوله كل الجماهير في الستينيات وله عائده المرتفع.. سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.. ولابد من تنفيذ إستراتيجيته حسب خطط قصيرة, ومتوسطة, وطويلة المدي.. والبداية.. تقييم الوضع الحالي وزيادة الربط البري مع سيناء, فانه يوجد الآن فضلا عن نفق أحمد حمدي كوبري السلام, وكوبري الفردان المخصص لخط السكة الحديد وهو للأسف لا يستخدم رغم انه تكلف نحو ثلاثمائة مليون جنيه علاوة علي مد خط السكة الحديد شمالا حتي مدينة بير العيد سنة2002 ثم توقف العمل بل وسرق الخط بمشتملاته! فلابد من العودة الي هذا.. وكذلك تنفيذ مشروع كانت قد جرت دراسة له لإنشاء نفق تحت القناة عند بورسعيد..
واذا نظرنا الي سيناء.. فان الانتباه لا يجب ان يقتصر علي الشمال والجنوب اذ يوجد الوسط. وفي كل المناطق وهذه هي الخطة قصيرة المدي يجب ضخ مسببات وأساليب الخدمة والحياة في كل مدينة وقرية لان الانطلاق سيكون منها الي تعمير وبناء غيرها.. وهذا يصب أيضا في التنمية البشرية ومثلا فانه لا يعقل ان نهتم بالسياحة شمالا وجنوبا دون ان يكون في سيناء معهد سياحي لتعليم وتدريب أبناء المنطقة للعمل في هذا المجال! وبنفس القياس تكون دور التعليم والتدريب.. للعمل في المشروعات التي ستنفذ.. واذا ما احتاج الأمر طبقا لخطة قصيرة المدي الي كوادر بشرية متخصصةواضافية.. فانه يجري وبسرعة اعداد معسكرات عمل للشباب القادم من الوادي للعمل غلبي ان يكون ليس فقط مدربا كفؤا انما أيضا واعيا فاهما..
وهذا ما يجب علي اللجنة العليا لتنمية سيناء ان تضعه في اعتبارها.. بمعني ان تسير في محاور متوازية ولكن وفق الرؤية الواضحة التي تترجمها الاستراتيجية التنموية وخططها, والتي لابد ان يتوافق عليها أهل الفكر والعلم وبمشاركة أبناء سيناء ومن ثم تعتمدها الدولة وتنفذها حسب المراحل وفي برنامج زمني محدد, معتمد ومقدس. وأعتقد ان هذا سيكون هو المشروع القومي لمصر..
المخططات السابقة
%: لقد اعادنا الأستاذ محمود مراد بهذه الندوة الي اجواء ما بعد استكمال تحرير سيناء في ابريل1982 وما قامت به اسرائيل قبل انسحابها من هدم مستعمرة ياميت في شمال سيناء.. ودعوة الأهرام الي بناء مدينة جديدة واعادة تخطيط المنطقة ولقد شاركنا في هذا تطوعا وجمع الأهرام تبرعات.. أظنها قد ذهبت لبناء مدارس..
%: من حسن الحظ أنني شخصيا كنت مكلفا من الأهرام بالمسئولية والاشراف علي هذا المشروع.. وكانت بدايته خطابات من القراء خاصة من خارج مصر تقول ان اسرائيل تنشر في الصحف العالمية انها هدمت ياميت حتي لا يستخدمها المصريون غير القادرين علي بناء مثلها. وطالب القراء بإقامة رمز سيناء بتبرعات المواطنين.. ولما اسند رئيس التحرير هذا الأمر لي.. تداولت بشأنه واستقر الرأي عندي انه لا معني لإقامة نصب تذكاري يكون رمزا وفقط!.. وانما لابد من عمل ينفع المنطقة وأبنائها.. وباختصار شديد توصلنا إلي أهمية إنشاء تجمع عمراني مدينة حضارية في ذات الموقع وأكبر من ياميت التي كانت صغيرة ومنطقة سكنية لقيادات قوات الاحتلال واخترنا لها اسم الفيروز مع ان هذا الجوهر النفيس كان الفراعنة يستخرجونه من الجنوب وذلك تأكيدا للربط بين الشمال والجنوب في شبه الجزيرة التي تعد جزءا أساسيا من الوطن واليها كانت تمتد أفرع نهر النيل عندما كان عددها سبعة ومنها الفرع البلوزي الذي جاء منه اسم مدينة بالوظة في شمال سيناء وكان اختيار الموقع يتفق مع العلم والدراسات التي عدنا اليها وهو علي مسافة نحو45 كيلو مترا شمال شرقي العريش وقبل رفح بنحو خمسة عشر كيلو مترا وجاء علماء عديدون وخبراء ومنهم من يجلس معنا الآن في هذه الندوة مثل المهندس صلاح حجاب والدكتور اسماعيل عامر والمهندس عصام صفي الدين وغيرهم من الكبار مثل الدكتور أحمد خالد علام والمهندس حسين صبور والدكتور عزت صقر والدكتور حسنين أبو زيد ومنهم من رحل عن دنيانا مثل المهندس ابراهيم زكي قناوي والمهندس حسن شافعي والدكتور حسن فتحي والدكتور أمين مختار والدكتور زكي حواس والدكتور علي صبري ياسين وغيرهم وغيرهم من المفكرين والمثقفين والفنانين خاصة التشكيليين ونظمنا رحلات ميدانية ولقاءات مع ابناء المنطقة وشيوخ قبائلها والمحافظين المرحومين: الفريق يوسف صبري أبو طالب واللواء منير شاش.. وآخرين.. والمهم انتهينا من المخطط العام لتتسع المدينة لعشرين ألف نسمة وبها منشآت عديدة انتاجية وخدمية وثقافية.. وكانت نموذجا للتخطيط الحضاري المتطور.. ولكن وهذه قصة طويلة أقر رئيس الوزراء وقتها الراحل كمال حسن علي الهيكل التنظيمي للمشروع وبقي ان يصدر مجلس الوزراء قرارات تنفيذية لكن هذا لم يحدث في عهده ولا في عهد خلفه الدكتور علي لطفي.. ويمكن القول ان الحكومة رفضت.. وكنا قد انتهينا من طبع الشروط والمواصفات ليبدأ التنفيذ الذي كانت حسب الهيكل التنظيمي ستتولاه هيئة المجتمعات العمرانية بعد ان نحول اليها قيمة التبرعات, ولما لم يحدث.. فان التبرعات وما قمنا به من جهود بلغت ما يقرب من تسعمائة ألف جنيه اذ كان الأهرام يضعها وديعة في البنك تدر عائدا.. بينما تحملت المؤسسة المصروفات الادارية.. كما تحمل العلماء المشاركون.. والمهم بعد استحالة التنفيذ فان المبلغ تحول الي هيئة الأبنية التعليمية باتفاق بين الأهرام ووزير التعليم لبناء أربع مدارس في كل من: الاسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء..
%: هذا صحيح.. والمهم ان التوجه الشعبي كان ولا يزال متحمسا لتعمير سيناء وبذل الجهد في سبيل ذلك. واذا كنا الآن نعيد التفكر في التخطيط. فان التخطيط.. رباعية متكاملة هي: رؤية مخطط آليات متابعة. واذا غاب أحد هذه الأضلاع.. يختل العمل. وبالمناسبة فان لدينا مخططات عديدة عن سيناء وغيرها.. لكنها لم تنفذ.. رغم الحاجة الملحة الي ذلك.. لتنمية وتعمير سيناء.. ولمصر كلها..
%: ادعو الدكتور مصطفي مدبولي باعتباره المسئول عن الهيئة العامة للتخطيط العمراني..
المحاور الأربعة
%: شكرا جزيلا.. وأود في البداية ان أنقل لكم تحيات الوزير الدكتور محمد فتحي البرادعي عن عدم استطاعته الحضور لارتباط مفاجئ.. وقد كلفني بالحضور لاهتمامه بهذه الندوة المهمة فان لسيناء أهميتها الاستراتيجية, كما ان مساحتها كبيرة تمثل نحو سبعة في المائة من اجمالي المساحة الكلية للوطن.. وبها مقومات اقتصادية وإمكانيات هائلة تستوعب أعدادا كبيرة من المواطنين.. وتحديدا فانه طبقا للدراسات العلمية التي انتهينا منها الآن للمشروع الابتدائي لمخطط تنمية مصر كلها.. فان سيناء لديها القدرة خلال الأربعين سنة القادمة لاستيعاب ثمانية ملايين نسمة يعملون وينتجون ويعيشون فيها.. ومن وجهة نظري فان الإشكالية كانت كيفية التوازن بين تحقيق التنمية ومتطلبات الأمن. وأعتقد ان المشروع الجديد قد توصل الي حلول ومنها.. ان تمليك الأراضي يكون لأبناء سيناء والمصريين وليس للأجانب وكذلك إقامة وإدارة المشروعات.. مع إدخال بند حق الانتفاع بالنسبة للمشروعات الاستثمارية الكبري لكي تكون الأرض ملكية مصرية. وكانت هناك أيضا مشكلة التقسيمات الإدارية اذ تتبع خمس محافظات هي: الشمال والجنوب.. ومحافظات القناة الثلاث: السويس والإسماعيلية وبورسعيد التي قرر الرئيس الراحل أنور السادات ان تتبع كل منها مساحات بسيناء. وأعتقد ان الآلية الجديدة ستحل هذه المشكلة.. وهذا مهم جدا يؤدي الي سرعة التحرك والتنفيذ.. في اطار تخطيط مصر حتي سنة2050 خاصة وان تعداد الشعب بعد أربعين سنة لن يقل عن مائة وأربعين أو مائة وخمسين مليون نسمة.. أي بزيادة نحو ستين مليونا عن التعداد الآن.. فأين يذهب هؤلاء ؟
ان الخروج من الوادي أصبح حتميا.. والمناطق المرشحة للتعمير هي الصحراء الغربية كلها.. وفي الشرق نجد سيناء.. لكن كيف ؟
لقد درسنا وخططنا لعدة محاور تنموية..
%%:............:
1- في الشمال: نجد مدينة بورسعيد في غرب القناة.. ولذلك فان التخطيط يقول بانشاء مدينة في الشرق في سيناء تتسع تدريجيا لمليون نسمة وتكون فيها أنشطة وخدمات ويقيم بها العاملون في ميناء شرق التفريعة.. بل انه يمكن لهذه المدينة ان تستوعب مليون ونصف مليون نسمة بتجمعات حولها وبأنشطة أخري مثل الزراعة.. ومزارع الأسماك وغيرها..
وهكذا.. و وهذا مهم يربط بين هذه المدينة في الشرق وبين بورسعيد الحالية في الغرب نفق أسفل قناة السويس..
2- في الوسط: نجد الاسماعيلية.. وأمامها في سيناء ما يسمي وادي التكنولوجيا.. وكذلك أراض زراعية.. ويري المخطط اقامة مدينة مليونية أيضا في الشرق وبها أنشطة عديدة تتصل بالسفن والنقل, والتكنولوجيا, وأيضا الزراعة ومنها النباتات الطبية.. والصناعة.. والتعليم.. بالطبع السياحة ومنها السياحة الدينية ومجالات ثقافية.
3- في الجنوب: نجد السويس.. وأمامها أيضا يمكن إقامة مدينة مليونية في سيناء.. وتتسع الأنشطة لإصلاح السفن والصناعات التصديرية والثروة السمكية وأنشطة ترفيهية.. وغيرها.. كما تخدم مناطق جنوب سيناء وأبنائها..
هذه المراكز الثلاث تتسع كما ذكرنا لثلاثة ملايين نسمة في ثلاث مدن جديدة, بخلاف تطوير المدن الحالية, وتنشأ فيها أنشطة كثيرة مع تطوير وتحسين المواصلات الداخلية والخارجية, ويكون في كل منها ميناء بحري.. ومطار جوي..
%%: شمال سيناء: وكما هو معروف فان هذا القسم من سيناء غني جدا بالسياحة والزراعة والبساتين وإمكانيات الصناعة والرعي وما إلي ذلك.. وبها مثلا منطقة السرو و القوارير التي يمكن استصلاح وزراعة مئات الآلاف من الأفدنة فيها.. إلي جانب بحيرة البرديل وكميات أسماكها الشهيرة.. وباختصار فأنها منطقة مهمة تحتمل إقامة تجمعات عمرانية جديدة, وبها كما هو معروف ميناء علي البحر المتوسط.. ومطار جوي في العريش.. والي جانب النفق المقترح في بورسعيد فانه يوجد كوبري السلام, وكوبري الفردان ومشروع خط السكة الحديد..
المحور الثالث: وسط سيناء: وهي منطقة حيوية مهمة, ولا يقيم بها سوي أربعين ألف مواطن, وبها ثروات مثل الرخام بأفضل أنواعه والرمال الصالحة لانتاج الزجاج ومواد بناء.. يمكن اقامة مصانع منتجة بسببها..
%%: جنوب سيناء: اننا اذا درسناها نجد ان معظم التنمية كان علي خليج العقبة الذي هو شريط ضيق جدا وفيه أنشئت مشروعات سياحية.. بينما علي الناحية الأخري علي خليج السويس من رأس محمد الي رأس سدر.. نجد انه الأهم اذ يمتد نحو مائتي كيلو متر.. ولذلك يمكن أن يستوعب اقامة مشروعات سياحية ولكن لها عكس ما في خليج العقبة ظهير عمراني سكني بالخدمات والأنشطة اللازمة.. كما توجد في هذا المحور امكانيات لاقامة صناعات مطلوبة..
تلك هي المحاور الأربعة.. التي وضعنا مخططا شاملا لها.. وهناك بالطبع تفاصيل أخري عديدة..
%: انني أطالبك بأن تضع مشروع مدينة الفيروز في هذا المخطط ضمن المحور الثاني, باعتبارها مجتمعا عمرانيا له وظيفة, ومقومات, وفي موقع اتفقت عليه وطالبت به الدراسات العلمية العديدة.. خاصة وان مخططها موجودا وقد يحتاج لتحديث بسيط.. وكما قلت فان وظيفتها متعددة.. كمدينة حضارية.
ان هذه اضافة مهمة..
اشترك في الندوة:
المهندس : صلاح حجاب : استشارى والرئيس الفخرى لحمعية التخطيط المصرية
الدكتور: محمد البهى عيسوى : رئيس هيئة المساحة الجولوجية سابقا
المهندس : ابراهيم محلب : رئيس شركة المقاولون العرب
الدكتور : اسماعيل عامر : استاذ التخطيط بهندسة الازهر
الدكتور : مصطفى كمال مدبولى : رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى
المعمارى : عصام صفى الدين : رئيس بيت المعمار بوزارة الثقافة
الدكتور : اسماعيل عبد الجليل : رئيس مركز بحوث الصحراء سابقا
المهندس : توفيق الشريف : نائب برلمانى سابق عن سيناء
الدكتور مهندس شريف صبرى : استاذ جامعى
الدكتور مهندس مصطفى الشناوى : استاذ التخطيط العمرانى
الدكتور: احمد الخولى : نائب رئيس مركز بحوث الصحراء
الدكتور: مسعد عويس : عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية
الدكتور : ايمن سلامة : استاذ القانون الدولى
ثابت امين عواد : صحفى بالاهرام من شمال سيناء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.