التيه في الصحراء 8 أراد الله سبحانه وتعالي أن يختبر بني إسرائيل بعد أن أنعم عليهم بما لم ينعم به علي قوم فأمرهم بعبور سيناء والاتجاه الي بيت المقدس, فلما وصلوا إلي مدينة علي مقربة منها اختاروا رجلا من كل قبيلة من الاثنتي عشرة قبيلة التي يتوزعون عليها وأرسلوهم للتعرف علي المكان قبل دخوله. وقد عادت هذه الطلائع بأخبار أرعبت بني إسرائيل فقد حكوا لهم عن رؤيتهم قوم يسيطرون علي المدينة لهم أجسام ضخمة وأشداء أقوياء, ونتيجة لذلك انهارت معنوياتهم ورفضوا دخول المدينة إلا بعد أن يخرج منها هؤلاء الرجال الأشداء( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا علي أدباركم فتنقلبوا خاسرين, قالوا يا موسي إن فيها قوما جبارين, وإنا لن ندخلها حتي يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون: المائدة22,21) فلما أمرهم موسي بأن يذهبوا ويقاتلوهم ويخرجوهم كان ردهم علي موسي أنه إذا احتاج الأمر الي قتال فليذهب هو وربه ويقاتلا بدلا منهم, أما هم فسيكونون في الانتظار( قالوا يا موسي إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس علي القوم الفاسقين: المائدة24 26) وهكذا أنزل الله عقابه علي القوم الذي دللهم بنعمه فحكم عليهم أن يتوهوا في سيناء أربعين سنة فكانوا يدورون حول نفسهم ويعودون من حيث بدأوا, وفي خلال ذلك مات سيدنا موسي ومات هارون قبل موسي بوقت قصير وبقيت سيناء أرض المعجزات التي تقدر مساحتها ب61 ألف كم مربع تمثل ستة في المائة من مساحة مصر دون أن تلقي الاهتمام الذي تستحقه تلك الأرض الفريدة في معجزات رب العالمين. مصادر الحلقات: تفاسير ابن كثير والشعراوي وحمزة وعلوان وبرانق وكتاب شبه جزيرة سيناء المقدسة لفؤاد حسين بكالوريوس علوم عسكرية وإدارة وأعمال ضابط سابق في إدارة المخابرات والاستطلاع. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر